أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th September,2000العدد:10213الطبعةالاولـيالخميس 16 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

ضحي الغد
عولمة الزينة
عبدالكريم بن صالح الطويان
تُسرع المرأة بحثاً عن اكتشاف عوالم الزينة، ويُسرع الرجل خلفها! والتاجر بحّار يملك مراكب بحرية على استعداد ان يُبحر بالمرأة إلى جزر الزينة الأسطورية ما دامت على استعداد ان تنفق ما في الجيب!
ونظرت في (بريدة) القديمة فإذا هي بحاراتها وشوارعها الرئيسية والفرعية، تحولت إلى متاجر لزينة المرأة، قماشها، فساتينها، حليها، مكياجها، عطورها، أحذيتها، ساعاتها واكسسواراتها, عالم يموج ويضطرب للمرأة! لوحات من النيون والضوء والإبداع البلاغي والخيالي في العناوين لاجتذاب عين المرأة وإغرائها لتظل في حالة شراء دائمة طيلة العام لا تنتهي!
وتقول لك المرأة إنها لا تجد في (بريدة) بغيتها وضالتها التي تريد، وانها لا تتوفر إلا في مراكز التسوق الحديثة في الرياض وجدة والدمام، حيث المراكز التي كلفت البلايين واستدعت الماركات العالمية التي تهتم بزينة المرأة على شتى أصعدتها!!
وتقول لك المرأة بعد ذلك إن هؤلاء الوكلاء المختصين بشؤون الشرق الأوسط لا يجلبون السلعة ذات الجودة العالية، وان من الأفضل مراسلة (الماركات) العالمية في بلادها الأصلية المنتجة: باريس، لندن،جنيف، حيث تصل عن طريق البريد على عنوان المراسل!
المرأة بشّرت بعولمة الزينة، قبل عولمة الاقتصاد والسياسة والفكر والثقافة! وأصبحت ترى الفتاة الصغيرة وهي ترتدي بعض أنواع (البلايز) فلا ترى بينها وبين الفتاة اللندنية والباريسية أية علامة فارقة تذكر إلا سواد العينين وسواد الشعر!
لقد ضاعت معالم الرجل في عالم الزينة النسائية وإن ظننتني أبالغ فتأمل هذه المراكز التسويقية الضخمة المكسوّة بالضوء والليزر والرخام، الممردة بالقوارير وبلقيس مزهوة بأن كل شيء هنا لها ومن أجلها وان الرجل زوجاً وتاجراً ومُسرحاً ومُصمماً ومُغرياً يقول لها: الأمر إليك، فماذا تأمرين؟!
وفي غياب (الهدهد) بات الرجل طائرا يطير حولها وربما قلّدها ولا تعجب من تقليدها ! لقد قالت لي إحدى النساء، إنها ذهبت إلى محل لبيع المكياج، فلما سألت عن أحد أنواعه الجيدة، قال لها إنها نفدت خلال أيام من وصولها وأكثر الزبائن الذين طلبوه هم من الشباب! واضرب أمثالاً أخرى عن السلاسل الصدرية، وتسريحات الشعر التي يقلّد فيها بعض الشباب زينة المرأة!
حيث تختفي في مثل هذه الظاهرة معالم الرجل في آفاق من عالم زينة المرأة! ولا عجب! فلقد قال أحد علماء الاجتماع المشهورين في نظريته المشهورة :إن الأمة المغلوبة تقلّد الأمة الغالبة !!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved