أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th September,2000العدد:10213الطبعةالاولـيالخميس 16 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

نافذة
المُحدَثُ والقديم
محمد عيسى الحوراني
رغم ان قصيدة التفعيلة، أو ما اصطلح على تسميته الشعر الحر قد اصبحت قصيدة كلاسيكية ,, الا اننا ما نزال نلمس وبقوة صراعا حقيقيا بين المؤيدين والرافضين لها.
من وجهة نظر المؤيدين للشطرين فان الشعر الحر يخلو من الوزن والقافية والايقاع,, وهو بالتالي مرفوض، تمجه أذواقهم,, وترفضه قرائحهم المملوءة بألف وخمسمئة عام من الشعر العمودي.
ومن وجهة نظر المشتغلين بالشعر الحر فقد آن الأوان للتغيير,, مستفيدين من تجربة الشعر العربي ومطورين فيها.
وقبل ان نقول رأينا في وجهتي النظر السالفتين، يجب علينا توضيح بعض المصطلحات:
فعمود الشعر العربي هو ذلك الذي عرف بنهج القصيدة الجاهلية، وهو ما وضحه المرزوقي ووضع له سبع قواعد، وهو بالتالي لا يعني شعر الشطرين، حيث ان بعض النقاد استثنوا كثيرا من الشعراء في العصر العباسي وما سبقه من الشعر العمودي، بل ان بعضهم رأى ان أبا تمام خرج على عمود الشعر العربي,, وبالتالي اعتبروه آنذاك محدثا ومجددا في الشعر العربي,, كيف لا وناقد مثل ابن قتيبة يقول: لقد كثر هذا المحدث حتى هممت الأخذ به.
لذا فان مصطلح الشعر العمودي لم يبق منه سوى نظام الشطرين فقط.
وأما مصطلح الشعر الحر,, وهو الذي يطلق على قصيدة التفعيلة,, فكلمة الحر جعلت الكثيرين يعتقدون خروج هذا الشعر على الوزن، والواقع انه مبني على وحدة التفعيلة التي هي اللبنة الأساس في بحور الشعر العربي، وهو بالتالي موزون، ولكنه غير محكوم بقافية محددة، أو بعدد للتفعيلات، ولكنه محكوم بايقاع وجرس موسيقي محكم,, لذا فان مصطلح الشعر الحر من الأولى ان يحل محله مصطلح شعر التفعيلة.
ووجهة نظري اننا نجد شعرا جميلا في كلا النوعين، وشعرا رديئا في كليهما أيضا ومرد ذلك الى مقدرة الشاعر وتمكنه، ولكنني أرى ان المؤيدين لنظام الشطرين ظلموا شعر التفعيلة كثيرا,, ومرد ذلك هو التعصب للقديم دون النظر فيما هو جديد، ونسوا مقولة الناقد العباسي: كل قديم حديث في عصر ,, بل انهم لم يقرؤوا شعر التفعيلة ولما يحاولوا تذوقه,, وبالتالي بقي ذوقهم فيما قرؤوا وتعودوا.
وكذلك فانهم ظنوا نظرا لعدم معرفتهم بقواعد شعر التفعيلة ان كل ما ينشر حاليا هو من ذلك الشعر وربما اخذوا الغث مقياسا، وهذا ظلم كبير.
وأرى ان كل شاعر او مشتغل في هذا الحقل، عليه ان يلم بكلا النوعين ومن ثم يختار طريقه.
وهذه دعوة الى جميع مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا العربية للاكثار من النماذج الشعرية الحديثة بأنواعها، تلك النماذج المشهود بجمالها، في مناهجنا لتعويد ذوق الطالب على قبول واستحسان كل ما هو حسن من الشعر قديمه وحديثه.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved