أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th September,2000العدد:10213الطبعةالاولـيالخميس 16 ,جمادى الثانية 1421

القرية الالكترونية

النافذة
اللغة العربية كوعاء للتقنية 2/3
م/ مشبب محمد الشهري
في الأسبوع الماضي تحدثنا عن الحرب التي تتعرض لها اللغة العربية وكيف ان هذه اللغة الخالدة استطاعت على مدى أكثر من 15 قرناً ان تحافظ على متانتها وقوتها وكيف انها تخرج من الاختبارات والأزمات التي تعرضت لها أصلب عودا وأطول قامة وذلك ما لم يحصل للغة أخرى وخرجت معافاة وعندما تأخذ اللغة الإنجليزية كمثال نجد انه يصعب على إنسان اليوم فهم ما دون بهذه اللغة قبل 400 عام وذلك بخلاف اللغة العربية فلازلنا حتى اليوم نتمثل بأبيات زهير بن أبي سلمى ولا زلنا نستمتع بالمعلقات التي نظمت قبل أكثر من 15 قرنا وكتب التراث والأدب لا زالت أسفارا حية تعيش بيننا وستظل خالدة بخلود القرآن الكريم.
وكنا في الأسبوع الماضي قد بدأنا الحديث عن ما تتعرض له اللغة العربية في وقتنا الحاضر من تغريب ودعوى انها لغة أدب وعلوم إنسانية وانها لا تصلح لتكون وعاء للتقنية الحديثة وهذه الدعوى ليست وليدة الحاضر بل قد بدأت قبل أكثر من قرن من الزمان إلا انها في وقتنا الحاضر تعد أشدة قوة وأخطر من ذي قبل وذلك بسبب تعدد الوسائل الحديثة لنشر التغريب ومن ذلك الإعلام بمختلف أوساطه بما في ذلك الفضائيات وثورة المعلومات والاتصالات وخروج مارد الإنترنت وكان كل ذلك سببا في تعدد أساليب الحرب على اللغة العربية.
فبالنسبة إلى الانفتاح الفضائي وانتشار القنوات الفضائية أصبحنا نشاهد أغلب تلك المحطات لا تتقيد باللغة العربية الفصحى كلغة لما يعرض فيها وتعتمد على اللهجات المحلية حتى انه اصبح التركيز على لهجات معينة في كثير من المحطات تعد إحدى الدعايات لتلك المحطات خاصة إذا كان المتكلم بتلك اللهجة من الجنس الناعم كذلك هناك شيء مهم وله تأثير خطير على النشء وهو لغة الإعلان الدعائي في كل المحطات التلفزيونية في العالم العربي إذ يعتمد على اللهجات المحلية وهذا له تأثير سلبي على الفصحى يجب ألا يغفل عنه.
ومن الظواهر التي أرى بأن يكون لها تأثير سلبي على اللغة العربية مع الزمن هو صناعة الأفلام الكرتونية التي لها عظيم الأثر على النشء فكثير من شركات صناعة تلك الأفلام تتبنى اللهجات المحلية في ترجمة منتجاتها بدلا من الفصحى ومن تلك الشركات شركات عالمية مشهورة بنجاح منتجاتها وانتشارها مثل شركة ديزني إذ لدى تلك الشركات من الإمكانات ما ان تعجز عنه الدول العربية مجتمعة مما يمنح منتجاتها النجاح والشهرة ومن أمثلة ذلك الفيلم الكرتوني الأسد الملك الذي دبلج إلى اللهجة المصرية وكان له قبول كبير لدى العائلة العربية وعلى شاكلة ذلك الفيلم أفلام كرتونية كثيرة والتي غزت السوق في السنوات الأخيرة وما عليك أخي الكريم إلا تخيل ما لهذه الأفلام التي أعجب بها الطفل الناشئ أيما اعجاب من تأثير سلبي على الطفل العربي في تقبله للغة العربية الفصحى.
ومن الوسائل التي تؤثر سلبا على اللغة العربية وسيلة الإنترنت وما ينشر فيها حيث لا يوجد رقيب ولا حسيب فنجد في كثير مما ينشر بالعربية في هذه الشبكة العالمية لا يتقيد بالفصحى كلغة للنشر وهذا واضح في معظم ساحات الحوار والمواقع ونوادي الدردشة وهذا مما لا شك فيه سيشد من عضد العامية على حساب الفصحى.
وفي الأسبوع القادم سنواصل الحوار حول هذا الموضوع وسبب رؤية البعض بأن اللغة العربية لا تصلح كلغة للعلوم والتقنية.
mmshahri@ scs.org.sa

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved