أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th September,2000العدد:10216الطبعةالاولـيالأحد 19 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

نوافذ
بلاد فارس
أميمة الخميس
باستطاعة السياسة ان تتقاطع مع اي موضوع فتفسده، وتدخل به النوايا السيئة، والافكار المسبقة، والتوجس والريبة.
والا فإن مياة العرب والفرس ظلت صافية رقراقة، والاهم من هذا كله انها تدفقت فروت تاريخا كاملا في زماننا الحضاري، من ذلك الاسم المندس في التاريخ والمختوم بويه رائحة التفاح الفارسي سيبويه والذي اقنص اللغة من اندفاقها الجامح، وجعلها عقلا وخطوطا متقاطعة تخضع للقاعدة الى زماننا هذا الذي تحولت فيه اصفهان وتبريز الى اسماء لمطاعم تحاول ان تستحدث الذاكرة القديمة حول الفالوذج واللوز ينج في مقامات بديع الزمان الهمذاني, وما سوى ذلك هو افكار من الريبة والتوجس افلحت السياسة ان تصنع مغاورها السوداء وتملأها بالبوم والغربان!!
نستقر واياهم فوق نفس السجادة والشيفرة البشرية تحمل سر النسيج الحريري، والذي جعل تاج كسرى وسواريه ينبضان فوق هامة الامة لدهور طويلة, كم تفلح السياسة في افساد الامور وتسميمها بسم ازرق منذ نكبة البرامكة حتى حرب الخليج الاولى، والتي كانت فيها السيوف الاسلامية تشتجر وتتكشف الوعثاء وساحات الوغى عن اجساد امست وقودا لفكرة مجنونة، خانت التاريخ وعبدت الشخص، والا سيظل الفرس هو ذلك الوجه الضبابي الوسيم والمختبئ بشفافية خلف كل صفحة في تاريخنا.
من يمتلك العنوان الكامل مع الرمز البريدي للسندباد وعلاء الدين وقوت القلوب؟ هل هم في فارس او في بغداد ام تراهم في نجد قاصدين ارض مصر؟ وعمر الخيام اختفى وظلت رباعيته قناديل خافته تزرع حول الدروب الدامسة.
لن نستطيع ان ندلس تاريخنا او نتحرر من ربقته، وفارس كانت هناك تتجلى على شكل قصائد تنسجها اصفهان لكل صبح وزمان!!
الايدي الان مشرعة والتاريخ يحاول ان يرمم اخطاء كثيرة، فنستعيد بساطنا السحري الذي يجمعنا مع فارس، كم خيط من الحرير يجمعنا سويا؟ هل هو الدين ام التاريخ ام المصير المشترك الذي سيبقى مشتركا سواء رأينا ذلك او ضربنا عنه صفحاً.
المهم ان نعي نقاط الاتصال والتواؤم والتناغم ذلك التناغم الكفيل بأن يخلق منطقة شرق اوسطية قوية متواشجة عصية على الاختراق والتهديد, وعصى على العولمة التي تمتلك عصارة هضمية قوية ستبتلع الاخضر واليابس ولن يبقى سوى وجه امريكا يرفرف فوق الماء.
البريد الالكتروني
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved