أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th September,2000العدد:10216الطبعةالاولـيالأحد 19 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

خاطرة الأحد
إلى معلمي ومعلمات الابتدائية مع التحية
أحمد بن حمد اليحيى
ها أنتم استقبلتم مطلع الأسبوع الماضي جحافل صغيرة من فلذات أكبادنا التلاميذ ذكورا وإناثا, بما تفوق أعدادها عشرات الألوف, ولا أخالكم تجهلون أن هؤلاء هم جيل المستقبل وأمل الوطن وعماده.
إن آباءهم وأمهاتهم أخرجوهم من بيوتهم باكر كل صباح وأوصلوهم لكم في المدارس ليكونوا أمانة في أعناقكم طيلة سويعات الدراسة, إذن فهذه البراعم عجينة في أيديكم تستطيعون تشكيلهم بالتربية والتعليم حسب ما تمليه عليكم ضمائركم, حيث أعطاكم الوطن والحكومة كل الصلاحية في ذلك لأنكم محل الثقة وحسن الظن حيث أجمع الأثر والموروث بأن المعلم كاد أن يكون رسولا .
اسمحوا لي أيها الاخوة والأخوات الأفاضل في هذه العجالة بأن أخاطبكم وكلكم نظر فأقول لقد أصبحنا في عصر أشد ما نحتاج إليه غرس التربية بمختلف أنماطها في أذهان وسلوك وتصرفات فلذات أكبادنا ربما قبل العلوم, وليس معنى هذا أننا نظن عليهم بالعلوم فالعلوم بالاضافة الى ما يأخذه الطالب أو الطالبة في المدرسة باتت في هذا العصر تتعدد مصادرها لما تحويه الحياة الآن من وسائل وأساليب الايضاح الأخرى من تلفاز ومطبوعات وأساليب ترفيه وغير ذلك.
أما التربية أيها المعلمون والمعلمات الأفاضل فإنها زرع للسلوك الحسن والتصرفات الحميدة ناهيك عن أنها تقويم لما هو معوج منها, إنما يستمد ذلك عن طريق التقليد والتحلي بتصرفات وسلوك المربين وعن طريق اتباع التوجيه والارشاد.
إذن ففي هذه الحالة المعلم أو المعلمة قدوة للطالب أو الطالبة فيما يفعله من لفظ وحركة وتصرف وتعامل تلتقطها هذه البراعم بسرعة وبصورة تلقائية سواء الحسن منها أو السيء, وأنتم أيها الأفاضل لا شك بأنكم قدوة حسنة في ذلك وعليه فقد منحكم ولي الأمر مهمة احتضان هذه البراعم في أول خروج رسمي لها من البيت.
أتذكر أيها الأخوة الأفاضل أنني عندما كنت أتعلم في أمريكا أدخلت ابنتي الصف الأول في الابتدائية, وفي أول يوم عادت الى المنزل علمت أن أول درس تلقته مع زميلاتها من المعلمة عبارة عن ارشادات وتعليمات مفادها الآتي:
1 أن من يرى شخصا لأول مرة في اليوم أن يبادره بكلمة صباح الخير أو مسائه .
2 أن من يريد أن يدخل مكان غيره أن يستأذن صاحبه قبل ذلك.
3 أن من يريد مخاطبة آخر أن يبدأ بكلمة لو سمحت ليستأذنه في الحديث.
4 أن من يريد أن يستلف شيئا من آخر مثل قلم أو ورقة أو سواها أن يقول من فضلك .
5 أن من أخذ شيئا من أحد أو توجيها من أحد أن يقول له شكراً .
6 أن من ترى تصرفا يضايقها من زميلاتها أن تنقل ذلك إلى المعلمة دون سماع زميلاتها.
7 على أول طالبة تدخل الفصل مسؤولية اشعال الضوء وعلى آخر طالبة تترك الفصل مسؤولية إطفائه.
8 ان جميع ما في المدرسة إنما ممتلكات عامة يجب المحافظة عليها مثل غلق الباب بهدوء، عدم العبث في الأثاث عدم تلطيخ الجدران بالكتابة وبالملصقات، عدم قطف الزهور أو المشي على الزروع,, إلخ.
الآن أيها الأفاضل قد يعتبر البعض أن تلكم نوع من أنواع الخرط أو التوافه ولكنها لعمري تمثل أولى الأساسيات التي ما برح أطفالنا يحتاجون للتحلي بها, وهي في نظري أول أساسيات علوم التربية التي إن أخفق البيت في ايصالها الى الطفل فنرجو أن لا تخفق المدرسة في ذلك, وعليه فإذا نجح البيت والمدرسة في زرعهما في براعمنا وأطفالنا فإنها ستظل معهم الى المستقبل لنحصل على جيل خلوق يحسن التعامل مع غيره والمحافظة على ممتلكات بلاده,, والله ولي التوفيق.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved