أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th September,2000العدد:10216الطبعةالاولـيالأحد 19 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

رأي الجزيرة
نزعة انتقام
إذا كان من الصعب فهم السياسة العراقية، بمقاييس علم السياسة، فإنه من السهل جداً الحكم عليها بمقاييس علم الأخلاق, فالعراق ومنذ أن تولى صدام حسين مسئولية القرار السياسي لا يستقر على نهج، ولا ينضبط في تحديد اتجاه، فهناك عدو دائم يبحث عنه، مرة يكون سوريا أو تركيا أو دول الخليج أو إيران ومرة أخرى يكون الغرب أو الشرق، وهكذا.
والعراق منذ أن تولى صدام حسين مسئولية إدارة الشأن الداخلي فيه، والمقاصل تنصب، والسجون تكتظ بعشرات الآلاف، والصراعات على أشدها، حتى وصلت التصفيات إلى أزواج بناته، ووصل الصراع إلى إخوانه، وهكذا، مجرد مسلسل دموي لا يعبر عن فاشية فحسب، بل نزعة انتقام دموية وحشية لا تتوقف عند حدود، ولا يردعها دين أو خلق, والصراعات التي خاضها صدام، والنهج الذي سار عليه، حفل بدروس كثيرة، كان يمكن لأي سياسي أن يتعلم منها.
في عقد الثمانينيات كان لصدام دور رئيسي في زعزعة اقتصاد الخليج من خلال حربه مع إيران، وكان له دور مماثل في ربك السياسة النفطية لأوبك، وتصريحات العراق قبل يومين التي تعيد نفس الأجواء التي سادت المنطقة قبل حرب الخليج الثانية تعبر عن ذات الاتجاه.
لقد لاحظ النظام العراقي أن أوبك حققت نجاحات متتالية هذا العام، وسبب نجاحها تهميش دوره، ومن هنا أطلق تصريحات يترتب عليها زيادة في أسعار النفط، فتضطر أوبك إلى المزيد من الإنتاج ويتم إغراق السوق وتهبط الأسعار مرة أخرى، وإلا كيف نفسر الإعلان عن أن الكويت تسرق النفط العراقي، وتحريك الطائرات العراقية، ثم استجابة سوق النفط لذلك وارتفاع الأسعار مرة أخرى؟
مصلحة الشعب العراقي تكمن في استقرار أسعار البترول، ومصلحة الشعب العراقي تكمن في الحوار المثمر بين المنتج والمستهلك، ومصلحة الشعب العراقي تكمن في تحديد آلية تضبط الأسعار وتربط كمية الإنتاج بمستوى الأسعار التي حددتها المنظمة، ومصلحة الشعب العراقي تكمن في وحدة أوبك، ومصلحة الشعب العراقي تكمن في الحد من سيطرة المضاربين على تحديد الأسعار في الأسواق, غير أن صدام حسين لا يبحث ولا يعبر عن مصلحة العراق، بل يستجيب لنزعة انتقام بذيئة تكمن في أعماقه، توجه مرة للشعب العراقي، وتتجه مرة أخرى إلى دول الجوار.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved