أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th September,2000العدد:10216الطبعةالاولـيالأحد 19 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

مستعجل
مصيبة اسمها,, الكفيل الغارم,,!!
عبد الرحمن بن سعد السماري
** الكفيل الغارم,, أو كفالة الغرم والأداء,, تبدأ بضحكات جميلة وباستعراض كبير لعضلات الشهامة والفزعة وتبادل المديح بين الكفيل والمكفول,, وتنتهي بمشاكل ومحاكم وسجون.
** والكفيل المسكين,, يسوقه قصر النظر أحياناً إلى أن يظهر شهامته ومروءته وفزعته إلى أن تصل به الفزعة إلى أن يكفل شخصاً قد لا يعرفه معرفة جيدة في مبلغ باهظ أو في مبلغ غير معروف أو حتى في مبلغ في غير طاقته,, ثم يُفاجأ بعد أيام بأن مندوب الشرطة يحمل له ورقة إحضار,, ويطلب منه مراجعة إدارة الحقوق المدنية على وجه السرعة,,
** وعندما يصل إلى الحقوق,, يجد أنه أمام حق خاص لفلان أو للمؤسسة أو للشركة الفلانية,, وعليه أن يسدده خلال مدة كذا وإلا,, فسيعاقب بالعقوبة المنصوص عليها,, وهي السجن حتى يسدد,.
** ويستهين الكثير من الناس بالكفالة ويظنها أمراً هيناً ويتساهل بها إلى درجة أن بعضهم جاهز لِطَج التوقيع لفلان وعلان,, فتجده كافلاً أكثر من عشرين أو ثلاثين شخصاً في مبالغ بملايين الريالات,, وراتبه ثلاثة آلاف ريال,, أو شخص رأس ماله جيب جاءه هدية,, ومتى عجز أو تورط أو تلاعب واحد من هؤلاء,, دخل السجن بدله,.
** كم من البيوت ضُيعت,, وكم من الأسر ضاعت,, لأن رب البيت كافل شخصاً في مبلغ باهظ عجز عن سداده فدخل السجن.
** وكم من شخص فُصل من وظيفته,, وكم من شخص ضاع مستقبله بسبب شيء اسمه,, الكفالة والاستهانة بها,.
** إنني أعرف شخصياً,, أكثر من شخص أُخذ من منزله أو من وظيفته وأُودع السجن لعدة شهور لمجرد أنه كفل فلاناً أو علاناً الذي لم يسدد المبلغ المستحق عليه,, والجهات المسؤولة ليس أمامها سوى سجنه,, لأنه لا بديل عن ذلك وإلا,, لضاعت حقوق عباد الله.
** ومما زاد في مشكلة الكفيل ومشكلة التسديد,, هو شركات التقسيط أو المتاجر التي تبيع بالتقسيط,, لأن المشتري يدور بأوراقه ويطلب من فلان وعلان كفالته حتى يقع أحدهم في الفخ,, تقوده الفزعة والشهامة,, ليجد نفسه بعد أيام يبحث عن هذا المكفول الذي يربض في بيته ليل نهار فلا يجد له أثراً,, ويضطر عندها,, إما أن يسدد وإما أن يدخل السجن أياماً وأشهراً,, بل ربما سنوات.
** وبعضهم من شدة غبائه,, قد يكفل شخصاً كفالة غرم وأداء في أمور غير واضحة وغير مضبوطة بدقة,, ومع الأيام تتحول إلى ملايين الريالات,, فكيف يستطيع تسديدها؟!
** إن موضوع الكفالة أمر غير بسيط,, فلا يجب الاستهانة به,, وليت الشركات والمؤسسات تبحث عن عينة لرهنها بدلاً من الكفالة,, لأن قضية الكفالة اليوم,, أضحت شيئاً صعبا ضيّع مستقبل الكثير من البشر.
** اننا نسمع كثيراً عن قصص وحكايات وورطات الكفلاء عندما يبحثون عن المكفول,, وقد يجدونه أو لا يجدونه,, فإن وجدوه,, هزّ يده في وجه كافله وقال له أنا غاصبك تكفلني,, أنا حاطٍ في رقبتك حبل؟!! وإن لم يجده,, فهي الأكثر احتمالاً.
** إننا يجب أن نتنبه ونتيقظ من خطورة هذا الجانب,, فنعرف من نكفل,, وكيف نكفل,, لأن العواقب مخيفة,, وبالذات في القضايا المالية,, فهي حقوق عباد الله ولا بد من أدائها وسدادها وإلا,, فالسجن,,!!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved