أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th September,2000العدد:10216الطبعةالاولـيالأحد 19 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

تزاحم الأعمال يستدعي تنظيم توزيعها
دكتاتورية النشاط متى تنتهي,,؟!
يلعب النشاط الطلابي اللا منهجي دوراً كبيراً في حياة أبنائنا الطلاب,, فالنشاط من دعائم اليوم المدرسي، وذلك لما له من أثر فعّال في اضفاء جو من الألفة والمحبة والتعاون فيما بين الأسرة المدرسية، ولما له من أثر على مستقبل الطالب علميا وسلوكيا وأخلاقيا,, فالنشاط ميدان فسيح لبلورة الأفكار وصقل المواهب واثارة مكامن الابداع عند الطلاب,, وهذا بحد ذاته دليل على أهميته وضرورة اقامته، ولكن ما حالته,,؟! وما مصيره في واقعنا الدراسي,,؟! هل اتى ثماره وعم نفعه,,؟! فان اجيب بنعم,, فما الدليل,,؟! وان اجيب بلا,, فما السبب,,؟!
ان الحديث عن النشاط ذو شجون فلو تحدثت عنه لوجدت نفسك أمام مسالك ودروب وطرق كثيرة ومتشعبة,, ومع التغير الملحوظ في كيفية تطبيق النشاطات اللا صفية واللا منهجية نحو الأحسن الا ان الحديث سيقتصر على نقطتين مؤرقتين، ومشكلتين تقفان حجر عثرة أمام سير النشاط بالطريقة المطلوبة والمنتظر ثمارها,, هاتان النقطتان تحدث عنهما الكثيرون ولكنهما ما زالتا بحاجة الى اجراءات مدروسة وآراء من جميع العاملين في مجالات النشاط المتعددة,, فمع قلة الامكانات المادية والمكانية والزمانية تتزاحم النشاطات وتعدد,, فهنا نشاط اجتماعي، وهنا نشاط ثقافي وأدبي،
وهنا نشاط علمي، وهنا نشاط رياضي، وهنا نشاط كشفي,,, وهنا,,, وهنا,, مع ما يندرج تحت كل نشاط من تقسيمات عنكبوتية لا تنتهي عند حد ولا تقف عن نقطة، ومن طلبات ترهق الجميع مع انها مكرورة,, مما يصعب التعامل معها بالشكل الجدي والحماس الذاتي,, وهذا ما جعل فتيلها يضطرم اشتعالا ولهيبا يشتد سعيرا,, أضف الى ذلك تكليفات جديدة، وأعباء تزداد يوما بعد يوم,, حتى أصبحت الادارات التعليمية تضج بمشرفي الأنشطة لينافس عددهم مشرفي المواد الدراسية,, وهذا يجعلنا نتساءل وبشدة عن مدى استفادة وفائدة أبنائنا الطلاب بذلك الزخم الهائل من الأنشطة، وعن مدى ملاءمة تلك الأنشطة لميول الطلاب وأعمارهم، وعن مدى اقبالهم عليها، وعن طريقة مشاركتهم فيها، وعن كيفية قياس نتائجها,, تساؤلات كثيرة متزاحمة تشغل كل من اصطلى بنارها واكتوى بلظاها,,,؟!
ان فرحتنا عندما نشاهد أولئك الطلاب وهم يعملون في تلك الأنشطة وينتجون ويظهرون في المحافل المختلفة ويصقلون مواهبهم تندها الأعباء المتراكمة التي تجعلنا في حيرة عند تنفيذها,, حيث ان تنفيذ كل تلك الأوامر والطلبات يؤثر على جوانب أخرى مهمة في حياة الطالب الدراسية اذ التكليفات الكثيرة تجعل المرء في حيرة من أمره ماذا يقدم من تلك الأعمال,,؟! وكيف يمكنه القيام بها في وقت وجيز وفي مدة محدودة,, ان تلك الأعمال التي تدخل في النشاط المدرسي تقضي على كثير من الوقت، ومنها ما يتطلب تدريب مستمر: كالشريط الاذاعي، والالقاء الفردي والجماعي، والاعداد المسرحي بفقراته المتعددة، والاعداد للعروض الرياضية، والمشاركات الكشفية، والمعارض المختلفة، الى جانب الاستعداد لحصة النشاط,, فكيف لمدرسة ابتدائية وربما تكون مستأجرة ان تقوم بتلك الأعمال,,؟!
ان الواقع المدرسي والذي لا يخفى على من عمل بهذا المجال أو اهتم به من قريب أو من بعيد ليعلم ان تنفيذ تلك الأعمال المتراكمة والمتزاحمة يأخذ من الحصص الدراسية الشيء الكثير فخروج الطلاب من الحصص وبشكل جماعي يحدث في مدارسنا والسبب هو النشاط والتدريب على تلك الأعمال التي لا تنتهي, وهذا من أشد وأخطر سلبيات النشاط عفوا أقصد آلية تنفيذالنشاط,,؟؟!! فالمشرف يطالب ويطالب ولا يتنازل عن مطلب واحد مهما حصل,, مما جعل سلبيات النشاط تطغى على ايجابياته التي نسعى الى تحقيقها,, فهل يدرك المشرفون ويعون ذلك,,؟!
ولو سأل أحدهم ما العمل؟ فهنا أقترح اقتراحا ارجو أن يكون فيه الحل لتلك الدكتاتورية المتمثلة في ضغوط النشاطات اللا منهجية فأقول: ان تزاحم الأعمال وتراكمها على بعض والاصرار على فعلها جميعها والمساءلة لمن لم ينفذها يستدعي توزيع الأعمال على المدارس توزيعا منظما يراعى فيه ما توفر من امكانات مادية أو زمانية أو مكانية,, فمثلا تعطى مدرسة جزءا من نشاط ثقافي وجزءا من نشاط علمي وجزءا من نشاط رياضي .
وهكذا,, أو توزع الأنشطة على المدارس فمدرسة تأخذ النشاط العلمي كله، وتأخذ مدرسة أخرى نشاطا آخر وهكذا، وفي العام التالي تأخذ المدرسة نشاطا آخر وهكذا دواليك، فقليل ينفذ ويتقن خير من كثير لا ينفذ أو ينفذ ولكن بلا اتقان.
ان البحث عن نجاح النشاط واظهار الايجابيات والحد من السلبيات مطلب نسعى اليه جميعا بل نضحي بالكثير من أجله, اننا مع نهاية كل عام دراسي نقوم بنقل الطلاب من سنة دراسية الى أخرى أو من مرحلة الى غيرها,, وذلك بقياس المستوى التحصيلي بمقياس دقيق متمثل بالاختبارات أو القياس المستمر,, لنقف بعد ذلك على مدى أحقية الطالب بتجاوز السنة الى ما بعدها وفق معايير محدودة ودقيقة، ولكن ما الاجراء القياسي الذي نعرف به مدى الفائدة المتحققة من تلك الزوبعة الدكتاتورية في الزخم الهائل من خطط النشاط المنفذة,,؟! وكيف يتم قياس الفائدة التي جناها الطلاب من تلك الأنشطة المتعددة التي اشغلتهم بل أنهكتهم,,,؟! ربما تكون الاجابة على هذا التساؤل ان العروض والمعارض والحفلات دليل واضح على تلك الفائدة، حيث ان جميع الأعمال نفذت وبمواعيدها وعلى أتم وجه بالتمام والكمال الا يكفي ذلك ان يكون برهانا قاطعا على اعطائنا نتيجة قياسية لما تم انجازه من أنشطة؟ فنقول: نعم لقد تم ذلك كله سواء بالتقارير المرفوعة أو باقامة العروض والمعارض,, ولكن هل يعطينا هذا معيارا دقيقا لمدى استفادة الطالب من الأنشطة,,؟! أم يعطينا معيارا لفائدة المدرسة لتنال الشهادة التقديرية لتقدمها على مدرسة أخرى,,؟! أو يعطينا معيارا لفوز ادارة التعليم على غيرها من ادارات التعليم,,؟!
وبشكل آخر: هل الفائدة من الأنشطة تعود على الطالب نفسه,,؟!
أم على المدرسة,,؟!
أم على ادارة التعليم,,؟!
فاذا كانت الفائدة للمدرسة أو لادارة التعليم فالفوز معيار على نجاح الأنشطة، أما اذا كانت الفائدة تعود للطالب,, فهل يعتبر ذلك مقياسا,,؟! معلوم ان كل تلك الأعمال التي تحققت للمدرسة أو لادارة التعليم من جهود الطالب مما يعني ان المدرسة التي لم تدخل المنافسة ولم تنل مركزا متقدما لم يستفد طلابها، وان ادارة التعليم أيضا تأخذ نفس المقياس,, فيعني ان المقياس غير دقيق فهو لايقيس مقدار الفائدة التي جناها كل طالب على حدة مما يعني ان الطالب يتعب ومع ذلك فالفائدة تعود لغيره,,!!! فما مقدار فائدة الطالب من النشاط,,؟! سؤال كبير ومحير ومهم لمن أهمّه أمر النشاط.
ان وجود حصة للنشاط في الأسبوع يجعلنا نحس بأن الأمر يحتاج الى تحضير والى اجراءات تنفيذية مسبقة التحضير ومحددة الأهداف حتى يحد من فوضى التنفيذ وعشوائية النتائج وارتجالية الفائدة،
فكما لكل مادة طريقة قياسية ينال كل طالب عليها درجة معيارية تقريبية لما تم تحصيله طوال مشواره الدراسي سواء قياسا مستمرا أو قياسا اختباريا,,
فمن الأولى ومن الأحسن ومن الأجدر وضع تقويم شامل لكل طالب على حدة يقيس مدى الفائدة التي تم نيلها من تلك الحصة ومن ذلك النشاط، ويدخل ذلك في شهادة الطالب كبقية المواد الدراسية دون أن يكون لها أثر في نجاح أو رسوب,, كما هي الحال مع المواد الوطنية، الرياضة، الفنية .
عبدالمحسن بن سليمان المنيع
الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved