أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th September,2000العدد:10216الطبعةالاولـيالأحد 19 ,جمادى الثانية 1421

العالم اليوم

أضواء
إدمان حكام بغداد على ارتكاب الأخطاء المميتة
جاسر عبدالعزيز الجاسر
إذا كانت هناك سياسة متبعة في العراق فيمكن القول بأن سياسة التخبط والحسابات الخاطئة اصبحت هي السياسة المتبعة من قِبل النظام العراقي,, هذه السياسة التي قادت العراق الى مآسٍ وكوارث ابتلي بها الشعب العراقي وطالت الشعوب العربية المجاورة وأضرت بقضايا الأمتين العربية والإسلامية.
الحسابات الخاطئة والمغامرات الطائشة دفعت النظام العراقي الى شن عدوانه الآثم على دولة الكويت، ذلك العدوان الذي يدفع ثمنه حتى الآن الشعب العراقي لإصرار حكامه على ارتكاب نفس الأخطاء ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بعدوانه على الكويت.
واليوم يكرر حكام العراق نفس اخطائهم وفق دراسات خاطئة لطبيعة المتغيرات الدولية وفهم قاصر للأوضاع الاقليمية والدولية.
وأصحاب الذاكرة لا بد أن يتذكروا ان حكام العراق، وقبل ارتكاب جريمتهم ضد الكويت، قد مهدوا لها باتهامات تركزت على مزاعم سرقة البترول العراقي وتخريب الاقتصاد العراقي، وأعقبوا تلك الاتهامات بتهديدات باللجوء الى التدابير اللازمة,, وبعد ذلك بليلة واحدة تمخضت التدابير عن أكبر جريمة في التاريخ العربي المعاصر.
والآن تتكرر نفس النغمة,, وما اشبه الليلة بالبارحة، فالاتهامات نفسها والتهديدات اكثر من سابقاتها إذ إن الطيران الحربي العراقي قد اخترق أجواء الكويت ودول مجاورة أخرى، وشوهدت الطائرات العراقية في منطقة الحدود الكويتية/ السعودية.
ويعتقد كثير من المحللين الذين أصبحوا على دراية بالتفكير القاصر لمسؤولي النظام العراقي أن حكام بغداد يعتقدون خطأً بأن الولايات المتحدة الامريكية لا يمكن ان تتصدى للعدوان العراقي الذي يعدّون له، لكون امريكا منشغلة بانتخابات الرئاسة وان الرئيس كلينتون لا يمكن ان يقدم على شن حرب وقائية ضد القوات العراقية في هذه الفترة التي يمتنع فيها الرؤساء الامريكيون عن الاقدام على أي عمل حربي إلا أن المحللين وهم على حق يعتبرون الحالة العراقية التي تعد تهديداتها وأعمالها خطراً يهدد الأمن الاقتصادي القومي الأمريكي والعالم الحر، كون المنطقة يتدفق منها أهم مورد اقتصادي عالمي، لا يمكن اعتبارها حالة عادية، وتتطلب موقفاً حاسماً يتجاوز كل الحسابات وهي في المفهوم الاستراتيجي بمستوى اتخاذ قرار دخول الحرب العالمية الثانية، إضافة الى ان التصدي للعدوان العراقي لا يرتبط فقط بالقوة الأمريكية العسكرية التي لها تواجد قوي في المنطقة، بل أيضاً، هناك قوى اقليمية ودولية لها حضور جيد في المنطقة أيضاً فبالإضافة الى تنامي القوة العسكرية للدول المجاورة التي لا يمكن ان تسمح بأن تؤخذ على حين غرة كما حصل في الغزو السابق، أيضاً هناك تواجد عسكري دولي ترتبط دوله مع الكويت باتفاقيات عسكرية دفاعية وهو يفرض عليها إشراك قوات في أي مواجهة عسكرية مع قوات النظام العراقي.
فهل حسب حكام بغداد كل هذا,, أم أن الادمان على ارتكاب الاخطاء المميتة أصبح ديدن صدام وأعوانه.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved