أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 21st September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالخميس 23 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

نوافذ
الذريعة
أميمة الخميس
عندما اختار آل جور المرشح الامريكي للانتخابات المقبلة السناتور اليهودي جوزيف ليبرمان نائباً له تساءل الامريكيون هل سيقود ليبرمان شجرة اعياد الميلاد في البيت الابيض حال فوزه في الرئاسة؟؟ ومهما كانت الواجهة الديمقراطية التي تؤمن بالتعددية في المشهد الامريكي، تحاول ان تحتوي الاختلافات العرقية والاثنية والدينية، الا انها تظل ترتكز على مرجعية ثقافية واضحة في تغليب التوجه الأنجلو سكسوني بجميع مرجعياته الدينية والعرقية بدليل عدم فوز أي من اليهود او الهسبانين او السود في انتخابات الرئاسة الى وقتنا الحاضر، وما سوى ذلك هي شعارات توظف في المعارك الانتخابية بهدف كسب المزيد من الاصوات.
ولتلافي هذه الهوة الواضحة فقد اسعف ليبرمان بعد ترشيحه لوبي اعلامي قوي ونشط حاول ان يقدمه بصورة المنقذ الذي سينظف خلفية آل جور السياسية من شبح فضائح الرئيس كلينتون التي تلقي بظلالها المعتمة على حملة آل جور الانتخابية.
ففي مجلة النيوز ويك مثلا عدد 22 اغسطس الماضي استحوذ ليبرمان على عدد لا بأس به من الصفحات التي كانت تبرزه كشخصية متميزة تمتلك روح الصلابة والتحدي والطموح الذي يتوافق مع الحلم الامريكي.
وباركت الكثير من المقالات خطوة جور الجريئة ووجدوها كمعلم ثقافي من الممكن ان تتباهى به أمريكا الديمقراطية التي باستطاعتها ان تستوعب ليبرمان اليهودي المثقف وخريج جامعة ييل العريقة وابن احد الناجين من افران الغاز واهوال الهولوكوست ، كمرشح رئاسي مرتقب.
وصورت المجلة نفسها بأن وصول ليبرمان لهذا المنصب هو احتفال لليهود بالبقاء على قيد الحياة وقبضة يد منتصرة يرفعونها في وجه هتلر.
والسؤال هنا: ان الجميع يعرف بأن اثمن هدية قدمها التاريخ لليهود هي مجزرة الهولوكوست والتي استثمرت بشكل ذكي ومنظم مازالوا يقطفون ارباحه الى وقتنا الحاضر، وبداخل هذه الحلقة المحكمة المكونة من اولبرايت ذات الاصول اليهودية، ودينيس روس المبعوث الامريكي للشرق الاوسط اليهودي ايضا، وجماعة نشطة من اليهود في الولايات المتحدة تخضع العهد القديم الى الكثيرمن العسف بحثا عن نقاط الالتقاء عند الجد الاكبر ابراهيم عليه السلام، وتحت مظلة اعلام قوي ومنظم يدخل اليهود مباحثاتهم للسلام مع المسار الفلسطيني، في حين يعجز هذا المسار على الحصول على اجماع عربي في قضية القدس، المشهد يبدو في غاية البؤس والخذلان، ولكن يقول المتفائلون: مازالت طاولة المفاوضات قائمة.
البريد الالكتروني: omaimakhamis@ yahoo. com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved