أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 21st September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالخميس 23 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
هل نحن ننمي أبناءنا فكرياً؟!
نجلاء أحمد السويل
نستطيع ان نقول بأن فلاناً كبير في عمره وذلك اذا خاض تجارب معينة تجعل عمره الفكري والعقلي اكبر من عمره الزمني وفي المقابل فإن فلانا صغير في عمره إذا كان بعيدا عن الخبرات الحياتية الجارية من حوله سواء كانت خبرات اجتماعية او علمية او غيرها!.
فالفرد له مقياسه الذي من خلاله يستطيع بإذن الله ان يرسم فرصا أفضل للنجاح في حياته وهذا المقياس يعتمد بشكل مباشر على مدى احتكاكه واندماجه وتمازجه مع الأطراف المحيطة به وتلقنه منها ما يزيد رصيد تطلعاته وطموحاته وبالتالي تتزن أمور كثيرة هو يرغب اتخاذ القرار بها,.
ولكن,.
لاشيء يولد من الصفر إلا إذا وضعنا أساسا ننطلق منه وكانت لدينا البوادر لبناء انفسنا ومستقبلنا وشخصياتنا ولا نقول إلا ان الاسرة هي نافذة الضوء التي تشعل أمام افرادها ضياء ما يجب ان يكون ايجابيا لهم ولا ابالغ حين اقول ان المسؤولية تظل معلقة في عنق الكبار داخل الاسرة خاصة الآباء، فالآباء لابد وان يدمجوا أبناءهم في معركة الحياة ويجعلوهم يختلطون بأحداثها وتجاربها فأفراحها وآلامها ولكن كل تجارب حسب المرحلة العمرية للأبناء فيجب ألا نحمل ابناءنا ما قد يسبب لهم العقد النفسية او الشعور بالفزع او الرعب أواتخاذ موقف معين من الحياة وانما لابد ان ندمجهم بحسب ما يتناسب مع مجريات عقولهم وافكارهم ولكن من نافذة صغيرة تطلعهم على العالم الخارجي لتجعلهم أكثر مرونة وأكثر قوة واكثر تجاوبا.
ومن الامور التي تلفت النظر احيانا خاصة فيما يتعلق بهذه النقطة بالذات وهو ان كثيرا من الأسر للأسف تحرم ابناءها من لذة المشاركة في اتخاذ القرار بمعنى ان الآباء قد يتخذون كافة قرارات الأسرة ويصدرونها كأوامر دون ان يكون للأبناء حق المشاركة في اقرار او رفض القرار بل قد يكون الرفض احيانا سببا لتصادم الآباء مع ابنائهم، الامر الذي يجعل اولئك الابناء بعيدين كل البعد عن تجارب المواقف واختلاف الاحداث والمجريات بل ان اولئك الآباء لا يكلفون انفسهم حتى اقناع ابنائهم بما اتخذوه من قرار وتوجيه ابنائهم من خلال ذلك الاقناع بل فقط المهم ان يكون لديهم سلطة مسيطرة لا ترصد في ذهن الابناء اي نوع من التفاهم او تبادل الافكار او التنمية العقلية!!.
ولا أقول هنا ان الآباء لابد ان يسيروا خلف آراء ابنائهم ولكن على الاقل لابد وان يشركوهم ويشاوروهم مهما كان هؤلاء الابناء صغارا وفي النهاية يتخذ الآباء ما هو مقضٍ ولكن دون التحيز لصفوفهم الذاتية او ترجيح انفسهم فقط لأنهم الأكبر أو الأقوى.
اعتقد ان التفاهم مهم جدا,.
واعتقد بأنه سيقطع مسافة كبيرة من البعد والجفاء,.
واعتقد بأنه سيعلم الابناء الكثير,, فهل نحاول ان نعلم ابناءنا,.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved