أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 21st September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالخميس 23 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

على ضفاف الواقع
عصفور في اليد!!
غادة عبدالله الخضير
* يقين:
عندما نبتعد عما نريد,, نرى افضل,.
تتسع مساحة الحرية بداخلنا,, وربما تصبح أعمق
نستطيع وبقوة,, ان نتخلص من بعض تلك القيود,.
التي اسميناها خطأ,, الحلم
عندما نبتعد عما نريد,, نصبح أقوى,.
إننا,, ببساطة ,, نتحرر!!!
* ما سر تلك اللحظة التي يعلن فيها الإنسان لذاته,, انه تخلى تماما عما يرغب,, اني أسألك,, مريم,, وافكر في ذلك,, في ذات اللحظة,, هل انطأت الروح؟!
هل هناك شرخ اصبح واضحا أصاب الرغبة في انهاض الحياة؟!
هل أخذ وهج العيش ينطفئ بسرعة,, فيتحول الى الشيء الذي يمكن للريح ان تأخذه دون جهد؟!
هل في تلك اللحظة اصبحنا ندرك ان ما تمسكنا به بقوة,, وعناد طفولي,, هو ذاته الشيء الذي فقد بريقه,, ورونق حضوره؟!! فقد أصالة اعتقادنا ان الدنيا دونه مستحيلة ؟!!.
هل هو اليأس,, بدأ يستوطن روح الإنسان فينا؟!!
أم انها لحظات من تجليات الرضا,, من تجليات القناعة؟!
ام انه الشعور بأن هذا هو الشكل النهائي للحياة,, والناس ولما نرغب؟!
هل أصبحنا نعي بعمق ان الركض بقوة نحو الحياة,, أمر متعب وان السير بتأن,, وتأمل,, قد يكون اكثر نفعا؟!!.
هل بدأنا نكتشف فعلا ان عصفورا في اليد,, خير من عشرة على شجرة الحياة؟!
هل,, هو الإنسان الهادئ,, الذي قرر ان يسكن بداخلنا,, نتعلم معه كيف يكون للصمت معنى؟!!.
* لك يا غالية,, ان تختاري من ذلك,, ما يطيب لك,, إلا انني بعدما اطلقت العصفور الذي في اليد,, يحلق مع العشرة الحرة ارى امرا آخر يختلف عن كل ذلك,, عن كل ما سألته سابقا.
* استوعبي معي حقيقة ذلك الشعور الذي قد نعيش، ذلك الشعور الذي يمنحنا اكثر حرية,, وما مطلب الإنسان يا عزيزتي إلا ان,, يتخلص من قيده,, ومن ثم يكسب ذاته؟!
انه شعور الاستغناء قوة شعورنا انه يمكن لنا ان نتخلى عما كان مهما لدينا في الماضي,,
وان ذلك الاحتراق الذي كان يلهب الزمن الذي يعيش,, تحول الى شمس دافئة,, مشرقة؟!.
إن الإنسان القوي,, يا غالية,, هو الذي يخرج معافى من بين قضبان رغباته,, يتحرر من سجنه,, ويفرد جناحيه,, للسماء؟!
* اني الآن استطيع ان افهم,, وبسهولة سر تلك اللحظة التي يعلن فيها الإنسان أمام نفسه,, انه تخلى تماما,, عما يرغب ذاك انه لا اهمية لشيء يثقل القلب,, والخطوة,, لا أهمية لشيء يمكن له ان يجعلنا نهرول في مساحة ضيقة لقبضة خانقة!!.
* اخبرك بصدق,, مريم,, انني منذ بدأت اضع ما يرهقني ثقله ولا يجدي الركض خلف بريقه على ميزان الاستغناء وكفة الارتياح هي الرابحة لدى,, انه شعور,, كالتحليق تماما ,, يعيش بداخلي!!!
* أصبحت افكر,, هكذا,, اكره الحلم الذي يأسرني,, أكره الملامح التي تأسرني,, أكره الرغبة التي تأسرني,, انها تجربة قوية,, عظية,, فما رأيك؟!!.
** كتبت لي,, في نهاية رسالتك,.
فكري قليلا,, واكتبي كثيرا,, فعندما تكون الشمس حارقة في كل مكان,, حروفك هي الخط الفاصل,.
انت أيضا,, يا غالية,, فكري قليلا,, واكتبي كثيرا وتأكدي ان حروفك ليست هي الخط الفاصل عندما تكون الشمس حارقة,, انها الحياة عندما نتأمل الكل,, ولا نرى أحداً!!!.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved