أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 21st September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالخميس 23 ,جمادى الثانية 1421

القرية الالكترونية

النافذة
اللغة العربية كوعاء للتقنية (3/3)
م, مشبب محمد الشهري
في هذا الأسبوع نستكمل الحديث عن الموضوع الحيوي والمهم لنا كأمة تحاول ان تنفض عنها غبار التخلف التقني والنهوض من عصور الركود والانحطاط العلمي.
في الوقت الذي تتحفز فيه معظم الدول العربية للحاق بركب التقدم الحضاري والاقتصادي فهناك امور لابد من حسمها قبل ذلك ومن اهمها الإيمان بمكانة اللغة العربية لتكون الحاضن والناقل للحضارة الحديثة هذا إن أردنا ان يكون لنا كيان مستقل وألا نكون مجرد مسخ من الغير, لا بد لنا من الإيمان الكامل بفعالية اللغة العربية وإمكانيتها لاحتواء تقنيات العصر، ومن ثم العمل على تفعيل ذلك.
من أكبر العوائق التي تقف حجر عثرة امام انتشار او قبول العلوم الحديثة باللغة العربية هو عدم توحيد المصطلح العلمي باللغة العربية وفي مقال سابق نشر في هذا المكان قبل حوالي ستة أشهر تحدث عما يعانيه العاملون في حقل تقنية المعلومات من اختلاف المصطلحات لهذه التقنية,, فهناك ما يعرف بمصطلحات المشرق العربي وهناك مصطلحات المغرب العربي، ولا شك ان عدم توحيد المصطلحات واختلافها ليست مقصورة على تقنية المعلومات فحسب بل تشمل بقية العلوم والتقنيات العصرية الأخرى، ومن العوائق كذلك عدم توافق المجامع العربية والمؤسسات المعنية بترجمة المصطلحات مع وقع العصر الذي يتميز بالسرعة، فمن المؤكد أننا بحاجة إلى وعاء لغوي ديناميكي متجدد يساير المتغيرات السريعة في تقنيات العصر هذا إذا كنا جادين في نهوضنا الحاضر وعازمين على اللحاق بركب الحضارة وكنا جادين في الحفاظ على تميزنا دون التبعية.
من العوائق كذلك الترجمة والنقل إلى العربية، حيث إن جل ما يترجم إلى العربية أتكلم هنا عن تقنية المعلومات ولا شك ان ذلك ينطبق على باقي العلوم الحديثة يختلف اختلافا كبيرا عن مصدره ولا يعد الهدف عن كونه ماديا بحتا اما عن نقل التقنية إلى العربية فهو شيء ثانوي، كلامي هذا من واقع التجربة حيث بحكم تخصصي في مجال تقنية المعلومات فإنني أفضل الاعتماد على ما ينشر ويكتب عن هذه التقنية باللغة الإنجليزية، وذلك لسوء ترجمة ما ينقل إلى اللغة العربية وعن كونه في الغالب لا يمثل الأصل, لهذا فإن لي أمنية أو فلنسمها حلما مثل بقية أحلام الإنسان العربي، وبالطبع انتم تعرفون مصير تلك الأحلام، الحلم هو بأن يكون هناك مجمع لغة عربية موحد وليكن تحت إشراف جامعة الدول العربية، وأن يكون لذلك المجمع إمكانات كبيرة ويكون من مهامه القيام بترجمة العلوم الحديثة والمصطلحات العلمية أو على الأقل الإشراف ومراجعة ما ينقل إلى العربية وليكن مجرد وجود اسم ذلك المجمع على أي كتاب أو بحث أو غيره كدعاية او كعلامة مميزة تعطي طالب العلم الاطمئنان بمتانة الترجمة وان الهدف ليس تجاريا وان المادة العلمية هي الأساس.
في اعتقادي لو لم يتحقق أي حلم من أحلام الإنسان العربي سوى هذا الحلم وهو توحيد المجامع العربية والاعتناء بالترجمة والقيام بالصيانة والعناية باللغة العربية لكان أكثر مما نحلم به، ولكان بداية تحقق الحلم العربي الكبير الوحدة العربية ولو ان جامعة الدول العربية قامت بذلك المشروع على مستوى علمي كبير لكان مصدر يدر عليها مبالغ من المال ويكون رافدا يرفد ميزانيتها.
قبل الوداع نستخلص بأن هذه اللغة الخالدة لم تخذل يوما من الأيام ولن تخذل أصحابها وإن عيبها من أهلها فكيف نقنع أنفسنا قبل غيرنا وكيف نقنع طلبة العلم والأجيال القادمة بإمكانات هذه اللغة وصلاحيتها لاحتواء تقنيات العصر وأكثر من 95% من الكليات العلمية في جامعات الدول العربية تدرس مناهجها باللغات الأجنبية، المشكلة عزيزي القارئ ليست في اللغة العربية المشكلة في أننا مهزومون من الداخل.
انتهت المساحة المحددة لهذا لمقال قبل أن يشفى غليل العبد لله وقبل أن يعطى هذا الموضوع حقه من البحث والمناقشة وحسبي أنني فتحت باب النقاش في هذا الموضوع الحيوي الذي يهم الجميع، علَّ من هو أعلم مني وأبلغ يدلي بدلوه فالأمانة عظيمة والجميع مسؤولون.
mmshahri@scs .org. sa

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved