أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 21st September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالخميس 23 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

رأي الجزيرة
المفاوضات الصعبة
الحكم السياسي على نتائج مفاوضات مرهون بصيغة الاتفاق الذي ينشأ عن هذه المفاوضات، وما يترتب عليه في أرض الواقع عند التنفيذ، ومن هنا فإن الأطراف المتفاوضة محكومة سلفاً بمقدار ما يحققه التفاوض من استجابة للشروط التي يراها كل طرف منسجمة مع أهدافه أو حقوقه، أو منظوره لعملية التفاوض ذاتها.
والذين تعجلوا في الحكم على الموقف الفلسطيني ، وجردوه من أية مزايا أو قدرات، بل تجاوزوا ذلك إلى الاتهام أو التشويه، إنما يحققون هدفاً إسرائيليا في إضعاف الطرف الفلسطيني المفاوض نفسيا ومعنويا.
المفاوض الفلسطيني يقود مفاوضات صعبة، فلم يعد لديه أوراق للضغط كثيرة، عدا المراهنة على الدعم العربي والدولي، ولكن هذا الدعم أيضا محدود التأثير والقدرة، والمفاوض الإسرائيلي يوقع اتفاقاً ثم يتراجع عنه ويستجيب لضغط دولي، ثم يقول دعونا نتفاوض، ونستمر بالتفاوض ونحل الخلاف بالمزيد من التفاوض, فهو مفاوض يلعب ورقة الزمن ويعتقد أنها لصالحه، فهو يزيد من بناء المستوطنات ، يغري سكان القدس الشرقية بحمل الجنسية الإسرائيلية، ويراهن على تصدع الجبهة الفلسطينية، أو غياب ياسر عرفات عن الساحة إما باليأس أو بالعجز، أو بغير ذلك، لأن المفاوض الأسرائيلي يعلم أنه ليس هناك من يملك شرعية فلسطينية وعربية ودولية تؤهله للتوقيع على اتفاق نهائي إلا ياسر عرفات، وغيابه عن ساحة التفاوض لا سمح الله تعني لفترة طويلة طي ملفات التفاوض والفوضى التي تعيد الصراع العربي الإسرائيلي إلى نقطة الصفر.
كل المؤشرات وحصيلة التفاوض حتى الآن تعكس عدم رغبة إسرائيل بتوقيع اتفاقية سلام، ما لم تكن هذه الاتفاقية مفصّلة بشروطها ومقاييسها ومواصفاتها ومايخدم أهدافها، والقضايا المعلقة ويتم التفاوض عليها، هي على درجة كبيرة من الصعوبة، فقضايا مثل اللاجئين، والقدس، والمستوطنين، من الصعب على المفاوض الفلسطيني أن يوافق على حلول مفروضة بمقاييس إسرائيلية, فضلا عن أن المفاوض يعرف حدود التفويض في التفاوض، ومن هنا فإن مسيرة التفاوض ذاتها تمر في أزمة عميقة، والمنطقة كلها تمر بمرحلة تاريخية حرجة، وكما عبّر عن ذلك بوضوح سمو الأمير عبدالله في كلمته في مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس البرازيلي تكريما لسموه، حيث أكد حفظه الله بأن السلام خيار استراتيجي للعرب وللمسلمين، ولكن إسرائيل تعرقل مسيرة السلام باحتلالها الأراضي الفلسطينية والعربية والتفافها على قرارات الشرعية الدولية.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved