أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 21st September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالخميس 23 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

أوروبا والوقود
الشتاء قادم,, والأسعار مرشحة للتصاعد
تعم قارة أوروبا حالة، أقرب ما تكون إلى الحرب,, فالكل متحفز الحكومة والشعب كل يراقب الآخر,, فبعد ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى اسعار مرتفعة نسبياً، اضطرت الحكومات الاوروبية إلى رفع ضريبة الوقود المرتفعة أساسا، حيث تقدر في بريطانيا على سبيل المثال ب 75% وهذا الإجراء أغضب المواطنين ودفع سائقي الشاحنات إلى عرقلة المواصلات في الطرق الرئيسة مما أحدث حالة من الفوضى المرورية، ومنع الكثير من الخدمات الضرورية من متابعة عملها، وأجلت بعض العمليات الجراحية في المستشفيات، ونفدت المواد الغذائية من الأسواق، وتعطلت محطات الوقود تماما ما عدا المحطات التي تخدم الجوانب الحساسة والإنسانية وهي قليلة, وفيما بعد انضم سائقو سيارات الأجرة والمزارعون إلى سائقي الشاحنات.
وعموما فإن 96% من السكان يؤيدون هذا الإضراب الذي أوقف الحياة اليومية في دول تعتبر الاكثر رفاهية في العالم.
ولعل ما حدث يذكرنا بأحداث عام 1973م عندما منعت الدول العربية بقيادة الملك فيصل رحمه الله تصدير النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا فعاشت هذه الدول عاما مخيفا لن تنساه.
وقد تفاوت موقف الحكومات الاوروبية في حل مشكلة الإضراب ففي إيطاليا تجاوبت الحكومة مع مطالب المحتجين بصورة إيجابية, ولكن في بريطانيا تراجع المتظاهرون عن موقفهم وامهلوا الحكومة ستين يوما لتخفف الضرائب في الميزانية القادمة، فانفرج الموقف نوعا ما.
وما زال الوضع في الدول الأخرى مستمرا على ما هو عليه كما في بولندا وايرلندا وإسبانيا، وأما في ألمانيا فإن سائقي الشاحنات حددوا السادس والعشرين من هذا الشهر (سبتمبر 2000م) يوم المسيرة الكبرى.
ولعل المتابع للأحداث يرى مدى تأثير هذا الموقف على حكومات واقتصاديات هذه الدول مع العلم أن من بينها دولاً مصدرة للنفط مثل بريطانيا بما تملكه من نفط في بحر الشمال وهو الأعلى على مستوى أنواع النفط في العالم.
ولا ننسى أن فصل الشتاء يقترب ونحن نعلم ان الطلب يزداد على النفط في هذا الفصل لأغراض التدفئة وبطبيعة الحال فإن الأسعار سوف تزيد على الرغم من مساعي دول الأوبك لخفضها عن طريق زيادة الإنتاج وخصوصا ما قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية من دور كبير في هذا المجال، بخلاف ما يفعله النظام العراقي بإطلاقه الاتهامات لدولة الكويت بأنها تسرق النفط من حقوله وهو لا يقصد من ذلك سوى العمل على رفع أسعار النفط المرتفعة بطبيعة الحال.
الجدير بالذكر أن الأحداث أظهرت أن أوروبا تعيش على شفى جرف هار بخصوص حاجتها للنفط الذي تعتمد عليه في كثير من جوانب حياتها, فلو توقفت إمدادات القارة الأوروبية من النفط لفترة معينة فإنها سوف تفقد الكثير والكثير من قوتها في شتى المجالات وتفقد كذلك دورها العالمي المؤثر على الساحة السياسية والعسكرية ولعل الأيام القادمة تجسد لنا الموقف وما سوف يؤول إليه من تطورات نعتقد انها ليست في صالح هذه البلدان.
عبدالرحمن بن سليمان النصيان
قسم الجغرافيا جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved