أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 21st September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالخميس 23 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

مضى لسبيله علامة الجزيرة
كيف البقاء وباب الموت منفتح
وليس يغلق حتى ينفذ البشر

في فجر يوم الخميس 16/6/1421ه ودع شيخنا الفاضل حمد بن محمد الجاسر رحمه الله الدنيا الفانية الى دار البقاء بعد أن استوقف نصيبه من أيام حياته عبر السنين الماضيات المسطرة في اللوح المحفوظ قال الله تعالى: إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون صورة يونس الآية 49.
لقد رغب رحمه الله أو رغب من سافر به الى الولايات المتحدة الأمريكية للاستشفاء والعلاج هناك أملاً أن يمد الله في حبل أجله واعطائه فسحة من العمر، ولكن رصيده من سني عمره قد انتهى تماما وشاء الله تعالى أن يموت بعيدا عن أهله وأحبته، وصدق الله العظيم حيث يقول في محكم كتابه العزيز في آخر سورة لقمان: وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير مات علامة الجزيرة بعد أن أثرى المكتبات العربية بأعداد كبيرة من مؤلفاته القيمة وملأ الصحائف والمجلات من البحوث والايضاحات، وأفزع ما في خاطره من ذكريات جميلة وبعض المواقف الطريفة والغريبة معا في تلك الصحائف وبعد أن نال تكريم الدولة له والجوائز العلمية والدولية والمحلية وبرز في المحافل الدولية بروز ابن الليل في منتصف الشهر أي القمر ولقد حفظ وقته ووقف حياته منذ فجرها في الكفاح واقتناص العلم ورصده من موارد عدة، ومصادر متنوعة، فهو بحر عام في كل فن,.


ليس على الله بمستنكر
أن يجمع العالم في واحد

وفي مجال التاريخ وطول باعه فيه وفي غيره يحسن بنا الاستشهاد بهذه الأبيات الثلاثة: من قول العلامة عبدالرحمن بن اسماعيل الخولاني النحوي، في رثاء شيخه,.


ما زلت تلهج بالتاريخ تكتبه
حتى رأيناك في التاريخ مكتوبا!
حجبت عنا وما الدنيا بمظهرة
شخصا وأن جل إلا عاد محجوبا!
كذلك الموت لا يبقي على أحد
مدى الليالي من الأحباب محبوبا!

فشيخنا علم عال من أعلام الجزيرة العربية بل العالم الاسلامي، وقد منحه الله مواهب جمة منذ نعومة أظفاره قل أن تتحقق لغيره مواهب فطرية وملكات قوية، وبعد نظر، فهو مرب فاضل يتمتع بمكانة عالية وبشخصية مهيبة قوية، ولي الشرف أن كنت أحد تلاميذه أيام كان مديرا لكليتي الشريعة واللغة العربية وكانت لي معه مواقف تربوية أبوية لا يتسع المجال لذكرها في هذه العجالة.
وما أجمل تلك الكلمات التي اختتم بها رسالته الموجهة لي منذ حوالي شهرين تغمده الله بواسع رحمته تعقيبا على كلمة سبق أن ذكرت بهذه الصحيفة يوم الاربعاء الموافق 3/4/1421ه هوامش كلمة الوفاء متضمنة الثناء عليه,,,، ونص ختام كلمته ما يلي: محبكم لا يعجبه الثناء وقد بلغ حالة تستدعي سؤال الله له بحسن الخاتمة, هذا هو الذي يتطلع اليه من أحبابه واخوانه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أخوكم حمد الجاسر ,
وهذه تنم عن تقدير ومودة اضافة الى زهده في الثناء، وتوجيه نظر اخواني الى أن الدعاء في أغلب المواقف خير من الثناء، ولئن رحل شيخنا رحمه الله بجسده فإن آثاره ومآثره باقية لا تبلى على مر السنين، واني لارجو وآمل من كل من يطلع على سفر من أسفاره التي خلدها شاهدة بأفضاله وبعلمه الضافي أن لا ينساه من خالص الدعاء.


يامن اذا نظرت عيناه كتبه
كن بالدعاء له والخير مدكرا

عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف محافظ حريملاء
أحد تلاميذ الشيخ حمد الجاسر رحمه الله رحمة واسعة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved