أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 23rd September,2000العدد:10222الطبعةالاولـيالسبت 25 ,جمادى الثانية 1421

اليوم الوطني

ميلاد دولة وإرادة قائد
د, إبراهيم بن صالح القريشي
اليوم الأول من الميزان يحمل في نسماته حدثا تاريخيا له سماته الفريدة ومعطياته الخالدة التي أسهمت في توحيد كيان راسخ متين المملكة العربية السعودية على يد الملك الامام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله رحمة واسعة إن هذه المناسبة المجيدة التي تتميز بقدر رفيع من الاجلال وتحظى من كل مواطن سعودي بالوفاء والعرفان ويجب أن نعمق في أجيالنا المعاصرة والقادمة ان شاء الله تعالى مفاهيم وأبعاد المرحلة الجهادية التي حفلت بالمعطيات والانجازات التي نتفيأ ضلالها اليوم أمنا ورخاء واستقرارا وريادة بين أمم الأرض جميعا.
فإذا كان الخامس من شوال عام 1319ه يوم الفتح المبين وبداية مرحلة التوحيد المجيدة التي تمكن القائد العظيم الملك عبدالعزيز من استرداد ملك آبائه وأجداده فإن فجر الأول من الميزان عام 1351ه هو بداية مرحلة بناء الدولة ومؤسستها خلال نشأة توفرت لها عوامل النصر والارادة القوية بعد معاناة فيها الكثير من المآسي والانقسامات والتفكك ولكن ايمان الملك عبدالعزيز بالله وثقته به ثم التفاف مواطنيه من حوله أدت كلها الى النصر وقيام دولة شعارها الايمان والحب والبناء في وسط أجواء معتمة تسيطر فيها شريعة الغاب ومجتمع يخضع لمفاهيم الفتنة والتناحر لأتفه الأسباب ورغبات متعددة المشارب لا يحكمها ضابط ويستبد بها الجنوح للانتقام.
مجتمعات هشة متخلفة ذات نزعات قبلية ضيقة وعاؤها الجهل والفقر والمرض لكن الملك عبدالعزيز تحفه عناية الله وتوفيقه استطاع التغلب على كافة الصعاب بوضوح الرؤية وسمو الهدف وايمان يسنده الصبر وجهاد حالفه التوفيق بإذن الله تعالى.
بنى الملك عبدالعزيز كيانا راسخا متماسكا ووحد شتات وطن ممزق فأجمعت الأمة السعودية على حبه ومبايعته والولاء له عن قناعة صادقة وثقة أكيدة سواء أولئك الذين عاصروا مرحلته أم الذين يعيشون اليوم في ظل انجازاته حياة آمنة مطمئنة.
ان الثوابت التي أرسى دعائمها في الدولة السعودية الحديثة المؤسس الملك عبدالعزيز غير قابلة للتبديل أوالتعديل أو المساومة تحت كل الظروف والمناخات دولة رائدة في تحكيم شرع الله والتأسي بنبيه صلى الله عليه وسلم دولة شعارها العدل والمساواة فالكل سواسية وقيمة كل مواطن بقدر عطائه وجهده لخير وطنه وأمنه وعافيته عقود عدة من الجهاد المتواصل والمعاناة اليومية حتى أنجز المهمة وبنى الدولة دولة التوحيد وأقام مؤسساتها المختلفة أسس القضاء ونشرالعدل والطمأنينة وبسط الأمن والاستقرار في أنحاء المملكة المترامية الأطراف وأقام شبكة اتصالات بين أجزائها ونشر التعليم وأنشأ وزارة المالية ووزارة الداخلية والصحة والمديرية العامة للاذاعة والصحافة والنشر والمديرية العامة للأوقاف ومديرية الزراعة ومؤسسة النقد ونظام العمل والعمال ومد السكك الحديدية بين مدينة الرياض والمنطقة الشرقية وعنى بالحرمين الشريفين وأقام شبكة مواصلات بين المدن الرئيسية وشبكات الكهرباء وطباعة كتب التراث والعناية بالمخطوطات ذات القيمة الدينية والعلمية ووقع اتفاقية التنقيب عن النفط وأنشأ المرافئ في المدن البحرية وعندما انتقل الملك عبدالعزيز الى جوار ربه راضيا مطمئنا بعد أن أدى الأمانة وقدم لوطنه وأمته عصارة جهده وجهاده وبنى دولة لها مكانتها وهيبتها وقوتها واحترامها في المحافل الدولية حمل الراية من بعده أبناؤه البررة وساروا على الطريق بخطى يحفها اليقين والثقة والعزيمة ويؤطرها الصدق والوفاء والايمان وستبقى بلادنا الغالية بمشيئة الله راسخة البناء ثابتة الدعائم بايمانها بالله وتحكيم شرعه والسير على منهجه والتأسي بنبيه الى أن يرث الله الأرض ومن عليها (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
* مدير عام معهد العاصمة النموذجي

أعلـىالصفحةرجوع






[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved