أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 23rd September,2000العدد:10222الطبعةالاولـيالسبت 25 ,جمادى الثانية 1421

اليوم الوطني

الجزيرة ترصد ومضات وإضاءات تنموية في احتفاليتنا السبعينية بيومنا الوطني:
لقب خادم الحرمين الشريفين يؤكد دأب المملكة وقيادتها على راحة ضيوف الرحمن وتطوير المشاعر المقدسة
منذ عهد المؤسس والمملكة تنتهج سياسات حكيمة متوازنة معتدلة تخدم قضايا العرب والمسلمين
بروز الفذ عبدالعزيز بالواجهة لم يكن مصادفة بل ظاهرة تاريخية فريدة
*تحقيق : علي بن محمد الخزيم
تتجدد أفراحنا واحتفالاتنا احتفاءً بالذكرى المجيدة ليوم توحيد الوطن على يد ابنه البار وقائده المظفر جلالة الملك المغفور له بإذن الله عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه في عامها السبعين حيث أطلق جلالته اسم المملكة العربية السعودية موحداً اجزاءها بعد فرقتها في ظل وارف من الأمن والرخاء والاستقرار,, نعم تغمرنا اليوم بهجة لها طابع مميز وطعم مختلف، وحبور مجنح يحلق في أرجاء مملكتنا الحبيبة ينقل جوانحنا بين جبالها الشم ووهادها الدافئة بين رمالها ووديانها الغادقة بين أفيائها وظلالها نستلهم منها الحنان نرتوي منه ملء أضلعنا مطمئنين الى مستقبل زاهر مشرق مشرف نعيش الآن بوادره وبواكيره ناعمين مستنعمين بأفضال هذه الربوع حامدين شاكرين بعد الله لأولئك الصناديد حاملي رايات العزم والتمكين ممن عاهدوا النفس والعشيرة والوطن على تحقيق الامجاد وعزة البلاد والعباد مستندين الى مبادئ الشريعة السمحة مستنيرين بقبسها مستلهمين سيرة الأفذاذ الأوائل ممن رسموا معالم الطريق السالك وتركوا بصماتهم وآثارهم قدوة لمن ينشد الحق والصواب ومنابع الهدى والصلاح ممن حققوا لأمتهم أعذب الأماني واسمى المعاني تسنموا بها وسمت بهم الى هامات الفخار وأعلى مواقع العز والمجد,.
قادة أفذاذ صدقوا مع أنفسهم وصادقوا السيف والحسام والقلم ورفعوا راية لا يخيب من رفعها وتعاهد وعمل بمقاصدها ومغازيها,, صدق ايمانهم بها فصدق الله سبحانه وعده ونصر المؤمنين وأعلى شأنهم ومراتبهم وأجرى على أيديهم الخير للقاصي والداني فعم الأمن والاستقرار واحاطت الطمأنينة أرجاء الوطن وحفتنا الرحمة والسكنية من كل جانب وكل اتجاه في دولتنا الفتية العصرية التي أعلنها صقر الجزيرة في السابع عشر من جمادى الأولى 1315ه بادئاً مرحلة جديدة من البناء والتطوير في كل مجال ومنحى مدركاً أن البدايات والتأسيس للتطوير والتنمية تبدأ من إنسان هذا الوطن فركز رحمه الله على شمولية التعليم ومحاربة الأمية ونشر التثقيف العام المتكامل وجند لذلك كل إمكانية وطاقة متاحة، كما عمل على تنشيط الحركة التجارية والزراعية انسجاماً مع ضرورة تكامل عناصر الحياة الحديثة ومتطلبات المرحلة مراعياً أهمية الرعاية الصحية والأسرية للمواطن مع تيسير سبل تنشيط الحياة اليومية بتعميم شبكات الطرق والاتصالات وبناء وتطوير الموانئ وتشييد أحدث وأرقى المطارات الدولية والاقليمية والمحلية الى غير ذلك من سبل ومجالات الرفاهية والرعاية والنهوض بحياة المواطن والمقيم,, ومما يستحق التنويه والاشادة هنا هو ان هذا النهج القويم والسياسة الحكيمة للملك الفذ عبدالعزيز هو نفسه الأسلوب والطريق النير الذي سلكه أبناؤه البررة الأكارم من بعده، غير أنهم رحم الله ميتهم وأمد بعمر شاهدهم قد استثمروا مزيد الخير والعطاء وسخروا وافر الإمكانات خدمة لدينهم ووطنهم وأمتهم وشمل عطاؤهم هذا الحبيب والصديق والشقيق بل طال دعمهم كافة المؤسسات والجمعيات الإنسانية في أكثر بلاد العالم وحظيت المجمعات والمراكز الإسلامية في كل أنحاء المعمورة باهتمام ورعاية ودعم خاص من لدن قيادتنا الحكيمة وعلى رأسهم رائد نهضتنا الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمد الله في عمره وأسبغ عليه أثواب الصحة والعافية.
لم تكن صدفة
لم تكن الأمور حينها لتقاس أو تفسر بأنها مصادفة وضربة حظ برقت ولمعت غير بعيد أمام الفتى عبدالعزيز ووجدت بيئة صالحة خصبة مهيأة لاستثمارها ومناخاً ملائماً لمساندته على ذلك، بل يشهد التاريخ فيما سجله من حقائق ووقائع أن مجيء وبروز ذلكم القائد العصامي المتقد ذكاءً وفطنة والمتشبع بالأنفة والحكمة، المتأزر بأصالته وفروسيته، المعتصم بالله سبحانه وبالحق معه قد سجل ظاهرة تاريخية فريدة في رحاب الجزيرة العربية إذ أن جلالته لم يفتر نشيطاً دؤوباً ومكافحاً منافحاً في سبيل هدف شريف ومقصد نزيه وحق مشروع في استعادة ملك آبائه وأجداده ومجد له تالد وطريف وُرّث له فاستورثه فكان أن قامت الدولة السعودية الأولى عام 1157ه واضطلع الإمام محمد بن سعود بأمانة ثقيلة عظيمة في مناصرة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي دعا الى العودة الى الدين الإسلامي الحنيف والحياة الإسلامية النقية من شوائب الخرافات والبدع وتعاهدا عام 1148ه على التعاون في سبيل العودة بمجتمع الجزيرة الى العقيدة الإسلامية الصافية لتحقيق أسمى الاهداف وأعظمها ولم تخبُ شعلة الإيمان والجهاد لدى آل سعود بانتهاء حكم الدولة السعودية الأولى بعد أكثر من 46 سنة بسبب التدخلات الخارجية بل استمرت راية الجهاد خفاقة مرفوعة على نهج الإمام محمد بن سعود وفي العام 1240ه قامت الدولة السعودية الثانية على التوحيد بقيادة المؤسس الثاني الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود.
عهد متجدد
وقد كان فجر اليوم الخامس من شوال للعام 1319ه موعداً لبشرى إعلان عهد مشرق زاهر متجدد حينما نادى البشير بأن المجاهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود قد استعاد مدينة الرياض في ملحمة بطولية رائعة وحدث تاريخي سجل ضمن خوارق وروائع البطولة والشجاعة والفداء ثم بدأ رحمه الله وبكل جد واخلاص بوضع أسس ودعائم البناء الأولى لصرح أشاده على القوة والشموخ مستمداً العون من رب العزة والجلالة وحكم شرعه وعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبدأ الملك عبدالعزيز الذي رسخ في عقله وقلبه وكذلك في نفوس رجاله المخلصين الهدف السامي الكبير رغم قلة العدة والعدد منطلقا من الرياض في رحلة جهادية يجمع الصفوف ويرصها الى بعضها مرسيا دعائم الحق والعدل والأمن مستلهما المدد والعون من الله عز وجل لتحقيق مقاصده واهدافه الشريفة المقدسة وتوالت الانتصارات عبر نحو 32 عاما حتى حقق الله على يديه جمع شمل الأمة وتوحيد اجزاء البلاد الى ان كان اليوم المشهود والحدث التاريخي لتتويج الاعمال البطولية والجهاد المقدس حينما اعلن جلالته توحيد اجزاء البلاد بمسمى المملكة العربية السعودية وكان ذلك بداية مرحلة جديدة وعصر مجيد لإنسان هذا الوطن وللأمة الإسلامية,, نعم فلقد كان ذلكم اليوم الذي نحتفل بذكراه اليوم منعطفاً تاريخيا ونقلة حضارية متميزة مع الحفاظ والالتزام بكل القيم الإسلامية.
حج آمن
ولأن الهدف الأسمى للموحد طيب الله ثراه كان رفعة راية الحق والدعوة الصادقة الى رحاب الله وإعلاء شأن الإسلام والمسلمين وبث الطمأنينة في قلوب المؤمنين بدأ جلالته بتأمين طرق الحج الى البيت العتيق ومسجد المصطفى ومحاصرة كل العوائق والقضاء على أدنى شائبة تعكر صفو ترحال وتنقل الحجاج قاصدي الديار المقدسة الى ان بدأ ضيوف الرحمن فينعمون برحلات إيمانية عابقة بالروحانية والطمأنينة تحفهم عناية الله سبحانه بعد أن كانوا يفتقدون هذه الميزة في سنين خلت حينما كانت رحلات الحج محفوفة بالمخاطر والمخاوف فاستبدل الخوف أمنا والقلق اطمئناناً والعناء راحة ومتعة عبر طرق سهلة مختصرة وخدمات ميسرة ورعاية كاملة منذ لحظات القدوم حتى المغادرة معززين مكرمين في صورة التلاحم والتراحم الإيماني الأخوي المتين لا يحس معه أي من ضيوف الرحمن بالفارق او التقصير، وماذلكم إلا نتيجة طبيعية لجهد وجهاد بذل من أجله الملك عبدالعزيز أجزل الله له المثوبة النفس والنفيس لنشر عقيدة التوحيد وعملاً بشرع الله فكانت جهوده بحق خطوة مهمة ومميزة في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين وفقه الله لتحقيقها في أقدس البقاع على وجه المعمورة.
مع العرب والمسلمين
كان من أولويات اهتمامات الملك عبدالعزيز رحمه الله ان جعل الطريق الى بيت الله العتيق والى مسجد رسوله الكريم آمنا بعد ان كان محفوفا بالمخاطر وبدأ ضيوف الرحمن ينعمون بالأمن الذي عم البلاد اينما حلوا وحيثما ارتحلوا وتلك نتيجة طبيعية لجهاد بذل من اجله الملك عبدالعزيز النفس والنفيس نشرا لعقيدة التوحيد وعملا بشرع الله فكانت تلك الجهود خطوة مهمة ومتميزة في سبيل خدمة المسلمين وفق الله المؤسس الباني لتحقيقها في اقدس البقاع على وجه الارض.
ولم يغب عن جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وهو في خضم تلك الملحمة التاريخية دور بلاده الفتية على الصعد العربية والإسلامية والدولية وكما ارسى دعائم الحكم داخل بلاده على هدي الكتاب والسنة المطهرة فمن المنطلق نفسه بنى علاقات هذا الصرح الشامخ على الاصعدة الخارجية كافة.
فقد اسهم رحمه الله في تأسيس الجامعة العربية ونادى بالتعاون العربي والتضامن الإسلامي واشترك في هيئة الأمم المتحدة عضوا مؤسسا وكانت له مواقف مشهودة من كثير من الاحداث العالمية والقضايا الدولية والاقليمية فساعد الشعوب على التحرر من الاستعمار في كل بلد عربي واسلامي.
ومن النماذج البارزة لتأييد ودعم الملك عبدالعزيز لمصالح وقضايا البلاد العربية,, كانت القضية الفلسطينية حيث كان يرحمه الله عميق الصلة بهذه القضية متابعا لها الى جانب اهتمام جلالته بكافة القضايا الاقليمية والإسلامية وعلى جميع الاصعدة حتى اصبحت المملكة بحكمة قيادته احد مراكز القرار والتوازن السياسي البناء، غير ان قضية فلسطين قد حظيت باهتمام خاص من لدن جلالته وسخر لها دبلوماسيته المعهودة مدافعا عنها من خلال اتصالات دؤوبة مستمرة بالدول الغربية والدول ذات العلاقة المؤثرة منتهجا اسلوبا واستراتيجية واضحة وجادة تهدف لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكفاحه من اجل ذلك وكانت هذه الاستراتيجية هي النبراس لابنائه البررة من بعده في دعمهم وتصديهم مع القضية الفلسطينية والحقوق المغتصبة للفلسطينيين.
نسيج فريد
إن كان القائد المحنك قد رحل ولقي وجه ربه الاكرم فإن نهجه لم يزل باقياً خالداً يتطور ويتناغم مع معطيات العصر والزمن، إذ إن جلالته بغزير فطنته وفائض حكمته قد أرسى منهجاً قويماً فريداً انتهجه ابناؤه من بعده وساروا على معالمه نحو مزيد من البناء والتشييد وتعميم الأمن والنماء وتقوية وتمتين وحدة الوطن وانتماء المواطن له بالحب والتقدير والصفاء والوئام فلم يتغير النهج واكتملت الأهداف على ضوء من الهدي الألهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فبعد عبدالعزيز سار ابنه جلالة الملك سعود يرحمه الله على النهج ذاته حتى برزت ملامح التقدم ونهضت هياكل عدد من المؤسسات والاجهزة الأساسية في الدولة.
ثم واصل بعده رائد التضامن الإسلامي جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله ناهضا براية الحق داعيا للتضامن الإسلامي وتتابعت بجهوده منجزات الخير والنماء وبدأ في عهد جلالته تنفيذ الخطط الخمسية للتنمية في البلاد,, ومن ثم تدفقت ينابيع وافر العطاء والخير حينما تسلم من بعده جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز دفة القيادة في خدمة الوطن والمواطن مواصلا تنفيذ الخطط التنموية محققا مزيدا من الرخاء للوطن خاصة وللاسلام والمسلمين بصفة عامة.
أنهار العطاء
لم تزل جداول وأنهار العطاء والخير والرخاء جارية متدفقة بغزارة وكرم نبيل غير أنها تكون غادقة حينما تسامى بناء المجد راسخ الكيان والدعائم وزاد رفعة وعزة في بداية عهد جديد من عهود المجد والشرف والمنعة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه الذي جعل تنمية الإنسان هنا في مملكتنا الحبيبة من أولويات اهتمامه ليقينه ان الإسنان المواطن هو الهدف الرئيسي الأول للتنمية ومنه وبه تبدأ وتنمو وتتطور فتعم الجميع ليعم الخير والرخاء ,, فهاهو ايده الله قد نهض بمسيرة التعليم حتى بلغ بها هدفاً بعيداً حتى كانت مضرب الأمثال وحديث ارباب التربية والتعليم وذلك حينما تولى عام 1373ه مهام أول وزير للمعارف ليبدأ نهضة تعليمية متجددة وغير مسبوقة بقياس الكم والكيف أسست قاعدة قوية لنهضة صناعية وتقنية وزراعية وصحية وعمرانية ومواصلات واتصالات وكل ما يمكن ان يؤخذ به من مجالات العلم والمعرفة.
ولم يزل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ينهج طريقاً مباركا في التنمية والتطوير على أسس من العقيدة والشريعة وكل يوم نرى ونسمع عن نموذج مشرف في هذا المجال في إطار سياسة حكيمة متزنة على المستويات والاصعدة كافة محلياً وعربياً وإسلامياً ودولياً فعلى سبيل المثال لا الحصر وفي الفترة القريبة الماضية حينما صدر نظام التقاضي والمرافعات بما لا يخل بنظام القضاء ونزاهته ضماناً لسلامة حقوق المتقاضيين وان لا يطغى صوت على آخر أثناء الترافع، كما أن مثالاً آخر يبرز سلامة النهج السعودي حينما أعلنت المملكة مؤخراً انها مع التوازن المعقول ومع مصلحة الجميع في مسألة الانتاج البترولي والاسعار حفاظاً لحقوق كل الأطراف وحفاظاً على ترابط وسلامة الاقتصاد الدولي فهذان مثالان قويان قريبان للذاكرة يرمزان لتعقل وحكمة القيادة الرشيدة للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ترسماً لخطى بدأها الموحد المؤسس الملك عبدالعزيز.
خدمة الحرمين الشريفين
جعل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله منذ أن تولى سدة الحكم من خدمة الحرمين والمشاعر والمقدسات الإسلامية صفة لاتفارقه قولا وعملا بل اتخذ من ذلك له حفظه الله لقبا احبه دون غيره وفضله على كل وصف يوصف به، وبلغت خدمة الحرمين وضيوفهما والمشاعر المقدسة في عهد المليك المفدى ذروتها كيف لا وهو يتابع بنفسه كل كبيرة وصغيرة تتعلق بهما, ولقد انتفع ضيوف الرحمن وزوار مسجد الرسول الكريم بتلك التوسعات الفريدة فأصبح المسجد الحرام يتسع لأكثر من المليون مصل ويتضاعف ذلك في أوقات الذروة ويستوعب المسجد النبوي الشريف ما يزيد عن المليون مصل في أوقات الذروة.
ووفرت لهذه الأعداد المتزايدة كل ما تحتاجه من الخدمات كالمياه والفرش والتكييف ليتوجهوا الى اداء عباداتهم في اجواء يسودها المزيد من الطمأنينة والخشوع وتحفها عناية الله ثم ما تحقق لها من الأمن والأمان والاستقرار الذي يسهر على حمايته رجال نذروا انفسهم لتحقيق ذلك الهدف السامي النبيل الذين ندبهم اليه قائد مسيرتهم خادم الحرمين الشريفين تحقيقا لما اكرم الله به هذه البلاد واهلها وهو شرف خدمة الحرمين الشريفين والحجاج والزوار والمعتمرين.
انفقت المملكة العربية السعودية أكثر من سبعين مليار ريال خلال السنوات الأخيرة فقط على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بما في ذلك توسعة الحرمين الشريفين وتتضمن نزع الملكيات وتطوير المناطق المحيطة بهما وتطوير شبكات الخدمات والانفاق والطرق.
التنمية الصحية
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين سعت المملكة الى اتمام واستكمال كافة التجهيزات الأساسية في شتى المجالات وذلك بفضل ما حباه الله من حسن التخطيط ودقة التنظيم ففي المجال الصحي اثمرت هذه الجهود المباركة انشاء وافتتاح أكثر من 310 مستشفى و4000 مركزاً صحياً تحوي اكثر من 45 ألف سرير وهي تعد بحق مرافق صحية تضاهي ارقى المراكز والمستشفيات الطبية في العالم وواكب كل هذا نهضة وتنمية وخدمات اجتماعية تمثلت في عدد من مراكز الخدمة الاجتماعية والمؤسسات والأندية الرياضية والأدبية التي فاق عددها 360 مركزاً ونادياً.
الزراعة والصناعة
واستحوذت المجالات الاقتصادية والاجتماعية وبرامج تنميتها على قدر كبير من الرعاية الكريمة من لدن الملك المفدى وحكومته الرشيدة واتخذت ضروربا واشكالا مختلفة من النواحي الزراعية والصناعية والكهرباء والبناء والتعمير حتى بلغ مجموع المبالغ المقرضة للمواطنين دون فوائد عبر الصناديق الصناعية والعقارية والزراعية وصندوق الاستثمارات وبنك التسليف مليارات الريالات.
وواكب ذلك الدعم نهضة صناعية وزراعية عالية فبلغ مجموع الوحدات الصناعية آلاف المصانع رأسمالها يعد بمليارات الريالات وحققت المملكة اكتفاء ذاتيا من القمح وفائضا للتصدير الى الكثير من دول العالم.
الاتصالات والكهرباء والمياه
تربط اجزاء المملكة شبكة حديثة من الطرق زادت على 134 ألف كيلومتر وشبكة اتصالات بحوالي 3 ملايين خط هاتفي علاوة على الهواتف المحمولة واجهزة الاتصالات الأخرى فيما بلغت طاقة المقاسم التلكسية أكثر من 30 ألف خط أما مكاتب البريد فقد تعدت خمسمائة مكتب علاوة على مكاتب البريد الممتاز التي تربط المملكة مع عشرات البلدان في انحاء العالم,.
وفي مجال الكهرباء فإن قدرات التوليد قد ارتفعت الى ما يزيد على 19 ألفا و350 ميجاوات لمشتركين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين و200 ألف مشترك وفي المملكة 25 مطارا دوليا واقليميا ومحليا باسطول جوي حجمه 106 طائرات الى جانب 8 موانئ بحرية تحوي 184 رصيفا وتعد المملكة الأولى في مجال تحلية المياه المالحة من البحر حيث تغذي 25 محطة للتحلية المدن والقرى بمياه الشرب بانتاج فاق 53 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً، فيما يعمل 185 سدا في انحاء المملكة على تخزين المياه للمساهمة في تغذية الآبار وسقيا المزارع حتى وصلت الساحة المزروعة في المملكة الى أكثر من ثلاثة ملايين 230 ألف هكتار.
الشورى ونظام المناطق
جاءت الأوامر الملكية الكريمة التي اصدرها خادم الحرمين الشريفين في السابع والعشرين من شهر شعبان للعام 1421ه متضمنة النظام الأساس للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق ثم ما تبع ذلك من أوامر ملكية مكملة في الثالث من ربيع الأول 1414ه خاصة بنظام مجلس الوزراء وتشكيل مجلس الشورى واللوائح التنظيمية المرتبطة به وكذا نظام المناطق الذي صدر في الثلاثين من الشهر نفسه تأتي تلك التنظيمات تجسيدا للرعاية الكريمة التي يوليها الملك المفدى لأبناء شعبه وخطوة رائدة تعد من أهم الانجازات التاريخية التي حققها خادم الحرمين الشريفين لبلده ومواطنيه الأوفياء.
سياسات متوازنة
مازالت المملكة العربية السعودية منذ عهد الموحد البطل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه تنتهج سياسة تتسم بالاتزان والحكمة على الصعيد الخارجي لخدمة القضايا الإسلامية ومد يد العون دعما للاشقاء وشد اواصر الاخوة الإسلامية ورفعا واعلاء لكلمة التوحيد العليا دائماً, فعلى المستوى الاقليمي فقد تجسدت هذه السياسة حينما عززت المملكة العربية السعودية دور مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجسدت العمق الحقيقي لهذا التعاون الأصيل النابع من روابط الدين والتاريخ والعادات الاجتماعية حتى حقق هذا المجلس لابنائه ما يتطلعون اليه من آمال وطموحات وعلى الصعيد العربي كانت سياسة المملكة العربية السعودية ولا تزال نهجا معلنا ملتزمة به دفاعا عن قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة المسجد الاقصى المبارك ودعم المصالح المشتركة والتمسك بميثاق الجامعة العربية وتثبيت دعائم التضامن العربي على أسس تكفل استمراره لخير الشعوب العربية واسهمت المملكة باوفر مساهمة في تنمية المجتمعات العربية عبر الدعم والمساعدة بمختلف اشكالها.
ولقد اولت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز القضية الفلسطينية عناية متميزة سيرا على النهج الذي رسمه الملك عبدالعزيز وسار عليه ابناؤه بعده في سبيل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وتواصل المملكة العربية السعودية بقيادة الملك المفدى فهد بن عبدالعزيز دعمها فيما يعود بالخير على القضية الفلسطينية عبر عملية السلام في الشرق الاوسط مجددة تأكيدها ان قرارات الشرعية الدولية هي الأساس وهي القاعدة للحل الشامل والعادل ولم تكن المملكة العربية السعودية بما تتسم به سياستها من الاتزان والحكمة بعيدة عن بقية القضايا الأخرى في البلدان العربية الشقيقة.
وعلى الصعيد الإسلامي أولى الملك فهد بن عبدالعزيز رعاه الله قضايا العالم الإسلامي اهتماما متميزا اتسم بصدق المعالجة وكبير الدعم والمساندة والمؤازرة بكل الاشكال وعلى مختلف الساحات فجاء الدور السعودي تجاه قضية البوسنة والهرسك بحجم المأساة التي أَلمَّت بالمسلمين هناك.
وعلى الصعيد الدولي تتبوأ المملكة العربية السعودية مكانة رفعية المستوى لسياستها البناءة تجاه مختلف القضايا الدولية ومواقفها المتميزة ازاء المجتمع الدولي دولا وشعوبا ومن خلال فاعليتها في هيئة الامم المتحدة ومنظماتها المتعددة وتمسكها بميثاق هذه المنظمات الدولية ومشاركتها في تحمل مسؤولياتها الدولية في الدفاع عن القضايا العالمية العادلة.
وللملكة اسهاماتها الوافرة في الدفاع عن الأمن والسلام الدوليين وصيانة حقوق الانسان طبقا لما جاء به الدين الإسلامي الحنيف بالاضافة الى تعزيز دور المنظمات العالمية والدعوة الى تحقيق التعاون الدولي في سبيل النهوض بالمجتمعات النامية ومساعدتها على الحصول على متطلباتها الأساسية لتحقيق نمائها واستقرارها.
كما أن المملكة قيادة وشعبا سباقة دائماً ومسارعة للبذل بسخاء للدول الشقيقة والصديقة ولشعوبها حين الأزمات والكوارث، ومبادرة للمشاركة المادية والمعنوية قاصدة بذلك وجه الله سبحانه حيث ان هذا هو ديدن قيادات المملكة وشعبها المؤمن بأهمية التكاتف والتآخي والتكافل بين الشعوب الإسلامية بما يمليه علينا شرعنا الإسلامي الحنيف الذي يحث على التعاضد والتعاون وإغاثة الملهوف والمنكوب وذوي الحاجة.
دمت لنا عزيزاً
فها نحن نحتفل الان بالذكرى العطرة السبعين لليوم الوطني لبلادنا بلاد الخير والعطاء والرقي والنماء، ونرفع صغيرا وكبيرا ايادي الشكر لله سبحانه مبتهلين متضرعين ان يديم علينا نعمه الجليلة التي لا يمكن حصرها وعلى رأسها نعمة الإسلام والأمن والأمان وهذه الخيرات التي توفرت لنا في كل مجال وان يحفظ لنا ولاة الأمر المخلصين الذين ساروا بنا على طريق الحق والخير الذي انتهجه الوالد القائد الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه.

أعلـىالصفحةرجوع






[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved