أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 23rd September,2000العدد:10222الطبعةالاولـيالسبت 25 ,جمادى الثانية 1421

اليوم الوطني

في ذكرى اليوم الوطني السبعين نستعيد انطلاقة موكب الإيمان والتوحيد
الملك عبدالعزيز أسهم في تأسيس جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة وساعد الشعوب العربية والإسلامية على التحرير
عهد خادم الحرمين الشريفين,,, أشرق الازدهار وتواصل البناء وغدت المملكة ورشة عمل ضخمة
في عهد الملك سعود ظهرت ملامح التقدم واكتملت هياكل المؤسسات في الدولة - الملك فيصل رائد التضامن الإسلامي - الملك خالد ينبوع الخير وفي عهده ازداد النماء
* كتب - محرر الشؤون السياسية
بمشاعر الفخر والاعتزاز وبمعاني المحبة والولاء والاخاء يستقبل ابناء الشعب السعودي مع اشراقة اليوم السبت الاول من برج الميزان سنة 1379 هجرية شمسية المصادف الخامس والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام 1421ه هجرية قمرية الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر ايلول 2000 ذكرى عزيزة على كل فرد منهم، هي الذكرى السبعون لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.
ففي ذلك اليوم التاريخي منذ سبعين عاما اعلن المؤسس الباني والمجاهد المخلص لدينه وامته ووطنه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته توحيد اجزاء البلاد بعد جهاد اثنين وثلاثين عاما ارسى خلالها قواعد هذا البنيان الشامخ وهذه الدولة الفتية الحديثة على تقوى الله ووحد اجزاءها على هدي كتاب الله الكريم وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم مترسماً في ذلك نهج اسلافه الصالحين المصلحين من آل سعود الافذاذ.
في هذا العام يحتفل ابناء المملكة وهم يستعيدون ذكرى يومهم الوطني بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية حيث وضع الملك عبدالعزيز في العام 1319ه اولى لبناته باستعادة الرياض معيدا ملك آبائه واجداده في كفاح وجهاد متميزين هدفاً ومضموناً فالهدف اعلاء كلمة الله وتطبيق شرع الله اما المضمون فهو القضاء على التشتت والاقتتال لأتفه الاسباب في انحاء الجزيرة العربية وفي هذه المناسبة الغالية تعود بنا الذاكرة الى ماقبل اكثر من قرنين ونصف من الزمان لنستعيد انطلاقة موكب الايمان والتوحيد بقيام الدولة السعودية الاولى على يد مؤسسها الامام محمد بن سعود رحمه الله الذي ناصر وآزر دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله حينما دعا الى العودة الى الاسلام الصافي الصحيح والى الحياة الاسلامية كما كانت في صدر الاسلام ومن اجل تحقيق هذا الهدف العظيم تعاهد الامام والشيخ في عام 1157ه 1740م على التعاون في سبيل العودة بالمجتمع في هذه الجزيرة الى الاسلام الصحيح وتنقية العقيدة الاسلامية مما شابها من الشوائب وما لحق بها من الادران ومضى الامام محمد بن سعود رافعاً راية الجهاد في سبيل الله وقد ابلى بلاء حسنا في الذود عن العقيدة الاسلامية واستمر رحمه الله ناصراً لدعوة التوحيد اكثر من واحد وعشرين عاماً ومن ذات المنطلق الذي انطلق منه الامام محمد بن سعود تتابعت سيوف الحق المؤمنة تجاهد في سبيل دعوة التوحيد وحمايتها حتى تبدل التمزق في شبه الجزيرة العربية فأصبح وحدة ايمانية صافية وتحول حال المجتمع من اقتتال الى تضامن وقوة تنهض بالجهاد في سبيل الله وبالرغم من انتهاء حكم الدولة السعودية الاولى بعد زهاء ستة وسبعين عاما بسبب التدخل الخارجي فان جذوة الايمان في قلوب الفئة المؤمنة التي نذرت نفسها لنشر عقيدة التوحيد لم تنطفئ فما هي الا بضع سنين حتى عادت دولة الايمان والتوحيد الدولة السعودية الثانية في العام 1240ه بقيادة الامام المؤسس الثاني تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود الذي سار على نهج الاسلاف وواصل هو ومن جاء من بعده الجهاد لرفع راية الحق وجمع شتات الامة.
واستمر علم الجهاد مرفوعاً حتى العام 1308ه اي نحو ثمانية وستين عاما حيث انتهى حكم الدولة السعودية الثانية بسبب عوامل داخلية ومع بزوغ فجر يوم الخامس من شوال 1319ه الموافق الثاني عشر من كانون الثاني يناير سنة 1902م اشرق عهد جديد على هذه الارض حينما استعاد البطل المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله مدينة الرياض معيداً تكوين ملك آبائه واجداده في اروع مواقف البطولة والشجاعة والاقدام محققا بذلك البداية لتأسيس صرح دولة شامخة البنيان قوية الاساس موحدة الاركان وانطلق الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه من الرياض في رحلة الجد والجهاد يجمع الصفوف ويرسي دعائم الحق والعدل والسلام والامن والامان والطمأنينة معتمداً في ذلك كله على ماجاء في كتاب الله الكريم وسنة رسوله الامين عليه افضل الصلاة والتسليم ورغم قلة العدد والعدة والعتاد تتابعت انتصارات الملك عبدالعزيز نتيجة لعمق الايمان في نفسه وفي نفوس رجاله المخلصين وسمو الهدف الذي استمر جهاده في سبيله نحو اثنين وثلاثين عاما حتى انعم الله عز وجل على هذه الارض الطاهرة بفضل جهاد الملك عبدالعزيز بقيام المملكة العربية السعودية دولة الحق والايمان والامان فتحقق لهذا الشعب الامن والرخاء والاستقرار لقد حول عبدالعزيز مجتمع الجزيرة العربية من قبائل متقاتلة متشاحنة متباغضة الى شعب عرف معنى المواطنة والاستقرار وكسب العيش بالطرق الحلال واشاع فيه روح المعرفة وطلب العلم وفي السابع عشر من شهر جمادى الاولى سنة 1351ه توج جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله هذا الانجاز باعلانه توحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية تحقيقاً لرغبة الرأي العام وحرصاً على تكريس توحيد اجزائها واصدر طيب الله ثراه بذلك امراً ملكياً قضى بتوحيد مناطق البلاد تحت هذا الاسم ليتواءم الاسم مع المسمى في انجاز يعد بحق اعظم انجاز على ارض الجزيرة العربية في العصر الحديث.
لقد كان ذلك اليوم الذي نستعيد اليوم ذكراه العظيمة ايذانا ببدء عصر جديد لهذه الارض ولإنسانها في شتى الميادين كما انه يعد منعطفاً تاريخياً حاسماً ونقلة حضارية متميزة وهو بمثابة الضوء الاخضر للانطلاق نحو الحياة المتطورة بكل مافيها من ابعاد مع الالتزام بالقيم الاسلامية.
لقد كان من اولويات اهتمامات الملك عبدالعزيز رحمه الله ان جعل الطريق الى بيت الله العتيق والى مسجد رسوله الكريم آمنا بعد ان كان محفوفاً بالمخاطر.
وبدأ ضيوف الرحمن ينعمون بذلك الامن الذي عم هذه البلاد اينما حلوا وحيثما ارتحلوا وتلك نتيجة طبيعية لجهاد بذل من اجله الملك عبدالعزيز النفس والنفيس نشراً لعقيدة التوحيد وعملا بشرع الله فأبدل الله هذه الارض المباركة امناً بعد خوف ووحدة بعد شتات وفرقة فكانت تلك الجهود خطوة مهمة ومتميزة في سبيل خدمة المسلمين وفق الله المؤسس الباني لتحقيقها في اقدس البقاع على وجه الارض ولم يغب عن جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وهو في خضم تلك الملحمة التاريخية دور بلاده الفتية على الصعد العربية والاسلامية والدولية وكما ارسى دعائم الحكم داخل بلاده على هدي الكتاب والسنة المطهرة فمن المنطلق نفسه بنى علاقات هذا الصرح الشامخ على الاصعدة الخارجية كافة.
فقد اسهم رحمه الله في تأسيس الجامعة العربية ونادى بالتعاون العربي والتضامن الاسلامي واشترك في هيئة الامم المتحدة عضواً مؤسساً وكانت له مواقف مشهودة من كثير من الاحداث العالمية والقضايا الدولية والاقليمية فساعد الشعوب على التحرر من الاستعمار في كل بلد عربي واسلامي ورعاها ودعا الى استقلال البلاد العربية والاسلامية وناهض الاستعمار ونازل الصهيونية,
وتعد القضية الفلسطينية نموذحاً بارزاً لتعاطفه ودعمه وتأييده لمصالح البلدان العربية التي كانت واقعة تحت سيطرة الاستعمار آنذاك وكان تغمده الله بواسع رحمته بحكم موقعه المتميز بين زعماء الدول العربية في عهد عميق الصلة بقضية فلسطين وكان على اتصال مستمر بالدول الاوروبية وبالقادة العرب من اجل هذه القضية مطالباً بإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومنذراً من مغبة تجاهل ايجاد حل عادل لهذه القضية وهو ما اثبتته الاحداث الى يومنا هذا.
لم يكن الطريق امام المؤسس الباني لتحقيق هذا الانجاز العظيم الذي نتفيأ اليوم بحمد الله ظلالة الوارفة سهلاً ميسراً بل كان وعراً تحفه الصعاب الجسام من كل جانب غير ان قوة الايمان بالله عز وجل وعزائم الرجال المخلصين الذين استقر الايمان بالله في قلوبهم وثقتهم في نصره وانطلقوا ينشرون مواكب النور في هذه البلاد حتى ازال الله بنور جهادهم ظلمة الجهل ووحد شتات الامة في نموذج متميز للوحدة الإسلامية على صعيد التاريخ العربي والاسلامي الحديث.
وقد حمل الامانة من بعد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ابناؤه البررة المخلصون فقد واصل جلالة الملك سعود رحمه الله الجهد حتى ظهرت في عهده ملامح التقدم واكتملت هياكل عدد من المؤسسات والاجهزة الاساسية في الدولة واضطلع بحمل الامانة من بعد الملك سعود رائد التضامن الاسلامي جلالة الملك فيصل رحمه الله حيث انجز الكثير من الاصلاحات وحمل لواء دعوة التضامن الاسلامي وعمل من اجلها طيلة حياته ونفذت في عهده اول خطة للتنمية وتسلم جلالة الملك خالد رحمه الله القيادة فاتصل ينبوع الخير وازداد النماء واستمرت الدولة في خطواتها التنموية الشاملة ونفذت خطة التنمية الثانية وجزء من خطة التنمية الثالثة، وفي الحادي والعشرين من شهر شعبان لعام 1402ه الموافق للثالث عشر من يونيو حزيران 1982م انتقلت الامانة الى خير خلف لخير سلف الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لتبلغ هذه الارض المباركة بفضل الله ثم بفضل تفانيه في خدمة شعبه وامته ما تنعم به اليوم من رخاء وازدهار وامن وامان على الصعيد الداخلي واحترام وتقدير على المستوى الدولي ومنذ ان اشرق عهد خادم الحرمين الشريفين اشرق على هذه البلاد عهد الازدهار وتواصل البناء وغدت المملكة في هذا العهد الميمون ورشة عمل ضخمة يعمل فيها الجميع لتسير عجلة التنمية الى الامام وخطط التنمية على اسس علمية هدفها توفير كل مايتطلع اليه المواطن من خير ليعيش حرا كريما وفق شرع الله.
وتابع قائد مسيرة الازدهار والنمو الملك فهد بن عبدالعزيز رعاه الله نهج اسلافه المخلصين في النهوض بهذه البلاد الى اعلى مدارج الرقي والتطور منطلقا في كل ذلك من هدي كتاب الله الكريم وسنة رسوله الامين صلى الله عليه وسلم حتى تبوأت المملكة العربية السعودية في عهده الزاهر مكانة رفيعة المستوى على الاصعدة كافة, لقد كان فهد بن عبدالعزيز آل سعود القائد الباني يعيش على الدوام هموم وطموحات شعبه ووطنه وامته وكان الشعب دوماً وفيا لقائد مسيرته وراعي نهضته، آلى فهد بن عبدالعزيز على نفسه منذ بداية عهده الميمون بالعمل قبل القول ان يمضي بالارض المقدسة وابنائها على اعلى مراتب العزة والمنعة منطلقا في كل قول او عمل مما جاء في كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم ونهض خادم الحرمين الشريفين وفقه الله بشرف الامانة التي آلت اليه خير نهوض واتسم عهده وتميز بزخم كبير من الانجازات التي يصعب حصرها في مقدمتها بناء الانسان السعودي باعتباره هدف التنمية ووسيلتها بما يتواءم وعقيدتنا الاسلامية السمحة ويؤكد رعاه الله على هذا الاتجاه بقوله: اننا في مسيرة التقدم والازدهار لبلادنا نهتم بأولويات اساسية نبني عليها تطور هذه البلاد ونموها لأننا نريد تطوراً ونمواً يسيران وفق الشريعة الاسلامية فنتمسك بآداب ديننا ونأخذ وباسباب الحياة الحديثة ونسير قدما الى الامام وحيث لاتقدم مع الجهل كان ولايزال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بحق رائد التعليم الاول في هذه البلاد فقد رعى التعليم منذ نشأته ومن حسن الطالع لهذا القطاع ان تسلم زمامه الملك فهد فكان اول وزير للمعارف حيث اولى طلاب العلم اهتمامه الكبير وسخر الامكانات الكبيرة لخدمة ذلك كله، وكانت تلك اهم الخطوات الاولى لبناء انسان هذا البلد بعد ان عمر الايمان بالله قلبه واضاء طريقه لينهض بمسؤولياته تجاه دينه ووطنه فاصبح حصاد ذلك الجهد اليوم نحو خمسة ملايين طالب وطالبة يتلقون العلم في اربعة وعشرين الف مدرسة ومعهد الى جانب ثماني جامعات تضم أكثر من 130 كلية طلابها يزيدون على ثلاثمائة الف طالبة وطالبة، ثم جاء بناء صحة الانسان عبر مرافق صحية متقدمة تضاهي ارقى المراكز والمستشفيات الطبية في العالم حيث بلغت 313 مستشفى واكثر من مراكز صحي تحوي نحو 45 ألف سرير 3390، وواكب ذلك تنمية وخدمات اجتماعية تجسدت في عدد من مراكز الخدمة الاجتماعية والمؤسسات والاندية الرياضية والادبية بلغت اكثر من 360 مركزاً ونادياً، واستحوذت المجالات الاقتصادية والاجتماعية وبرامج تنميتها على قدر كبير من الرعاية الكريمة من لدن الملك المفدى وحكومته الرشيدة واتخذت ضروباً واشكالاً مختلفة في النواحي الزراعية والصناعية والكهرباء والبناء والتعمير حتى بلغ مجموع المبالغ المقرضة للمواطنين دون فوائد عبر الصناديق الصناعية والعقارية والزراعية وصندوق الاستثمارات وبنك التسليف اكثر من 290 مليار ريال، وواكب ذلك الدعم نهضة صناعية وزراعية عالية فبلغ مجموع الوحدات الصناعية اكثر من 3103 مصانع رأس مالها أكثر من 230 مليار ريال وحققت المملكة اكتفاء ذاتياً من القمح وفائضاً للتصدير الى الكثير من دول العالم فأصبح انتاج المملكة من القمج والشعير أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون طن ومن التمور 531 الف و741 طناً الى جانب منتجات زراعية متنوعة بلغ حجمها اكثر من مليونين و800 الف طن وارتبطت اجزاء المملكة المترامية الاطراف بشبكة من الطرق الحديثة بلغت اكثر من 134 الف كيلومتر وبشبكة من الاتصالات قوامها اكثر من مليوني خط هاتفي وبلغت طاقة المقاسم التلكسية اكثر من 30 الف خط بينما وصلت مكاتب البريد الى 457 مكتباً بالاضافة الى 26 مكتباً للبريد الممتاز تربط المملكة مع 35 بلداً في العالم وتلكسياً مع 41 دولة، وارتفعت قدرات التوليد الفعلية لقطاع الكهرباء حتى وصلت الى 19 الف و350 ميجاوات وبلغ عدد المشتركين ثلاثة ملايين و251 الف مشترك.
ويخدم 36 مطاراً دولياً واقليمياً ومحلياً المسافرين المتنقلين داخل المملكة وخارجها واسطول جوي حجمه 106 طائرات الى جانب 8 موانئ بحرية تحوي 184 رصيفاً.
وتغذي 25محطة تحلية المياه المالحة المدن والقرى بمياه الشرب بانتاج يبلغ اكثر من 520 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً ويسهم اكثر من 185 سداً في تخزين المياه للمساهمة في تغذية الآبار وسقيا المزارع المنتشرة في انحاء المملكة فيما تصل المساحة المزروعة في المملكة الى اكثر من 3 ملايين و220 الف هكتار، لقد استكملت التجهيزات الاساسية في المملكة بفضل الله تعالى ثم بحسن التخطيط فحققت المملكة هذه القفزات المتميزة في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وكان لابد لذلك كله من قدرات تحميها فتم تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة للمحافظة على المقدسات الاسلامية ونشر المزيد من الامن والاستقرار والرخاء وانتشرت المؤسسات العسكرية التدريبية كالكليات والمعاهد والمراكز التدريبية ولم تقف معطيات قائد هذه البلاد عند ما تم تحقيقه من منجزات شاملة فهو ايده الله يواصل الليل بالنهار عملاً دؤوباً يتلمس من خلاله كل مايوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وابنائه فاصبحت ينابيع الخير في ازدياد يوماً بعد يوم وتأتي الاوامر الملكية الكريمة التي اصدرها خادم الحرمين الشريفين في السابع والعشرين من شهر شعبان للعام 1412ه متضمنة النظام الاساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق ثم ماتبع ذلك من اوامر ملكية مكملة في الثالث من ربيع الاول 1414ه خاصة بنظام مجلس الوزراء وتشكيل مجلس الشورى واللوائح التنظيمية المرتبطة به وكذا نظام المناطق الذي صدر في الثلاثين من الشهر نفسه تأتي تلك التنظيمات تجسيداً للرعاية الكريمة التي يوليها الملك المفدى لابناء شعبه وخطوة رائدة تعد من اهم الانجازات التاريخية التي حققها الملك فهد لبلده وشعبه الوفي لقد علا البناء على هذه الارض الطيبة المباركة بفضل تحكيم شرع الله والعمل بكتابه الكريم وبفضل ماتحقق على يدي المؤسس الباني الملك عبدالعزيز من استتباب الامن والامان الذي واصل ابناء الملك عبدالعزيز العمل من اجله، وبعد ان تم تأمين الطريق للوافدين لبيت الله الحرام توالت برامج التنمية الشاملة في الحرمين الشريفين والمدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة عبر تعاقب ابناء الملك عبدالعزيز من بعده، وعندما اشرق عهد خادم الحرمين الشريفين اشرق على الاماكن المقدسة عهد لم يسبق له مثيل في التاريخ كيف لا وقد جعل فهد بن عبدالعزيز من خدمة الحرمين الشريفين صفة لاتفارقه قولاً وعملاً ولقباً احبه دون غيره وفضله على كل ماقد يوصف من اوصاف وفوق ذلك فهو يقول ايده الله في احد مواسم الحج وقد التقى بابنائه كبار قادة وضباط القوات المسلحة والحرس الوطني والامن العام انما يلقاه ضيوف الرحمن من رعاية وعناية هو مفخرة لهذه البلاد عسكريين ومدنيين وان هذه الواجبات والتسهيلات ان كان يصعب على الآخرين اداؤها او تصور حجمها الا ان من رأى وشاهد وعاش مراحل خدمة الحج والحجاج ومابذلته المملكة مختارة يدرك ان هذا من توفيق الله علينا الامر الذي يرقى الى مستوى الفخر والاعتزاز بان جعلنا الله خداماً للحرمين الشريفين وهي خدمة لانقصد من ورائها الا وجه الله تبارك وتعالى.
بلغت عناية القيادة السعودية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وضيوف بيت الله الحرام ذروتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز فهو يتابع بنفسه كل كبيرة وصغيرة تتعلق بها لقد أكرم الله الملك فهد بن عبدالعزيز بأن وفقه لانجاز أكبر توسعة للحرمين الشريفين وذلك أحب عمل الى نفسه رعاه الله عمل من اجله طويلاً واعطى كثيراً حتى حقق الله له ما اراده من هذا العمل الصالح الذي نسأل الله تعالى ان يجعله في موازين حسناته لقد انتفع ضيوف الرحمن وزوار مسجد الرسول الكريم بتلك التوسعات الفريدة فاصبح المسجد الحرام يتسع لأكثر من المليون مصل ويتضاعف ذلك في اوقات الذروة ويستوعب المسجد النبوي الشريف لما يزيد عن المليون مصل في اوقات الذروة ووفرت لهذه الاعداد المتزايدة كل ماتحتاجه من الخدمات كالمياه والفرش والتكييف ليتوجهوا الى اداء عباداتهم في اجواء يسودها المزيد من الطمأنينة والخشوع وتحفها عناية الله ثم ماتحقق لها من الامن والامان والاستقرار الذي يسهر على حمايته رجال نذروا انفسهم لتحقيق ذلك الهدف السامي النبيل الذي ندبهم اليه قائد مسيرتهم خادم الحرمين الشريفين تحقيقاً لما اكرم الله به هذه البلاد وأهلها وهو شرف خدمة الحرمين الشريفين والحجاج والزوار والمعتمرين.
انفقت المملكة العربية السعودية اكثر من سبعين مليار ريال خلال السنوات الأخيرة فقط على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بما في ذلك توسعة الحرمين الشريفين وتتضمن نزع الملكيات وتطوير المناطق المحيطة بهما وتطوير شبكات الخدمات والانفاق والطرق وتواصلاً لهذا الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً تجاه المسلمين الوافدين الى الديار المقدسة انتهجت المملكة منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه سياسة اتسمت بالاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعيد الخارجي لخدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم ومد يد العون والدعم للاشقاء منطلقة من القاعدة التي ارساها المؤسس الباني وهي العقيدة الإسلامية فأتت تلك السياسة الحكيمة ثمارها على المستويات كافة وتجسدت بادئ ذي بدء على المستوى الاقليمي حينما عززت المملكة العربية السعودية دور مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجسدت العمق الحقيقي لهذا التعاون الاصيل النابع من روابط الدين والتاريخ والعادات والاجتماعية حتى حقق هذا المجلس لابنائه مايتطلعون اليه من آمال وطموحات، وعلى الصعيد العربي كانت سياسة المملكة العربية السعودية ولاتزال نهجاً معلناً ملتزمة به دفاعاً عن قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة المسجد الاقصى المبارك ودعم المصالح المشتركة والتمسك بميثاق الجامعة العربية وتثبيت دعائم التضامن العربي على اسس تكفل استمراره لخير الشعوب العربية.
وأسهمت المملكة بأوفر مساهمة في تنمية المجتمعات العربية عبر الدعم والمساعدة بمختلف اشكالهما, ولقد أولت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير عبدالله بن عبدالعزيز القضية الفلسطينية عناية متميزة سيراً على النهج الذي رسمه الملك عبدالعزيز وسار عليه ابناؤه من بعده في سبيل الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني.
ووقفت المملكة ولا تزال الى جانب الشعب الفلسطيني على كافة الاصعدة وفي مختلف المجالات السياسية والمادية ووقفت بكل ثقلها المعنوي والمادي الى جانب هذه القضية في مختلف المحافل الدولية وعلى كافة الساحات مطالبة بحل سلمي عادل لها وفق قرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قراري مجلس الامن الدولي 242 و338.
ودعمت المملكة ولاتزال تدعم الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة,
وقد جسد مشروع الملك فهد بن عبدالعزيز ذو الثماني نقاط حول السلام في الشرق الاوسط والذي اصبح فيما بعد مشروعاً عربياً بعد ان تبناه مؤتمر القمة العربية الثاني عشر الذي عقد في مدينة فاس المغربية في ذي القعدة عام 1402ه 1982م جسد اهتمام القيادة السعودية ممثلة في رؤية خادم الحرمين الشريفين لهذه القضية والسلام في المنطقة وهو السلام القائم على الحق والعدل ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية, وتواصل المملكة العربية السعودية بقيادة الملك المفدى فهد بن عبدالعزيز دعمها فيما يعود بالخير على القضية الفلسطينية عبر عملية السلام في الشرق الاوسط مجددة تأكيدها ان قرارات الشرعية الدولية هي الاساس وهي القاعدة للحل الشامل والعادل.
ولم تكن المملكة العربية السعودية بما تتسم به سياستها من الاتزان والحكمة بعيدة عن بقية القضايا الاخرى في البلدان العربية الشقيقة.
وعلى الصعيد الاسلامي اولى الملك فهد بن عبدالعزيز رعاه الله قضايا العالم الاسلامي اهتماماً متميزاً اتسم بصدق المعالجة وكبير الدعم والمساندة والمؤازرة بكل الاشكال وعلى مختلف الساحات فجاء الدور السعودي تجاه قضية البوسنة والهرسك بحجم المأساة التي ألمت بالمسلمين هناك.
وعلى الصعيد الدولي تتبوأ المملكة العربية السعودية مكانة رفيعة المستوى لسياستها البناءة تجاه مختلف القضايا الدولية ولمواقفها المتميزة ازاء المجتمع الدولي دولا وشعوبا ومن خلال فاعليتها في هيئة الامم المتحدة ومنظماتها المتعددة وتمسكها بمثياق هذه المنظمات الدولية ومشاركتها في تحمل مسؤولياتها الدولية في الدفاع عن القضايا العالمية العادلة.
وللمملكة اسهاماتها الوافرة في الدفاع عن الامن والسلام الدوليين وصيانة حقوق الانسان طبقاً لما جاء به الدين الاسلامي الحنيف بالاضافة الى تعزيز دور المنظمات العالمية والدعوة الى تحقيق التعاون الدولي في سبيل النهوض بالمجتمعات النامية ومساعدتها على الحصول على متطلباتها الاساسية لتحقيق نمائها واستقرارها.
واليوم ونحن نحتفي بالذكرى السبعين ليومنا الوطني يقف كل مواطن ومواطنة في هذه البلاد الطاهرة وقفة شكر لله على ما أنعم به علينا من نعمة الإسلام اولاً ونعمة الامن الامان والاستقرار والرخاء ثانياً بفضله جل وعلا ثم بفضل جهاد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن بعد الملك عبدالعزيز وطد ابناؤه الكرام هذا النهج وترسموه في سيرهم بهذه البلاد واهلها حتى تبوأت مكانة العز والمنعة بين امم الارض ملتفة حول قيادتها الرشيدة عاملة بكل جد وتفان تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لتحقيق المزيد من الخير والنماء بمشيئة الله تعالى,
وفي الختام نقول ماقاله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في حديثه لاخوانه وابنائه المواطنين خلال احد لقاءاته بهم حيث قال: نحمد الله كثيراً على كل ما منّ به علينا وعلى ماوفقنا اليه، والفضل في ذلك يعود بعد الله الى تمسكنا الثابت والدائم بعقيدتنا الإسلامية التي هي القاعدة والاساس والمنطلق لكل نجاح تحقق في هذا البلد الطيب .
كما يعود بعد ذلك الى تضافر جهود المواطنين مع الدولة وتفانيهم في تحقيق الاهداف الخيرة التي رسمتها الدولة من خلال خططها الخمسية.
وكل مانراه اليوم من نهضة شاملة في جميع الميادين مردها الأول والأخير الى حرصنا على تعاليم ديننا الحنيف وما يدعو اليه من مكارم الاخلاق والتسامح والتعاطف والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أعلـىالصفحةرجوع






[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved