أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th September,2000العدد:10226الطبعةالاولـيالاربعاء 29 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

وسميات
لماذا سُمّي الحافي؟!
راشد الحمدان
إذا كان لديك مال,, فأنت في القمة,, حتى لو كانوا ينظرون إليك نظرة جاهلية,, واذا كنت من اصحاب المشاريع الناجحة والمؤثرة فأنت حديث الناس وأنت يراك الكثيرون في مناماتهم كحلم من الاحلام المحببة الى النفس, خاصة اذا كنت ممن يدخل يده في جيبه فلا تخرج فارغة, المال سيطر على النفوس, الناس يركضون خلف المال, وكثيرون نسوا حقوق هذا المال, فلا زكاة ولا صدقة ولا صلة رحم,, حتى ضخم المال القلوب فأنساها ذكر الله.
حياتنا الحاضرة ليست في صالحنا, إنها خطوة نحو الهاوية,, لكن التلذذ بالمال وما يحققه لنا من مكاسب وتسهيلات حياتية فإننا لا نشعر بخطورة توفر هذا المال,, والمال أطغى كثيرين,, وفصل أزواجاً بعضهم عن بعض,, وفرّق بين الاخوان,, وكرّه الناس بعضهم الى بعض,, المال,, ورمم كثيراً من الأنوف,, وجعل بعض الرؤوس مرتفعة,, لدرجة مائلة الى الخلف,, وقليلٌ من عباد الله الشكور,.
وكانوا من قبل سادرين بسبب المال,, وغافلين عن طاعة الله,, وعن الدار الآخرة,, والحظيظ من يستيقظ بسبب من الأسباب,, ولذلك نسمع دائماً بقصص التائبين والراجعين الى الله,, والمدركين لحقيقة ما رزقوا, وما جرّهم الى خير او شر, قال ابن قدامة في كتابه التوّابون سئل بشر بن الحارث الملقب بالحافي: كيف كان بدأ أمرك,, لأن اسمك بين الناس كأنه اسم نبي!!
قال,, هذا من فضل الله,, وما أقول لكم؟! كنت رجلاً عياراً صاحب عصبية، فجزت يوماً فإذا أنا بقرطاس في الطريق فرفعته فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم,, فمسحته,, يقصد من التراب وجعلته في جيبي,, وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما فذهبت الى العطارين فاشتريت بهما طيباً ومسحته في القرطاس,, فنمت تلك الليلة,, فرأيت في المنام كأن قائلاً يقول,, يا بشر بن الحارث رفعت اسمنا عن الطريق وطيّبته,, لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة,, ثم كان ماكان .
ولقب بالحافي لأنه كان في لهو,, فضرب الباب عليه رجل ففتحت له جارية فسألها عن صاحب الدار,, أهو حر أم عبد فقالت: حر, قال: لذلك هو يعمل ما يعمل من لهو وغناء,, فسمع بشر بالحديث فلحقه حافياً ومرّغ وجهه في التراب وقال: بل عبد, بل عبد, ثم تاب فسمّي الحافي لأنه صالح ربه وهو حافٍ, فظل كذلك حباً في روعة هذه التوبة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved