أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th September,2000العدد:10226الطبعةالاولـيالاربعاء 29 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

المراكز النسائية الاجتماعية ضرورة لتنمية المرأة
مندل بن عبدالله القباع
لم يعد مستغربا استمرارية الحديث عن المكون الثقافي للمرأة السعودية العظيمة على مدار رحلة حياتها، وخاصة أننا نعظم هذا الدور ونحن في مستهل ما يطلق عليه بالألفية الثالثة من تاريخ البشرية، وهي تمثل شغلنا الشاغل في مجتمع له السبق والصدارة في الاهتمام بالمرأة وتنميتها وتقديرها واحترامها والاعتراف بدورها العظيم في الحياة, ومن المسلم به أن المملكة العربية السعودية هي مهد الحضارة الاسلامية وجامعة التقدم الانساني، وهي تحظى الآن بنهضة شاملة تعم كافة المجالات الحياتية فكرا وابداعا وعلما وحضارة تبلغ بها امتطاء سلم الرقي والتقدم الشامل عن طريق استيعاب مفاهيم العصر ومنهجيته وذلك في خضم عالم يزخر اليوم بثورة تكنولوجية معلوماتية اتصالية ونحن في سباق وجهد مع زمن هذه الثورة كي نلحق بركبها وننخرط في عالمها عن قناعة ووعي بمتطلباتها وادراك لواقعها.
ومما لاشك فيه أن جوهر التقدم هو الرقي بالمكون الثقافي بما يتضمنه في جانبه المادي وجانبه اللامادي من معطيات.
والمرأة السعودية موضوع هذا المقال قد احتلت مكانة راقية تليق بها وبكيانها وسمعتها فمنها: العالمة والطبيبة والأديبة والمبدعة الفنانة، والاعلامية المرموقة، والاقتصادية والمعلمة والخبيرة الى غير ذلك في السلم الوظيفي.
وحقيقة إن جوهر الصراع في عالم اليوم هو الذي يدور حول التنمية البشرية بكل ما تحتويه من رعاية وعناية وصقل وتدعيم وبناء.
وفي اطار مجتمعنا الذي نعيش فيه فقد أتيح للمرأة السعودية ممارسة أنشطة الحياة المادية والبشرية كافة، وقد حققت تقدما ملموسا ومحسوبا في كافة المجالات التي خاضتها بدءا من التعليم وتواصلا مع دورها الوظيفي والتربوي.
وحتى يمكن الاستمرار الهادف في بناء وتشكيل المكون الثقافي للمرأة بمحتواه العقلي والوجداني يفرض علينا الاهتمام بالمراكز النسائية,, نعم مراكز خاصة بالنساء ولا نقصد من هذه المراكز ما تقدمه من برامج ترويحية أو اجتماعية، أو برامج شغل أوقات الفراغ فقط ولا حتى البرامج الاجتماعية، ولكننا نعني مراكز تضم برامج شاملة تهتم بالرقي بمستوى المرأة في كافة النواحي والنهوض بها وتعظيم دورها، ودعم شخصيتها، وترشيد سلوكها.
فالمرأة تحتاج بعد عناء العمل الوظيفي، وبعد الجهد المبذول في البيت من حقها أن تنعم بميزة الترويح وممارسة ألوان الأنشطة التي تناسبها والتي تعد خصيصا لتناسب ظروف المرأة وسنها ولياقتها وطبيعتها.
يضاف الى ذلك تعلم وممارسة فنون الرسم والتطريز والأشغال الفنية والتريكو والتفصيل وفنون الطبخ وعمل الحلوى, فضلا عن ممارسة الأعمال الثقافية والأدبية كالقصة والرواية والشعر العمودي والمرسل والنمطي.
وهكذا يعتبر المركز النسائي ملتقى ثقافيا/ اجتماعيا/ دينيا، ونقترح مبدئيا وآنيا أن تتبع هذه المراكز النسائية الجمعيات النسائية المشهرة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ولنبدأ بتكوينها في المدن الرئيسية في كل من الرياض وجدة والدمام وأبها.
وان يتولى مسؤوليتها والاشراف عليها الجمعيات النسائية القائمة في هذه المدن في تبعيتها للقطاع النسوي, خاصة وأن هذه الجمعيات قد انشئت بناء على ادراكنا بأن القطاع النسائي أو شرائح منه تعاني من مشكلات معينة وتعيش تحت ظروف وأوضاع خاصة لا تتيح لها الاشتراك الفاعل في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المجتمع مما يحول دون استمتاعها بالنشاط الذي تريده، ولذا كانت الغاية من انشاء الجمعية النسائية هو تقديم خدمات مباشرة ينتفع بها قطاع من نساء هذا المجتمع مما يؤهل هذه الجمعيات لتؤدي دور القيادة في العمل البرامجي داخل المراكز النسائية المقترح انشاؤها.
ومما يعزز مقترحنا أن هذه الجمعيات النسائية تضم عددا لا يستهان به من النساء الفضليات المتعلمات العاملات والاخصائيات وهن يبذلن جهدهن في مجال العمل الاجتماعي النسائي, ويساعدنا على هذا ارتباط القيادات النسائية بالمجتمع ارتباطا وثيقا انتماء وولاء, وان هذه القيادات النسائية ترفض التقوقع داخل نفسها بل تقصد النزول الى التجمعات النسائية يحدوها في ذلك حسن الادراك والتفهم لطبيعة القضية الاجتماعية المثارة مما يعين على اختيار افضل الأساليب والبرامج الهادفة.
مع الوضع في الاعتبار أن الجمعية النسائية التي ستتحمل مسؤولية انشاء مركز نسائي بالمفهوم الذي قدمناه سيتوقف نجاحها على كسب ثقة القطاعات النسائية على جدية ما تقدمه من أنشطة وبرامج وخدمات وعلى مقدرتها في التوسع بصفة مستمرة في هذه الأنشطة وعلى استجابتها لاحتياجات القطاعات النسائية وذلك بادخال هذه الخدمة الجديدة الى جانب الخدمات القائمة في الجمعية والتي تمارسها فعلا.
وهذا كفيل بتشجيع أعداد جديدة من السيدات على الانضمام الى عضوية الجمعية، ولا ننسى أن نجاح أي جمعية يعتمد الى حد كبير على تحمس أكبر عدد من المواطنين الى الانضمام اليها والمساهمة في أنشطتها والابتكار والابداع في برامجها.
وعلى الجمعية التي ستقتنع بادخال هذه الخدمة المركز النسائي أن تعمل باتساق مع الجمعيات النسائية الأخرى لتحقيق عدة أهداف منها: الاستفادة من تجاربها وتبادل الآراء والخبرات معها والاتجاه نحو تكامل الخدمات والتنسيق فيما بينها وذلك من أجل تدعيم العمل النسائي بصفة عامة وهو هدف تحرص عليه كافة الجمعيات النسائية في أي مجتمع.
ولنعلم بأن العمل من أجل تنمية المرأة هو عمل من أجل المجتمع ورفعة شأنه.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved