أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th September,2000العدد:10226الطبعةالاولـيالاربعاء 29 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

نهارات أخرى
حياء الرجال
فاطمة العتيبي
** ماذا لو حاصرتنا الأسئلة الخاصة جداً لمشكلات وقضايا تدخل في نطاق الشؤون السرية تارة نسمعها من وجهة نظر طبية وتارة تأتينا من وجهة نظر شرعية,.
ماذا لو استحالت حياتنا إلى موج عائم من الاعتيادية على سماع مثل تلك المفردات وسمعها معنا أطفالنا وسمعها مراهقونا وحبات العرق تتفصد من الصغار والكبار,.
ما الذي حدث؟
وما الذي اختلف؟
هل لأن التلفزيون تطور قليلاً واعتمد على البث المباشر وطالت ساعات عرضه فأصبح مرغماً على تغطيتها ببرامج مفتوحة لو أن الواعين هم فقط من يهاتفونها لقلنا أنهم سيتحدثون عما يريدون بطريقة مهذبة وبأساليب تشير ولا تفضح,.
لكن بالله عليكم ألا تزكم أنوفكم رائحة شياط الفبركة الممجوجة التي يستغلها المتصلون ويتلبسون بأردية الحياء تارة فيقول زوجتي تعاني من كذا وكذا أو أن زوجتي وقعت في كذا وكذا.
وهي أسئلة تافهة ومعرفة إجابتها يجدها الباحث عنها في كتب المرحلة المتوسطة.
بمعنى أننا لسنا مغلقين بل علمنا أبناءنا وبناتنا عبر مناهج واعية وفي حضرة معلم أو معلمة مهيبة وفي أجواء تعليمية يحوطها الوقار,, علمناهم كل مايخص أمور دينهم من خلال تلك المكاشفات التي تنبني على أنه لا حياء في الدين ولقد فعل مشائخنا جزاهم الله عنا خير الجزاء كل مافي وسعهم فجمعوا الفتاوي وقسموها أيضاً وأصدروها في كتيبات تزدحم بها أرفف المكتبات لمن يبحث عما يريد وبشكل خاص ودون مكاشفة فاضحة ممجوعة.
وفي وسط امتعاض الكثير من المحبين والغيورين على وقار المجتمع من هذا السيل من استسهال الحديث بهكذا أمور ويكاد الأمر أن يستحيل إلى استغفال لوسائل الإعلام وتمرير العقد النفسية والرغبات المكبوتة واستغراب الحديث في مثل هكذا أمور وتمريرها عبر البرامج الدينية أو الطبية أو زوايا الفتاوي في الصحف والمجلات.
إن التثقيف وسيلة إعلامية هامة ولكن الانجراف وراء تيار التثقيف أدى إلى حدوث ثغرات يمر عن طريقها المرضى النفسيين الذين يشعلون في أعتاب المجتمع الوقورة ألهبة النار,.
وفي وسط كل مشاعر الدهشة افاجأ بعرض فيلم أمريكي يتقدم فيه محامٍ إلى القضاء لمقاضاة مذيع برامج تحمل ذات الطابع والمحامي يرى أن في ذلك تعد على حريات الآخرين ورغبتهم ببقاء تلك الشؤون في مدارها الخاص والحيي ويفترض ألا تتقاطع الحريات!
ولقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام حيياً في دينه وحري بناء أن نقتدي به وعلى كثير من الرجال أن يؤمنوا بأن الحياء ليست نقيصة لهم بل رفعاً لقدرهم واكتمالاً لرجولتهم وعلى وسائل الإعلام والأطباء ورجال الدين ألا يمرروا عبر برامجهم ما يخدش حياء المجتمع ووقاره وأن يشدد المذيعون على المتصلين والمتصلات أهمية التلميح دون التصريح وأن يكتفى بالخطوط العامة دون التفاصيل وأن يشار إلى هاتف خاص يستقبل المشكلات الخاصة ويرد عليها الطبيب أو فضيلة الشيخ بعد البرنامج وبشكل فردي مع صاحب المشكلة أو يحول إلى مرجع معين من مراجع الفتاوي وأن يساهم المحررون في تنقيح أسئلة القراء قبل نشرها في الصحف وأن يكتفى بالإجابة على المشاكل الخاصة أو يحول السائل إلى هاتف اللجان الدينية أو الطبية التي ممكن أن تعينه على حل مشكلته.
إنني أخشى ما أشخاه أن تصبح بعض صحفنا مماثلة لصحف بعض الدول العربية التي اتخذت مثل هذه المشاكل أو التفاوي موضع إثارة تنشر عناوينها بالأبناط العريضة فتتسارع الأيدي لالتقاطها باعتبارها تخاطب الغرائز دون العقل.
والقاتل القاتل أن يكون الوعي والتثقيف هو وجاؤها حين تحل عليها المساءلات.
عنوان الكاتبة
26659 الرياض 11496

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved