أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th September,2000العدد:10226الطبعةالاولـيالاربعاء 29 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

وقت للصمت
لا صوتك,, صوتك!
فوزية الجار الله
كنت أتأمل شاشة التلفاز دون سبق إصرار او ترصد حين توقفت أمام أحد البرامج حيث كان اللقاء مع احدى الممثلات الي كنت اشعر فيما مضى بأنها تحمل ثقافة لا بأس بها من خلال متابعتي أحيانا لبعض أعمالها الفنية,, سأل المذيع الممثلة قائلا: تقول احدى الكاتبات العربيات أنها ترى العالم بأذنها,, ماذا تقولين أنت؟؟
ولم تفهم الممثلة بل بدا أنها اندهشت كثيرا من السؤال لأنها لم تفهمه وعجبت لماذا فضح المذيع أمراً كان مستورا فحين تقول إحدى الكاتبات ذلك فهذا يعني حساسية عالية تجاه الناس والأشياء وتقديرا عميقا لقيمة الأصوات,.
فأنت تستطيع مع المران والخبرة والتركيز التعرف على الآخرين من أصواتهم فتعرف غالبا أي حالة يعيشها ذلك الإنسان في تلك اللحظة وربما تتوصل من خلال ذلك الى معرفة أكثر شمولا تدلك الى شخصيته.
فحين يكون الصوت هادئا بشكل غير عادي ربما يدل ذلك على ان هذا الإنسان يميل أكثر الى التأمل ويفضل الاستماع غالبا على التحدث,,!
وعندما يكون جهوريا مجلجلا تكتشف ان صاحبه ربما يكون استاذا محاضرا أو خطيبا.
ولا ننسى بأن نبرة الصوت أيضا لا تنفصل عن ذلك الأسلوب الذي يتحدث به الشخص,, فقد يدل الصوت العالي والحاد أحيانا وليس دائما على ان صاحبه يميل كثيرا الى الحديث أكثر منه الى الانصات والى اثبات نفسه,, وقد يصل هذا الأمر الى حد مبالغ فيه بحيث لا يرى بأن ثمة ما يدعو الى منح الآخرين فرصة أيضا للتعبير عن أنفسهم.
وليس أدل من أهمية وقوة الصوت من أن الأكثرية من المبصرين غالبا وأقصد من فقدوا نعمة البصر اصبح لديهم قوة أكثر في الاصغاء وقدرة أكثر على معرفة الناس من اصواتهم,, من خلال ذلك فقط يشعرون بهم,, ولذا كان فقد البصر أهون بكثير من فقد السمع الذي يعزل صاحبه تماما عن العالم الخارجي ويشعره دائما بأنه وحيد في جزيرة نائية,, بعيدة رغم انه يرى الآخرين ويرونه!
ولو ركزت جيدا فإنك تستطيع مثلا التمييز من خلال الاصغاء الى صوت انسكاب الماء على الأرض فيما اذا كان هذا الماء ساخنا جدا أو باردا,, وفيما اذا كان مسكوبا على أرض عارية او مفروشة,, وهلم جرا,.
اتوقف هنا عن الاسترسال في الحديث عن الأصوات وأقول بأن المذيعة أجابت بدهشة وكيف تتعرف هذه الكاتبة على العالم بأذنها؟! ثم اضافت: مم,, أنا لا اعرف ولكني سعيدة ولله الحمد مع أمي واخوتي,, أذهب الى عملي واستغرق فيه، ثم اعود الى عائلتي لا أريد أكثر من ذلك الحمد لله.
ونحن نقول: الحمد الله وليس ثمة ما يدعو الى احراج مثل أولئك الممثلين والممثلات بأسئلة أكبر من امكاناتهم,, وليس ما يدعو الى ان نخلع عليهم أردية ليست لهم.
كفاية عليهم فنُّهم !!
البريد الالكتروني Fowzj@ hotmail. com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved