أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th September,2000العدد:10226الطبعةالاولـيالاربعاء 29 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

رحيل الجاسر,, ومدرسة تتوقف عن العطاء
في طريقي إلى الرياض سمعت بوفاة معلمنا الشيخ حمد الجاسر تغمده الله برحمته ، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وذويه الصبر والسلوان.
إنه ليس معلما فحسب، وانما هو بمثابة مدرسة نهل منها محبو العلم والمعرفة بتاريخ وثقافة وجغرافية بلادنا، فقد خلف لنا العديد من المؤلفات وكتب التراث التي نفض عنها الغبار من مكتبات العالم فحققها لنا، كما ورثنا منه تلك المجلدات الضخمة من مجلة العرب التي سينهل منها طلاب المعرفة في هذا الجيل والأجيال القادمة.
إن شيخنا لم يبخل بعلمه على من جاءه سائلاً أو مستعيناً به على أي موضوع استغلق عليه، وقد لمست هذا من زياراتي المتكررة التي كان رحمه الله يقتطع فيها من وقته ليفسح المجال للمناقشة وإيصال المعلومات بصدر رحب حتى انه كان يستدعي المراجع للاقناع على ضوء النصوص الواردة في كتب التراث.
وفي إحدى زياراتي له شكوت له عدم حصولي على نسخة من كتاب (جبال تهامة) لعرام السلمي، فقال: لقد افتقدت هذا الكتاب عندما احترقت مكتبتي في بيروت، إلا انني صورته فيما بعد، ثم أمر سكرتيره بالبحث عن صورة من هذا الكتاب وسلمها لي.
وإني مدين له رحمه الله بما حباني به من رعاية فهو لا يبخل علي بالنصح والتوجيه وأعتز بالاحتفاظ بأربع رسائل كتبها لي وهي تتضمن التشجيع والتوجيه حول الكتب التي ألّفتها، وقد استنرت بتوجيهاته في كتبي اللاحقة بعد ذلك.
ورحيله عنا خسارة فادحة لي ولكل محب لتراث هذا البلد، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر,
فرحم الله والدنا وشيخنا حمد الجاسر، ولا يسعنا إلا الصبر والتضرع الى الله عز وجل بأن يجعل ما أصابه من أمراض في آخر حياته مكفرات عن سيئاته ومضاعفة لحسناته، إنه سميع مجيب، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
عبدالله بن محمد الشايع
باحث وكاتب في الآثار والمواقع التاريخية.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved