أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th September,2000العدد:10226الطبعةالاولـيالاربعاء 29 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

فقيد الجزيرة والعرب
تلقيت ببالغ الحزن والاسى نبأ وفاة شيخنا الجليل حمد الجاسر، ومصدر حزني ما كان يعرف عنه رحمه الله من ادب رفيع، وتواضع جم، وحبه للعلم وطلابه، ونبوغه في علم الانساب، وتاريخ الجزيرة والعرب.
وقد خصني رحمه الله رحمة واسعة بفضله وكرمه مرات عديدة، وفي مناسبات مختلفة كان آخرها ما نشر في جريدة الجزيرة الغراء بالعدد (9259) يوم الثلاثاء 6 شوال 1418ه، وقد نبهني اليه معالي الاخ الفاضل الدكتور نزار عبيد مدني مساعد سمو وزير الخارجية حينما تشرفت بمقابلته في مكتبه العامر لتقديم التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، فقد ذكر لي معاليه بعض ما جاء في المقال من كلمات شيخنا الجليل الذي غمرني بفضله كما هو دأبه أبداً وأسبغ علي حسن الكلام ما اخجل تواضعي إذ حينها كنت في اجازة لم تمكنني من الاطلاع عليه، وقد عنونه رحمه الله بنفس عنوان مؤلفي : التمثيل الدبلوماسي والقنصلي بين المملكة العربية السعودية والعالم الخارجي .
استهل شيخنا الجليل المقال بقوله:
هذا الكتاب لطيف الحجم، غزير الفوائد لاتصاله بجانب مهم من حياة الامة، يعد من اقوى الجوانب التي تقوم عليها اسس تلك الحياة، وترتبط ارتباطاً عظيماً بمختلف مظاهرها من اجتماعية واقتصادية وثقافية، وغير ذلك من مختلف احوالها، مما لا يتوقف الاهتمام به على من يعمل في الاعمال الدبلوماسية، بل يشمل كل ذي عمل من الاعمال العامة في جميع المجالات الحيوية للامم والشعوب بصفة شاملة.
وأضاف شيخنا الجليل: وهذا الكتاب ذو ارتباط قوي بأسس ثقافتنا العربية العامة، فالمرء لا يستغني عن الاتصال في تنقله خارج البلاد، وعن مراجعة الجهات التي تتولى الشؤون الدبلوماسية لتنظيم اموره وتستقيم احواله في اسفاره، بل ان معرفة ما يقوم به المعنيون بتلك الشؤون جزء من حياة الامة في حاضرها وماضيها، وكثيراً ما تطلع المعنى بتاريخ امته الى معرفة من لهم آثار بارزة من الرجال الذين خدموا امتهم وبلادهم في تلك المجالات حينما تمر به لمحات عما قاموا به من اعمال ذات تأثير قوي في وضع الاسس التي قام عليها كيان الامة الذي كان للساسة من ابنائها في تكوينه من الاثر ما لا ينكر.
لقد حاول الاستاذ طلال بمؤلفه هذا ان يشارك غيره من الباحثين فيما يتعلق بايضاح بعض الجوانب العامة لما يعبر عنه بالتمثيل الدبلوماسي والقنصلي ,, الخ.
ولم يكتف رحمه الله رحمة واسعة بما نشره في جريدة الجزيرة وانما خصني أيضاً برسالة خاصة جاء فيها: ان مؤلفكم القيم التمثيل الدبلوماسي والقنصلي بين المملكة العربية السعودية والعالم الخارجي وأيم الحق يعد فرداً في موضوعه بالنسبة لبلادنا.
وأضاف: وكنت اود ان يكون بصورة اعم واشمل بحيث يخصص احد جوانبه في تناول من عمل في الحقلين الدبلوماسي والقنصلي من الناحية التاريخية بإيراد معلومات وافية تمكن الباحث من معرفتهم معرفة تامة، إذ الاستاذ الجليل يدرك ان كثيراً ممن خدم في ذينك الحقلين منذ قيام الملك عبدالعزيز رحمه الله بتوحيد البلاد الى عهدنا الحاضر جدير بأن يبرز من جوانب حياته ما يلقي الضوء لكل دارس وباحث ومستفيد لمعرفتها.
من هنا تمنيت لو أولى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل هذا الجانب من اهتمامه ما يحقق هذه الرغبة، وذلك بتهيئة مختلف الوسائل من وثائق وغيرها من المساعدات الاخرى.
وحبذا لو واصل الاستاذ طلال جهده في الموضوع لسد حاجة المعنيين بتاريخ المملكة بصفة عامة وذوي الاختصاص الدبلوماسي وغيرهم.
ابتهل الى المولى جل وعلا ان يمده بالتوفيق والسداد.
وقد ذكرت في مقال لي في جريدة عكاظ بعنوان: مع علامة الجزيرة العربية بانني اضم صوتي الى صوت فضيلة الشيخ الجليل علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر خصوصاً وان المكتبة السعودية بصفة خاصة والمكتبة العربية بصفة عامة تفتقر الى ما اشار اليه رحمه الله إذ لا يوجد في تاريخ الدبلوماسية او القنصلية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله مؤلف يشتمل على كل من عمل في السلكين الدبلوماسي والقنصلي، فلعل الوقت قد حان لكي يخرج الى حيز الواقع, معجم مفهرس لكل الدبلوماسيين والقنصليين السعوديين منذ نشأة العلاقات الدبلوماسية والقنصلية السعودية مع بلدان العالم شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً.
وقبل رحلته العلاجية الاخيرة في الولايات المتحدة الامريكية خصني برسالة موجزة نوه فيها رحمه الله الى المرض الذي ألم به، فاستهللت رسالتي: تلقيت ببالغ الفرحة والسرور رسالة فضيلتكم المؤثرة، فلم اجد نفسي لاشعورياً الا ان ارفع اكف الضراعة الى خالق الخلق ان يشفيكم ويمتعكم بالصحة والعافية، وان يطيل في عمركم المديد إن شاء الله لتواصلوا مسيرتكم العلمية المباركة في العطاء الذي نحن في امس الحاجة اليه في الوقت الحاضر.
تغمدك الله يا شيخنا الجليل بواسع رحمته واسكنك فسيح جناته، وألهم اهلك وذويك الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون .
طلال محمد نور عطار

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved