أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th September,2000العدد:10226الطبعةالاولـيالاربعاء 29 ,جمادى الثانية 1421

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
الميدالية,,, الحقيقية
عبد الله الضويحي
لعل من محاسن الصدف أن يتوافق احتفاؤنا هذا العام بالذكرى السبعين ليومنا الوطني المجيد مع حدثين مميزين لكل منهما أهميته بالنسبة لنا كرياضيين وكشباب على وجه الخصوص باعتبار انتمائنا لهذا القطاع,, ولنا كمجتمع سعودي بصورة عامة لما لهما من أهمية كنتاج طبيعي لعطاءات امتدت عقوداً من الزمن,,.
الأول:
مشاركة الرياضيين السعوديين في دورة الالعاب الاولمبية السابعة والعشرين المقامة هذه الأيام في سيدني باستراليا وهو حدث يتكرر كل اربع سنوات.
الثاني:
اختيار (الرياض) عاصمة للثقافة العربية لعام 2000 واحتفاؤها بهذه المناسبة.
ودونما حاجة لربط المشاركة في الاولمبياد بالنتائج إذ انني اكتب هذا الموضوع، ولما تنجلي الرؤية عنها بعد، وان كانت قد اتضحت المعالم الايجابية عن بعض منها,,.
فإن هذه النتائج، وإن تم تتويجها بميدالية ما,, فإن مثل هذا التوافق في الكسب,, مع المناسبة الغالية,, يعطي مدلولات كبرى على العمل الطموح,، على ان تحقيق نتائج مشرفة ترتبط بالعطاءات الفردية لهؤلاء الابطال، ومدى تحسن مستوياتهم وامكاناتهم,, يعتبر في حد ذاته انتصاراً كبيراً، ودليلاً على الجهود المبذولة.
إن الميدالية الذهبية الحقيقية التي حازها الشاب السعودي وعلّقها ومازال على صدره بكل زهو وفخر، هي في عطاءات الدولة له على مدى تاريخها الطويل، وإيمانها الكبير في قدراته وامكاناته، ومن ثم الاستثمار فيه,.
إن تاريخ الرياضة في المملكة يتزامن مع بدايات تكوينها,,، ومنذ ذلك التاريخ، آمنت الدولة ممثلة في مؤسسها وواضع أسس كيانها العظيم الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه بأهمية الشباب، ودوره في بناء الأمم,, وأهمية الاستثمار فيه باعتباره حجر الزاوية ورجل المستقبل,,,، فكان عطاؤها في هذا المجال بلا حدود، حسب ظروف وامكانات,, ومتطلبات المرحلة، لكنه كان عطاءً متنامياً مع مرور الزمن وفق تلك الظروف والمتطلبات، التي تنامت هي الأخرى,,, مع ظروف العصر وطبيعة المرحلة,, التي كان من نتاجها ان شهد العالم طفرة اقتصادية واجتماعية قبل ربع قرن من الآن وباعتبارنا جزءا من هذا العالم,, نتبادل معه التأثير، بل ولاعبا اساسياً يؤثر في تكوينه، وصناعة أحداثه,,، فقد طالتنا رياح هذا التغيير،لكن مايميزنا ولله الحمد اننا ننطلق في حياتنا,, وبنائها من قاعدة صلبة ترتكز على دعامتين أساسيتين:
الأولى:
إيمان راسخ بالله سبحانه وتعالى,, وبتعاليمه السماوية,, كمنهج حياة,, ودستور نحتكم إليه، انعكس بدوره على محافظتنا على القيم والتقاليد آخذين بمتغيرات العصر,, دون مساس بثوابت العقيدة.
الثانية:
علاقة مميزة بين القيادة والشعب تتخذ من سياسة الباب المفتوح ساحة للحوار، ومن الشورى مصدراً للقرار.
هاتان الدعامتان كان لهما دورهما الكبير في تشكيل هذه الأمة، ورسم خارطتها، وصياغة حاضرها الزاهر الذي هو في الحقيقة امتداد لماضيها المجيد، وفي واقعه قراءة لمستقبلها المشرق بإذن الله.
ومن حسن حظ شباب هذه الأمة,, ان تزامنت تلك الظروف، وهذه المعطيات مع ميلاد شخصية فذة,, تعي الحاضر,, وتقرأ المستقبل,,، استطاعت استثمار هذه العطاءات، وتحويلها الى واقع ملموس وشواهد حضارية اكدت بناء قاعدة صلبة وواسعة من مصانع الرجال,, ومراكز إعدادهم وتأهيلهم,,, تفاعل معها شباب هذا الوطن,, واستفاد من امكاناتها,, فانعكس بدوره على عطائه، ونتائجه تجاه الوطن,.
تلك الشخصية,, هي صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (يرحمه الله),, الذي نستشعر في هذه الذكرى العظيمة,, دوره الكبير ومنهجيته الواضحة في صياغة الواقع الشبابي والرياضي لهذه الأمة.
هذه المنهجية التي استندت في صياغتها الىجانب الدعامتين السابقتي الذكر,,, على ناحيتين أساسيتين.
** بناء القاعدة,, او المنشأة.
** بناء الإنسان عقلاً وفكراً.
وقد سار البناءان جنبا الى جنب في خطين متوازيين بينهما حاجز شفاف لا يسمح لأحدهما ان يبغي على الآخر,, لكنه يسمح لكل منهما ان يرى مسيرة الآخر ويتفاعل معها,,, بما يساهم في وصول كل منهما إلى مبتغاه دونما تأثير على الآخر.
هذه المنهجية آتت أكلها في زمن قياسي لا يقاس بعمر الشعوب.
ولا اعتقد ان المجال هنا,, لسرد هذه النتائج سواء على المستوى الفني أو الاداري، لكن المتتبع لمسيرة الرياضة السعودية,, يدرك حجم النتائج التي تحققت بفضل الله ثم بفضل هذه السياسة,, من تحقيق للبطولات على المستوى الاقليمي والعربي، والقاري، والدولي,, والوصول إلى المحافل الدولية,, مثل كأس العالم,, والاولمبياد,, وغيرها من المحافل,, وهو وصول لم ينل شرف المشاركة فقط,, بل تعداه الى التفوق,, واعتلاء المنصات,, وسواء كان ذلك على مستوى المنتخبات,,, او الأندية,.
وسواء كان ذلك على مستوى كرة القدم,, أو غيرها من الالعاب,.
وسواء كان ذلك على مستوى الالعاب الفردية أو الجماعية,.
ناهيك عن تفوق اداري,, من خلال وصول الكوادر السعودية الى التنظيمات الدولية على مختلف الأصعدة,, واحتلال هذه الكوادر لمقاعد مؤثرة,, وقيادية في بعض هذه التنظيمات,.
وهي دلائل تؤكد في مجملها وضوح تلك المنهجية,, والصدق في تنفيذها.
على اننا,, ونحن نستشعر هذه الذكرى العظيمة,, ونحن ايضا نذكر للحق والتاريخ مآثر ودور هذا الرجل العظيم (فيصل بن فهد يرحمه الله),, لابد لنا من وقفة مع الذين وضعوا اللبنات الاساسية في البناء وحفروا بأيديهم الصخر,, وكانوا هم الأساس في هذه النهضة الرياضية الشاملة,, سواء من الرعيل الأول (المؤسسين) او ممن تولوا قيادة التنظيم الاداري في رعاية الشباب,, ومن التنفيذيين في مختلف المراحل,, الذين استطاعوا وفق ظروف العصر,, وما توفر لهم من امكانات ان يضعوا اللبنات الاولى في هذا البناء الشاهق,.
لابد لنا معهم من وقفة انصاف,, وتقدير مترحمين على من مضى فيه امر الله,, داعين للآخرين بطول العمر مع العمل الصالح,, وان تستمر مساهمتهم في هذا البناء بما يعود بالنفع على مجتمعهم.
وإذا كنا نستعشر تلك الفترة,.
وإذا كنا نتذكر (فيصل بن فهد يرحمه الله),, وما قام به من جهد ودور,.
فإننا في الوقت نفسه نطمئن على مستقبل شبابنا,, بإذن الله,, وهو اطمئنان من مصدرين:
الأول:
استمرار عطاء الدولة للشباب,, ايمانا منها بأهميته ودوره في صياغة مستقبل الأمة.
الثاني:
استمرار منهجية الرئاسة العامة لرعاية الشباب الواضحة والناجحة,, من خلال قيادة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز,, وهو الذي تتلمذ على يد صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد يرحمه الله وعايشه فترة من الزمن كرجل ثان في الجهاز,, استفاد من تجاربه وخبرته,.
كان رجلاً ثانيا في موقعه الوظيفي,, لكنه في حقيقته وواقعه مشاركا في صناعة القرار,, وتحمّل المسئولية,.
ويساند سموه في القيادة,, تلميذ آخر من تلاميذ (فيصل) بل وخريج مدرسته,, وهو صاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل بن فهد,, مما يعني الاطمئنان,, ويعطي الأمان,, باستمرارية النهج,, ومن ثم استمرارية العطاء,, وتحقيق الاهداف المرسومة باذن الله,.
دام عزك,, ياوطني
ودمت لشبابك,.
ودام شبابك لك,.
وحفظك الله من كل مكروه,, في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين,, وسمو ولي عهده الأمين,, وسمو النائب الثاني,,.
,, وكل عام,, وأنت بخير ياوطني, والله من وراء القصد.
raseel @ La. com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved