أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th September,2000العدد:10226الطبعةالاولـيالاربعاء 29 ,جمادى الثانية 1421

العالم اليوم

نظافة المسرح السياسي مرهونة بمصداقية ميلوسيفيتش
12,900 ناخب في ليلة سوداء سادها التوتر بوسط بلغراد
بلجراد د ب ا
واجهت بلجراد ليلة سادها التوتر بين الجماهير المتنافسة من المؤيدين عشية الانتخابات الوطنية التي جرت امس الاول فيما زعم الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش انه احرز فوزا كبيرا في اقليم كوسوفو الذي مزقته الحرب العرقية.
فقد احتشدت الجماهير المتنافسة لعقد مؤتمرات شعبية في بلجراد مساء امس الاول عقب انتهاء عملية الاقتراع وذلك في ختام يوم من الانتخابات الوطنية التي شهدت المنافس الرئيسي لميلوسيفيتش يتكهن بأنه سيخرج منتصرا.
ووسط احتشاد الجماهير وحدوث حالة من الارتباك وتبادل الاتهامات، فإن المراقبين يخشون من تصاعد التوتر مع مرور الوقت وإعلان النتائج بمكبرات الصوت.
وفي كوسوفو، حيث اغلقت مراكز الاقتراع أبوابها قبل ذلك بأربع ساعات، قال المسئولون في حملة ميلوسيفيتش انه احرز فوزا كاسحا هناك.
وكانت مراكز الاقتراع قد غلقت ابوابها في الساعة الثامنة مساء امس الاول بينما يقول المراقبون انهم شاهدوا تجاوزات خلال الاقتراع ولكن لم ترد سوى تقارير قليلة حول حوادث عكرت صفو العملية الانتخابية التي تتابعه عن كثب الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي خاصة.
وكان المنافس الرئيسي للرئيس ميلوسيفيتش، ومرشح حزب المعارضة الديمقراطية لصربيا فويسلاف كوستونيتشا قد ادلى بصوته في الانتخابات الرئاسية في وقت سابق امس الاحد قائلا انه على ثقة من ان الشعب سوف يسقط النظام الحالي في بلجراد.
وقال كوستونيتشا، الذي اظهرت استطلاعات الآراء السابقة للانتخابات تفوقه على ميلوسيفيتش بفارق كبير، ان الشعب سوف يرغم سلطات ميلوسيفتش على الرحيل حتى إذا رفضوا الاعتراف بنتائج الانتخابات.
وكان من المقرر ان يبقى 9,300 مركز اقتراع مفتوحا لاتاحة الفرصة للناخبين اليوغسلاف المسجلين على القوائم الانتخابية والبالغ عددهم 7,8 ملايين بالادلاء بأصواتهم في نوعين من الانتخابات الفدرالية بالاضافة الى الانتخابات المحلية في صربيا والانتخابات الاقليمية في فويفودينا.
وعلاوة على كوستونيتشا، يتحدى ثلاثة مرشحين آخرين ميلوسيفيتش على الرئاسة وهم توميسلاف نيكوليتش (الحزب الراديكالي الصربي) وفويسلاف ميهايلوفيتش (حركة التجديد الصربية) وميودراج فيدويكوفيتش (حزب التأكيد).
وخلال الساعات الاولى من عملية الاقتراع، لم ترد تقارير عن وقوع حوادث كبيرة على الرغم من ان كلا من الجانبين المتنافسين اتهم الآخر بارتكاب تجاوزات.
إلا ان ثمة مخاوف من ان يرفض ميلوسيفيتش ومؤيدوه الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات ويؤدي ذلك إلى نشوب اعمال عنف.
وفي نفس الوقت قال حزب المعارضة الديمقراطية لصربيا ان 26 في المائة من الناخبين ادلوا بأصواتهم بحلول منتصف النهار في صربيا بدون كوسوفو ودعا الحزب الشعب الى الخروج الى الشوارع فور إغلاق مراكز الاقتراع لابوابها على الرغم من خطط السلطات بمنع التجمعات الجماهيرية والمظاهرات.
وعقب إدلائه بصوته، وصف كوستونيتشا الانتخابات بأنها امر حيوي وقال لقد تخلص الناس من الخوف واظهروا خلال الحملة الانتخابية وعملية التصويت تصميمهم على تغيير السلطات الحاكمة ولكن السلطات غير قادرة على قبول الهزيمة لأنهم لن يفقدوا السلطة فحسب ولكن ايضا المزايا التي يتمتعون بها.
وكان ميلوسيفيتش، الذي بدا واثقا هو الآخر من الفوز، قد صرح في وقت سابق بأنه يتوقع ان تؤدي الانتخابات إلى نظافة المسرح السياسي في صربيا وتفتح الطريق لاستقرر طويل الاجل وتنمية اقتصادية .
واتهم كوستونيتشا اللجنة الانتخابية الفدرالية التي تسيطر عليها بجلراد بإشاعة الفوضى والخوف عن طريق البيانات التي تصدرها.
وكانت اللجنة قد اتهمت الغرب بالتخطيط لتخريب الانتخابات الرئاسية عن طريق عمليات الاقتراع المزورة وادخلت اجراءات رقابة اضافية ادت الى الحد من سرية التصويت.
وقال سيدومير يوفانوفيتش، رئيس المقر الانتخابي لحزب المعارضة الديمقراطية لصربيا، في مؤتمر صحفي انه على الرغم من ذلك ادلى حوالي 26 في المائة من الناخبين الصرب بأصواتهم بحلول منتصف النهار.
ولا يشمل هذا الرقم كوسوفو حيث تحركت ادارة الامم المتحدة في الاقليم لتسجيل عدد الذين ظهروا في مراكز الاقتراع لدحض الادعاءات المحتملة من جانب بلجراد بان الاقبال على التصويت كان مرتفعا.
وقال يوفانوفيتش ان الرقم لايشمل كذلك مونتنيجرو (جمهورية الجبل الاسود) حيث لم يتمكن حزب المعارضة الديمقراطية لصربيا من مراقبة عمليات التصويت وسوف يتقدم بإجراءات تقاضٍ جنائية ضد رئيس لجنة الانتخابات، نيفين جاسوفيتش.
وطبقا لما ذكره يوفانوفيتش، فإن حزب صربيا الاشتراكي الذي يتزعمه ميلوسيفيتش يستعد لتنظيم حفلة موسيقية في ميدان الجمهورية المركزي ببلجراد حيث حزب المعارضة الديمقراطية لصربيا تنظيم متابعة علنية لنتائج الانتخابات حسب ورودها.
وقال يوفانوفيتش إذا احتلوا ميدان الجمهورية، فإننا سندعو الناس للتجمع في ميدان تيرازي (الذي يقع بالقرب منه) , واضاف ان الشرطة لم توافق او ترفض عقد الاجتماع الجماهيري.
ومضى قائلا: نحن نعتبر اننا حصلنا على التصريح, ولن نسمح بسرقة الانتخابات ولن نسمح بضرب الناس .
ويعتزم حزب المعارضة الديمقراطية لصربيا عقد مؤتمرات جماهيرية لتوضيح الحقائق في كافة انحاء صربيا ويبدو ان حزب صربيا الاشتراكي تحرك لمواجهة تلك الاجتماعات مثلما حدث في ليسكوفاتش عندما صادرت الشرطة فيلم فيديو كان يعرضه حزب المعارضة الديمقراطية لصربيا واذاعت مقطوعات موسيقية في وسط المدينة.
وقد وردت تقارير عن وقوع حوادث بسيطة في بعض مراكز الاقتراع منها وقوع اشتباكات بين اعضاء لجنة انتخابات محلية في نوفي ساد وبلجراد واضطرت الشرطة للتدخل حتى تستمر عملية التصويت.
وكانت بلجراد قد رفضت دخول مراقبين غربيين غير انها جاءت بمراقبين من اختيارها بمن فيهم القومي اليميني الروسي فلاديمير زيرينوفسكي الذي امتدح منظمي الانتخابات بعد زيارته لمركز اقتراع في بلجراد,ولكن مركز الانتخابات الحرة والديمقراطية قال في مؤتمر صحفي ان عملية الاقتراع ابعد ما تكون عن الاستقلالية كما انها بدون اي ضمانات للسرية.
وكان المركز قد درب اكثر من 7,000 مراقب متطوع ولكن السلطات ابلغت المركز الجمعة الماضي ان هؤلاء المراقبين لن يسمح لهم بدخول مراكز الاقتراع.
كما رفضت يوغسلافيا منح تأشيرات دخول للكثير من الصحفيين الاجانب وطردت نحو 20 آخرين كانوا موجودين في البلاد بالفعل.
وقالت بعثة المنظمة الدولية في كوسوفو (يونميك) امس الاول انها شددت الاجراءات الامنية وتراقب عن كثب عملية التصويت في الانتخابات الفدرالية في الاقليم الذي تديره الامم المتحدة من اجل دحض احتمال تزوير الانتخابات من جانب سلطات بلجراد.
وقال رئيس يونميك، برنارد كوشنيه، في تصريح للصحفيين في بريشتينا لدينا صورة كاملة لكل ما يجري هنا, وسوف نستطيع تقويم اي ادعاء من جانب جمهورية يوغسلافيا الفدرالية فيما يتصل بنشاطات اليوم في كوسوفو .
وطبقا لمعلومات يونميك حتى منتصف أمس الاول دخل حوالي 21,900 شخص مراكز الاقتراع, واوضح كوشنيه انهم جميعا من الصرب.
وقال كوشنيه إن اي ادعاء بانه كانت هناك مشاركة كبيرة من جانب ألبان كوسوفو في الانتخابات الفدرالية سيكون بمثابة خيال او مجرد مناورة .

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved