أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالخميس 1 ,رجب 1421

مقـالات

نوافذ
ليلة هنا والأخرى,, هناك!!
أميمة الخميس
وتحت مظلة الحماية هذه ينام الرجل قرير العين مرتاح البال وهانئ الخاطر، لأنه تواجد في بيتيه تحت مظلة ليلة هنا وليلة هناك، وبين هذين البيتين يقتسم أوقاته مراعيا كم الوقت دون الكيف!! أما كيف أمضى الوقت وكيف استثمره وماذا أعطى كرمز أبوي وكقيمة ومثال؟؟ فتلك أسئلة لا تدخل في الحسبان طالما ان تواجده الجسدي كان حاضرا وحتى لو غابت جميع حواسه الأخرى، قال تعالى ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة سورة النساء آية 129.
هذا التضييق الشرعي على قضية التعدد والعائلة المزدوجة، لم يقابل في أرض الواقع بالكثير من الاكتراث بل اختار الكثير من الرجال أضيق المخارج للتهرب من هذه الضوابط والحدود التي أقرها القرآن الكريم، ولأنه سبحانه وتعالى هو خالق هذه النفس وعالم بها، فهو يعلم قصور البشر عن العدل بين الزوجات!! لذا حصر مجال التعدد في أضيق حدود فإن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة النساء آية 3.
وترافق الزوجة الثانية على الغالب أزمة منتصف العمر حيث الشيخ يبحث عن صباه، إذ الزوجة الثانية تكون على الغالب نتيجة لقرار شخصي وخاص ينفرد به رب الأسرة دون بقية الأطراف من زوجة وأولاد، وهو قرار منفصل عن مؤسسة الأسرة الواحدة يخضع في الغالب الى فورانات عاطفية ومزاجية يحيد فيها العقل أو مصلحة الأسرة ككل وتبرز النزوات الناتجة عن عقابيل منتصف العمر والشباب الآفل والزوجة التي غدت بائتة ومملة ويتنحى حس الالتزام والمسؤولية اتجاه اسرته طالما وجدت بدائل أخرى!!
ولا أدري ان كانت طبيعة عصرنا الحالي من الممكن ان تستوعب التعددية بما يرافقها من هدر اقتصادي يكون ضحيته الأولى الأولاد الذين يتفتحون بين يدي هذه الدنيا الجميلة المليئة بالأحلام الاستهلاكية ومثاليات تخبرهم دائما بأن الأسرة هي اللبنة الاولى للمجتمع وأنها كيان مقدس,, الخ على حين يكتشفون انهم يعيشون نصف أسرة فقط شق أسرة وبين هذين الشقين الكثير من الحروب والحزازات والأحقاد التي لاتندثر وشيخ يبحث عن صباه!!
وحتى لا تصبح الأمور عامة ولاترتبط بالواقع فباستطاعتنا ان نلمح حولنا الكثير من الأسر المزدوجة التي تتشارك في كل شيء من الأب وحتى ملاعق المطبخ، ولكنها حتما تفتقد النسيج الذي يجمع الكل تحت مظلة الحب؟!
فالجندي الذي لايتجاوز راتبه (الثلاثة آلاف ريال) يجمع بين زوجتين في السكن البسيط المتاح للجيش، وبواب المدرسة الذي يجمع بين زوجتين ثالثتهم مديرة المدرسة، وسائق الباص الذي يتزوج الثانية لتصبح محرما له ترافق تنقلاته بعد ان رفضت الأولى هذا الدور نتيجة انشغالها بأولاده، والذي يقطف دراقة سورية او ثمرة منجو مصرية ترد الصبا الى عروقه المهلهلة، أي من هؤلاء اختار الثانية نتيجة لقرار عقلاني وناضج يحمل وعيا عميقا لمفهوم الأسرة وقدسيته؟؟ ولن تعوزني الأمثلة فهناك الكثير الكثير الذين استطاعوا التسرب من ذلك الشق الضئيل الذي أباحه الشرع تحت ضوابط صارمة ليمارسوه كيفما اتفق دون كثير مبالاة او وعي بآثاره على الأسرة كأفراد وعلى المجتمع ككل، قد يكون المجتمع قد وعى آثار تعدد الخدم في المنازل فقصر خادمة واحدة لكل عائلة، ولم يع بعد خطورة ان يكون هناك أنف وأربع عيون!!!.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved