أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالخميس 1 ,رجب 1421

الاخيــرة

حماية البيئة من الأوبئة
فوزية أبو خالد
هذا عنوان محايد لحمى غير محايدة فهي عندما تتفشى لا سمح الله لن تميز بين فقير او غني، بين علية القوم ورعاعها او بين احياء راقية واخرى رثة.
فهل ظهور حمى الوادي المتصدع في جازان صدفة صحية سيئة اصابت بالخطأ ذلك الجزء العزيز البعيد من الوطن؟
وهل ظهور ضحايا جدد لها في مدينة الرياض او في مواقع مجاورة اخرى في المنطقة الجنوبية كما نقلت الصحف هو ايضا صدفة سببها رداءة الحظ؟! وماذا حدث للقاعدة الشرعية وليست الطبية وحسب في ضرورة اجراء العزل في حالة ظهور مرض معدٍ في موقع معين؟
لاشك انه لا راد لقضاء الله وقدره، الا انه وكما يقول مثل حجازي صريح ولاذع (لا يمكن ان نفتح افواهنا للجرذان ونقول هذا قضاء الرحمن).
ان المملكة العربية السعودية ليست احدى دول افريقيا المدقعة في الفقر والفاقة التي يمكن ان يُرجع ظهور ظاهرة وبائية خطرة فيها الى عالم الفقر والتي قد يؤدي النقص المريع في ابسط الخدمات الصحية والضرورات الانسانية بها الى تهديد امن المجتمع الصحي, ان المملكة بحمد الله وفضله هي تلك الدولة الشابة الممشوقة التي تتغنى باسطورة الامن على كافة مستوياتها ومنها الصحي، في العشي والابكار.
انها الدولة التي تملك اكبر احتياطي نفطي في العالم، وميزانية بعض مرافق الخدمات فيها تعادل ميزانية بعض من تلك الدول الافريقية الفقيرة التي تؤدي رداءة الخدمات فيها وترديها الى اشتهارها بتصدير بعض الاوبئة.
فما الذي حدث,, ما الذي جعل الواقع يأتي بما يخالف التوقعات في قدرة المملكة على حماية البيئة من الأوبئة كما عرف عنها في مواسم الحج, ولماذا جازان بالذات؟ أين اوجه التقصير او القصور ومن المسؤول عنه، هل هو تقصير في الخدمات الطبية؟ هل هو نقص في الوعي البيئي والصحي؟ هل هو خلل في الاجراءات الوقائية وفي قواعد واصول السلامة البيئية ام عدم قدرة على حماية البيئة؟ هل نقص فادح قصير او طويل الامد في الخدمات ونوعية الخدمات المقدمة لبعض المناطق تسكتُ عنه الصحف؟
لقد صرنا منذ ظهور حمى الوادي المتصدع نسمع ونقرأ تصريحات ينفثها اصحابها بأوداج منتفخة عبر وسائل الاعلام المختلفة عن ان هذا الوباء قد اصبح تحت السيطرة ولكننا لا نجد في تفصيلات تلك التصريحات ما يكفي لتوضيح الصورة او ما يشير الى دور المواطن في مواجهة الظاهرة.
ان ظهور هذا المرض (المستنكر) قد اصاب المواطنين برعب شديد والحاجة ماسة الى الامن النفسي والصحي معاً في هذا الصدد.
غير ان ماحدث في جازان قد يحدث لا سمح الله في منفوحة او في بعض الاحياء الجنوبية بالعاصمة او سواها من المدن والقرى فإذا لم نصغ لاجراس الخطر الصغيرة قد تتحول الى كوارث كبيرة تهدد الامن البيئي للوطن وتهدد الامن الصحي للمواطنين.
ففي حي منفوحة (مثلا) ابتلع مستنقع من المياه الراكدة الطفل (ايمن البيان) ولما لم يجد المستنقع من يردعه ويجري اصلاحا جذريا للواقع الذي تسبب في المشكلة فقد تجرأ نفس المستنقع وقام مرة اخرى بابتلاع الشاب خالد الغويري رحمهما الله , وفي احياء اخرى من العاصمة ومنها شمال الشفا وحي خنشليلة ومناطق قريبة من حي اليمامة كما جاء في جريدة المسائية تنطلق روائح مؤذية (تطيح الطير الطاير) كما يقول مثل نجدي، بينما لا يملك بعض المسؤولين إزاء تكرار الشكوى من أذاها الا أن يشكروا المواطنين على صبرهم على ذلك الاذى البيئي والصحي ويعتذرون عن عدم المسارعة لمعالجة هذه التقرحات في خاصرة المدينة، بأن هذه المعالجة تتم حسب الاعتمادات المالية المتوفرة, ولا اظن مثل هذا العذر يحتاج الى تعليق فهو خارج السلطة التنفيذية على ما يبدو لهؤلاء المسؤولين.
لابد ان المواطن يحلم وخاصة في اسبوع الذكرى الوطنية لتأسيس المملكة بوطن لا تتجمل شمال احيائه على حساب جنوبها ولا تتباهى مدنه على حساب قراه.
ان المواطن ببساطة يحلم بوطن ينعم بالأمن الصحي دائما وابداً وتوزع فيه الخدمات بالعدل والقسطاط، ولا يكتفي فيه رأس المال الخاص باستعراض قدراته المالية بمزيد من زينة المجمعات التجارية الباهظة فيما يغرق عدد من الاحياء والقرى في ظلمة النسيان.
واختم بمثل شعبي ذكي يقول (ما طال راسك طال رجليك) وعندما لا تكون الخدمات والتوعية رغم ما يصرف عليها بالمستوى الذي يؤمن حماية البيئة ويضمن الأمن الصحي لجميع مناطق المملكة، فان حمى الوادي المتصدع او سواها قد تمتد لتطال يدها الشريرة ,
نتمنى على الله السلامة والامن للوطن والمواطنين ولله الامر من قبل ومن بعد.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved