أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالخميس 1 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

محاربة الداء تبدأ بمواجهة أسبابه
حمى الوادي المتصدع تفتح ملف الخدمات المتردية في جازان
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,.
في عدد الجزيرة 10224 الصادر يوم الاثنين 27/6/1421ه، تحدث الدكتور/ محمد الدغيري عن خلفيته حول مرض أو فيروس ]حمى الوادي المتصدع[ الذي أحدق بجازان وأهلها الكرام، والحقيقة أن الدكتور قد أطلعنا مشكورا على معلومات جيدة عن هذا الوباء الذي ألم بنا وبذوينا في جازان فراح ضحيته أعزة علينا وأصاب أضعافهم ومد نفوذه إلى خارج جازان، وحيث أن المعلومات التي أدلى بها الدكتور قد تشبعنا بها من كثرة ما رددتها وسائل الإعلام على ألسن كثير من المسؤولين وفي مقدمتهم وزير الصحة.
وللحقيقة أيضا فإن هذا المهاجر الذي قدم من أفريقيا لم يكن ليهاجر من أفريقيا خارجها لو لم يجد أرضا أخرى مناسبة ليحط الرحال فيها.
ولعل هذا ما سيقودنا لنطرح أسئلة عديدة على أنفسنا تحوم حول هجرته من أفريقيا إلى غرب آسيا إلى جنوب المملكة العربية السعودية وبالتحديد إلى جازان، فلماذا اختار هذا المرض اللعين جنوب الجزيرة العربية دون سواها!!؟,ولعل الإجابةعلى هذه الأسئلة هي ما كنا ننتظره من الدكتور الدغيري ومن سواه ممن تطرقوا للموضوع بشكل أو بآخر.
ومن صدق القول أننا لا ننكر أن الأرض كانت مناسبة وما تزال لانتشار البعوض الذي يعتبر الناقل لهذا الوباء لكثرة الأمطار بجازان، وكثرة أوديتها ومستنقعاتها، ولأن أرضها رخوة، ولأن أجواءها رطبة حارة، علاوة على قرب جازان من دول أفريقيا واليمن بالإضافة إلى كونها ميناء بحريا تدخل منه جل المواشي التي ترد إلى المملكة.
كل هذه العوامل وأكثرمن ذلك ، هي مانبهت (حمى الوادي المتصدع) لأن يشد رحاله نحو جازان وما جاورها!!.
إلا أن السبب الرئيس في قدومه وظهوره هو عدم التصدي له من قبل الجهات المعنية والمكلفة بتلك المهمة.
فلقد تضافرت الجهود (سلبا) لتوفير مناخ ملائم لقدوم الوباء،أهمها: تلك النفايات التي تنتشر في جل مدن وقرى وهجر جازان، دون أن تجد أية خطوات لإزالتها من قبل البلديات التي لا تفي ولا تغطي الحاجة الكبيرة في المنطقة لخدماتها، وهذا ما أقر به معالي وزير البلديات الذي كان صريحا وجريئا في الكشف عن القصور والإهمال في الأداء البلدي للوزارة ليس في جازان وحدها بل في كثير من مناطق المملكة الأخرى وإن كانت جازان أكثرها، فهذا النقص في عدد البلديات والمجمعات القروية علاوة على النقص البشري والمادي جعل من مقاومة انتشار القاذورات أمرا صعبا للغاية مما أوجد أرضا خصبة لانتشار الأوبئة.
وتأتي عوامل أخرى تتعلق بوزارة الزراعة والمياه تتمثل في عدم انتظام الرش للمواقع الموبوءة أو المهيأة لتكاثر البعوض إما بسبب ضعف الامكانات البشرية والمادية أو الأجهزة بسبب تقصير تلك الجهات في أداء الواجبات المناطة بها.
عامل آخر يتعلق بوزارة الصحة نستطيع أن نتحدث عنه إجمالا بأنه يشمل كل الجوانب الصحية السيئة التي تعيشها المنطقة بدون استثناء في أي جانب، فوزارة الصحة وخدماتها شبه مغيبة عن المنطقة بل إن أداء وزارة الصحة لا يرضي الكثير في شتى مناطق المملكة وهذا اعتراف وزارة الصحة ذاتها من خلال عبارتها الشهيرة التي يرددها أحد المسؤولين بها عند الكتابة أو التعقيب وهي (نشكو حالنا لله فوزارة الصحة قد كثر شاكوها وقل شاكروها)، فوزارة الصحة وبكل أمانة وصراحة تحتاج إلى وقفة جادة من قبل المسؤولين على مختلف المستويات، فأول المصالح التي تتعلق بالإنسان تقوم على المحافظة على حياة الفرد وصحته ثم أمنه وكرامته.
عامل آخر: وهو تعرض المواطنين للسعات البعوض بشكل دائم بسبب عدم توفر الكهرباء التي تؤمن لهم النوم الصحي تحت المكيفات، مما يدفعهم للنوم في ساحات بيوتهم وعرصاتها وصالاتها وتحت الأشجار في المنازل، فكثير من مناطق جازان وأخص منها الجزء الشرقي وبما نسبته تقرب من 70% من ذلك الجزء لا تتوفر به الكهرباء.
ومن العوامل الأخرى يأتي عامل انعدام الوعي بين المواطنين عن الأخطار التي تحيط بهم من تعرضهم للبعوض وتعاملهم مع كثير من الحيوانات بشكل غير صحي ولورودهم على المستنقعات والغوص أو السباحة فيها أو حتى الشرب منها، وكان على الجهات المعنية في المنطقة وضع آلية محددة على مدار العام لتوعية المواطنين بتلك الأخطار عن طريق المدارس وجميع الدوائروالأجهزة الحكومية علاوة على مشائخ القبائل وسواهم.
ويأتي عامل آخر يتعلق بشرب المياه الملوثة من الأودية والآبار أو ماشابهها، وهذا يأتي بسبب انعدام المياه الصحية المحلاة في المنطقة، على الرغم من وجود محطة لتحلية المياه بالمنطقة آثرت المؤسسة العامة لتحلية المياه توجيه مياهها إلى منطقة عسير البعيدة، عوض أن تبدأ بعمل شبكة للمياه في جازان القريبة أولا.
ويأتي العامل الأخير وهو الأهم من بين كل العوامل التي ذكرتها، ويتمثل في القصور الإداري لمتابعة ومراقبة عمل كافة الجهات الإدارية بالمنطقة سواء أكان ذلك من قبل الوزارات والمصالح الحكومية التي كان يجب عليها متابعة أعمال فروعها ومراقبتها والنظر في حسن سير أعمال تلك الفروع من عدمه في شتى مناطق المملكة، أو ممن تقع عليه المهمة الكبرى في تلك المتابعة وهي إدارة المنطقة المتمثلة في أمارة جازان التي لم تتخذ من الخطوات ما يؤكد متابعتها لأداء تلك الجهات على مدى الأعوام السابقة، فكانت أعمال تلك الجهات تزداد سوءا يوما بعد يوم حتى وصل الحال إلى ما هو عليه اليوم، إذ جلب وباء فتاكا للبلاد والعباد.
ولنكون صادقين مع أنفسنا ونقر بأن محاربة هذا الوباء يجب أن تأتي وقبل كل شىء محاربة أسبابه التي ذكرت جزءا يسيرا منها.
حمانا الله وإياكم من كل مكروه، ونعزي أنفسنا في ضحايا (حمى الوادي المتصدع) وندعو لهم بالرحمة.
والله ولي التوفيق،،،،،
محمد مكلبش شراحيلي
ص ,ب 66092 الرياض 11576 فاكس 4775488 01

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved