أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th September,2000العدد:10227الطبعةالاولـيالخميس 1 ,رجب 1421

الريـاضيـة

سامحونا
الفرق بيننا وبينهم!
أحمد العلولا
في المباريات التنافسية,, سواء كانت جماعية ام فردية,, تلك التي نتابعها من دورة الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في سيدني وبصرف النظر عن المستويات الفنية والتي تجمع بين المتعة والاثارة والجاذبية او تحطيم الارقام والالقاب ومن ثم التوشح بالذهب او اخواتها!!
وكل ما انصرم يوم من ايام الدورة وعربنا يقفون ويتفرجون يشاهدون اكثر من 200 ميدالية تذهب للآخرين باستثنار 3 ميداليات برونزية جاءت على استحياء,, وكأنها تدخل عبر باب جبر الخواطر,, ومع هذا نقول عذراً,, ولعلها ستكون,, اول الغيث لتهطل الميداليات مدراراً ان لم يكن في هذا الاولمبياد,, ففي الاولمبياد القادم,, او مابعده,, فلماذا نستعجل النتائج,, ونحن نريدها دسمة جدا فهذا يتطلب طبخها على نار هادئة,, وأي نار تلك؟
,, حينما كنت اتلاعب بجهاز تغيير القنوات الفضائية,, توقفت دقائق عبر قناة خليجية كانت تقوم ببث مباشر لمباراة كرة قدم بين فريقين من دولتين في مجلس التعاون الخليجي على مستوى الناشئين,.
ممن نطلق عليهم مسمى القاعدة والارضية الصلبة,, نواة فرق المستقبل والامل المنشود,.
قلت في نفسي,, لن اخسر شيئا,, لكن ليطمئن قلبي على نجوم الغد!
يبدو انني وصلت متأخراً للغاية,, فالمباراة في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع الذي احتسبه حكم المباراة، وما ان اطلق صافرة النهاية بفوز احدهما حتى اندفع بعض لاعبي الفريق المهزوم تجاه الحكم,, واحسب ان عُمره يضعه في مكانة والد احد هؤلاء الصبية المشاغبين,, اي تقدير واحترام يكنه مراهق دون سن السادسة عشرة بحق من هم اكبر سنا؟
,, لماذا هذا السلوك العدواني الذي يدفع بالبعض لتلك الممارسات الخاطئة ويبرر خسارته مباراة بسوء التحكيم مثلا؟
هل هذا هو شعور بالاخفاق والفشل من جانبه ل يعلق اخطاءة على الآخرين ويؤكد لذاته والمحيطين به انه لم يكن سبباً,, وانما كانت عوامل خارجة وكان الحكم احد تلك العوامل!؟
هذه مشكلة تربوية في المقام الاول ولعل من ابرز مسبباتها نشأته في مجتمع استمر عادة مزمنة,, تتمثل بتوجيه النظر للحكم,, فهو الشماعة والمشجب عند تعرض الفريق للهزيمة!!
إذ انه اصبح من المستحيل تفنيد اسباب الخسارة بمنتهى الواقعية وهذا المراهق لايتحمل المسؤولية بمفرده,, فهناك تجد الرئيس او اداري الفريق ممن تجاوز سن الخمسين,, وقد اتجه على طول مبرمج يردد اسطوانة جاهلية الحكم ضدنا وتعمد خسارتنا! وربما يمارس امام النشء سلوكيات عنترية باليد او اللسان او كليهما.
إذن ماذا سنتوقع او ننتظر من جيل الغد,, وأمل المستقبل,, وأي آمال وطموحات نزرعها ونترقب النتائج المشرفة في اولمبياد قادم,, ولا في الاحلام!!
الرياضة اليوم,, ليست طقها والحقها فهي تربية وتعليم,, اخلاق,, إنضباط في السلوكيات,, إتزان,, إحترام متبادل,, تقدير للآخرين,, ثقة لاتشكيك وتبادل اتهامات سخيفة جداً تدعو العقلاء لكراهية رياضة من هذا النوع!!
شاهد الجميع ويشاهد منافسات اولمبياد سيدني,, هناك مبادئ ثابتة سلوكية لاتتغير على اللاعب الالتزام بها,, تبدأ المباراة بسلام وقبلات وحين ما تنتهي,, فإن النتيجة قد اعتمدت ولا يمكن تغييرها بالتطاول على حكم مثلاً,, او ملاحقته في محاولة للاعتداء عليه بالضرب,, لكماً ورفساً.
يتصرف الفريقان بحضارية راقية الفائز والخاسر,, يتصافح اللاعبون معاً ويتقدمان بالتحية للحكام!! ومن ثم الجمهور!
هذه هي الرياضة التي ننشدها جميعا,, اما في مباراة الناشئين على الارض الخليجية خليجنا واحد,, والاسرة الواحدة فإن الذي شاهدته وهذا مشهد غير حضاري هو اندفاع فرقة عسكرية من مكافحة الشغب الى ارض الملعب لحماية الحكم من عبث الصغار,, عندها قلت,, ياخسارة,, واأسفاه على تربية بهذا المستوى,, سامحونا!!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved