|
| محليــات
المؤتمر الأول لتوعية الحجاج الذي افتتحه رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد في كوالالمبور في ماليزيا يوم أمس على درجة كبيرة من الأهمية، ولا تكمن هذه الأهمية بحجم المشاركة، حيث يشارك فيه اثنتان وخمسون دولة فحسب، ولا تكمن أيضا بحيوية وأهمية موضوع المؤتمر وما سيقدم فيه من أوراق أو أبحاث وما سينشأ عنه من توصيات أو اقتراحات أو برامج عمل فحسب، بل أيضا وإلى جانب ذلك كلِّه تكمن أهميته في أن يعرف الجميع حجم الأعباء الملقاة على عاتق الأجهزة التنفيذية السعودية المسئولة عن الحج، وفي الوقت نفسه ضرورة المشاركة الفعّالة من قبل الإخوة المسئولين في العالم الإسلامي في توعية حجاجهم وتبصيرهم بالنظم والقواعد وشروط الأمن والسلامة والرعاية الصحية المتبعة في المملكة، لكي يتمكن الجميع من أداء ركن من أركان الإسلام بيسر وسهولة وطمأنينة.
والمملكة تشرّفت بخدمة الحرمين الشريفين، وتشرّفت بخدمة الإسلام والمسلمين ولذلك وفرت لهم في كل أنحاء المعمورة السبل الكفيلة بأداء فريضة الحج أو العمرة أو الزيارة، ولم توظِّف المناسبة لاستغلال تجاري، بل تنفق من خزينتها العامة مليارات لتوفير خدمات صحية وأمنية وإرشادية ومرافق تجعل الحركة سهلة ومتيسرة، بل تستنفر كافة أجهزتها التنفيذية قبل الحج وأثناءه وبعده من أجل سلامة الحجاج ورعايتهم، وهي تؤدي ذلك بإحساس المستشعر لأهمية الرسالة وحجم المسئولية والواجب الديني، وتحتسب ذلك كلَّه عند الله, والحجاج يأتون من دول في العالم الإسلامي تختلف ظروفها الاقتصادية، فهناك دول ترتفع فيها معدلات الفقر ومعدلات الأمية، وتنتشر فيها الأمراض وتكاد تنعدم فيها الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية، وهناك دول حالها أفضل بكثير ولكنها لا تعطي توعية الحجاج الاهتمام الكافي، وفي موسم كموسم الحج حيث يشارك فيه مئات الآلاف من الحجاج من خلفيات ثقافية واقتصادية مختلفة هناك ضرورة ماسة لمؤتمر يبحث مشكلات التوعية للحجاج ويضع الجميع أمام مسئولياتهم.
وفي ضوء ما سبق فإننا نتطلع إلى برنامج إرشاد وتوعية يشارك فيه الجميع وتتحمل كل دولة العبء الأكبر فيما يخص توعية مواطنيها الحجاج، فالصحة صحة الجميع، والسلامة سلامة للحجاج، والأمن يوفر أفضل الظروف لأداء المناسك بلا تعطيل، ولذلك كلِّه نستشعر الأهمية الخاصة للمؤتمر الأول لتوعية الحجاج، ونتطلع إلى نتائجه كواقع ووقائع عملية في السنين القادمة.
الجزيرة
|
|
|
|
|
