أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd October,2000العدد:10231الطبعةالاولـيالأثنين 5 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

جيوب مأسورة,, بقيود الفاتورة
آه أيها الراتب المغلوب على أمره!
عزيزتي الجزيرة:
عفواً,, هي مجرد قراءة عابرة في ملامح الوجوم,, استطلاع حول هموم الانفاق وضغط المصاريف,, وركض الايام,, أو لتقُل استحضار واعٍ لنقاشٍ ثائرٍ متكرر يظهر مع اقبال فواتير متنوعة بين رسوم اشتراك,, وقيمة استهلاك، ومقابل خدمة,.
تزحف تلك الفواتير بدون استحياء عبر قدوم شهري أو دوري محدثة ألما وضيقا وتذمرا للحناجر المبحوحة من نداء الاستجداء,, وبخاصة مع اسراف المشترك وعدم قدرته على تحجيم الاستعمال أو ضبط الاستخدام وكبح جماح الرغبة في امتطاء الخدمة.
حقا إنها فواتير تتحول إلى مسامير تهجم على راتبك, تمسك بتلابيب دخلك الشهري لتستحوذ على الجزء الاكبر منه! وتعطل قنوات أولى بالانفاق.
تأتي تلك الفواتير كزائر ثقيل يجيء تماما في الموعد المعتاد ولا يكاد ينسى حضوره المدجج بالمبالغ المعروفة ,, فواتير جامحة جموح المشترك لا ينفع معها أسلوب ترشيد أو محاولة تمديد,, ولن يجدي سوى التسديد,, آه من جيوب مأسورة بقيود الفاتورة! وليكن الاستهلال بالهاتف فلطالما ثار النقاش الحاد بين المشتركين في هذه الخدمة الذين كثيرا ما وجهوا انتقاداتهم وملاحظاتهم لشركة الاتصالات وبخاصة في قسوة التسعيرة وعدم ثباتها ونزوعها لتغيير مستمر متماوج أربك المشترك وجعله غير قادر على استيعاب أبعاد القيمة أو معرفة حدود التسعيرة او مجاراة حركة التغيير!
حتى تخفيض رسوم تأسيس الجوال خدم الشركة اكثر من المشتركين فهي المستفيدة من اشتراك اكبر عدد ممكن.
إن انبهار البعض بأنماط الخدمة الهاتفية جعلهم يندفعون في استعمالها والاستغراق في فضائها,, والنتيجة فاتورة مثقلة بالارقام ,, وتلك ممارسة موغلة في الاجحاف تجعلنا نمعن في استخدام الهاتف عبر ثرثرة متواصلة تزرع الاحاديث هنا وهناك بطريقة تنأى عن إطار الاتزان وتمزق خيوط الحكمة,, وليس ثمة اعتدال او اختزال,, ومع ذلك مازال المشترك يأمل بتجاوب الشركة التي كثيرا ما تلوذ بالصمت لتخفف حدة التسعيرة وثقل الرسوم,, وهي مطالبة حتما بقراءة هموم المشتركين وتسجيل ملاحظاتهم والنظر في اقتراحاتهم لتمارس دوراً في تنوير المشتركين وتوعيتهم بأهمية الترشيد، وجميل أن ينخفض مبلغ الفاتورة ولن يتم ذلك إلا بتجاوب الاثنين الشركة والمشترك,, لأن ما نراه ونسمعه من قيمة الفواتير أمر مؤلم حقيقة,, تتحول عنده الفاتورة إلى أزمة أو ضائقة لأناس متوسطي الدخل.
ولو التفتنا إلى فواتير الكهرباء لوجدناها بدأت تنافس الاتصالات عبر سباق مثير ينهك جيوب المشتركين,, وقد ظهرت ملامح التغير في افق الكهرباء من خلال حضور شهري لفواتيرها وارتفاع في درجة المبالغ لتأخذ نصيبها المعلوم من الراتب المغلوب على امره الذي لم يزل يدور في فلك الفواتير وبقدر ما نؤكد على ضرورة الترشيد والمحافظة على الخدمات من الاهدار والتبديد نرفع اصواتنا لشركة الاتصالات، وشركة الكهرباء بأن تنظر للمشترك بعين الرحمة بمراعاة التسعيرة من جهة والاسهام بتوعيته من جهة أخرى حتى لا يقع فريسة سهلة لسوء الاستخدام,, ومازالت العلاقة متوترة بين الشركتين والمشترك وجميل ان تزول الحواجز ليقف المواطن أمام أية خدمة مدركا رسومها وتكاليف استعمالها وقيمة الاستهلاك فليس من الانصاف ان تكون الشركة منعزلة عن فضاء المشترك باعتباره محور الخدمة والمساعد على نجاحها,, لاننا لا نريد ان يستحيل المرتب إلى وتر تعزف عليه الفواتير الحان الشكوى والتذمر,, وهو عزف حزين لا يحمل رائحة للوجدان أو لونا للمشاعر.
محمد بن عبدالعزيز الموسى
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved