أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 4th October,2000العدد:10233الطبعةالاولـيالاربعاء 7 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

لو تمثلت الفصحى رجلاً لحاكمت علماءها!!
عزيزتي الجزيرة:
إن ما يحكيه الواقع عبر مرور الأزمان وامتداد التاريخ هو أن تطور أي أمة من الأمم لا يكون إلا بقدر تمسكها بلغتها، وبقدر تطويرها للغة حتى تواكب تقلبات ثقافات العصر.
فلنبتعد قليلاً عن العصبية الإقليمية ، ولنأخذ مثالاً على ما قلنا في عصرنا الحالي: اللغة الإنجليزية، فالناطقون بهذه اللغة تمسكوا بلغتهم ولم يصرفوا النظر عنها إلى غيرها، فمن حروفها شكلوا مسميات لمخترعاتهم ومن كلماتها ألّفوا ونشروا,, حتى أصبحت هذه اللغة تسود أكثر من نصف العالم وأصبح من الواجب على كل شخص يريد الذهاب إلى تلك البلاد الغربية أن يكون ملماً بشيء من هذه اللغة، بل زاد الأمر إلى أن وصل إلى بعض البلاد العربية؛ فالذي لا يتكلم بالإنجليزية يصعب عليه التعامل في هذه المناطق.
أما نحن بنو يعرب فلقد فضلنا تلك اللغة الأجنبية على لغتنا، ولم نحاول إيجاد أسماء للمخترعات العصرية من صميم لغتنا، وحاولنا التخلي عنها ظناً منا أن في ذلك تطوراً وتقدماً.
فبدأت اللغة العربية تضعف شيئاً فشيئاً ونحن ننظر إليها وكأننا مكتوفو الأيدي.
وإني أخال أنه لو تمثلت اللغة العربية رجلاً لحاكمت علماءها من بعد سيبويه والزمخشري على إجحافهم بحقها، فهؤلاء العلماء كان همُّ الواحد منهم الانتصار للذات فقط، ولم يكن هاجس الكثير منهم الحفاظ على قواعد اللغة، والشاهد على قولنا هو أنك تجد في أغلب المسائل النحوية والصرفية خلافاً بين هؤلاء العلماء وشذوذاً وتقديراً،,, إلخ.
أضف إلى ذلك حث الخلفاء في أواخر الدولة الأموية مروراً بالدولة العباسية على التأليف والنشر ودعمهم لذلك.
فانكب هؤلاء العلماء على التأليف ولو على حساب نقض آراء الآخرين.
ثم إن بعضهم سلك طريق الرجم بالغيب، وإلا فمن أخبرهم بأن المقصود بعمر هو في الأصلعامر مع أن هناك في العربيةعمر وعامر وهذه كلها اجتهادات لا أساس لها من الصحة.
دعنا من كل هذا ولننظر إلى طريقة تدريس اللغة العربية اليوم، هذه الطريقة العقيمة التي اهتمت بالجانب التنظيري، وأهملت الجانب التطبيقي، فتجد خريج الجامعة من كلية اللغة العربية لا يستطيع التحدث باللغة العربية الفصحى بطلاقة ولو لعدة دقائق.
ثم تجد بعضهم لا يستطيع إعراب بعض الجمل، بل إن بعضهم لا يتقن الإملاء والقراءة، وهو متخصص باللغة، وسوف يقوم بتدريسها للأجيال فعلى من تقع المسؤولية,,؟!
فلو أخذنا مثالاً: طريق تدريس النحو في الجامعة نجد أن جل التركيز على الخلافات الواقعة بين العلماء وعلى رأي النحوي فلان وغيره، هذه الخلافات التي تدعو إلى التنفير من النحو، أضف إلى ذلك أنك لو أردت التحدث بها أمام الطلبة في التعليم العام لعدوا ذلك ضرباً من الهراء، وباباً من أبواب إضاعة الوقت في شيء لا فائدة منه.
وقس ذلك على الأدب والصرف وغيرهما من المواد.
فلو كان التركيز على موادٍ ومواضيع أساسية وتركت هذه الخلافات للدراسات العليا، كان في رأيي أجدر بدلاً من هذا الغوص في أمور قد لا تفيد دارس اللغة ومدرسها.
هذا,, وفوق كل ذي علمٍ عليم.
مسلم عقيل المسطح
ناصر زيد المعاشي
جامعة الإمام لغة عربية بالقصيم

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved