أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 4th October,2000العدد:10233الطبعةالاولـيالاربعاء 7 ,رجب 1421

الريـاضيـة

بعد الخروج من العناية المركزة
الرياضة العربية تطلبكم الحل (1 4)
د, خالد بن عبدالله الباحوث
أشادت الصحف العالمية الصادرة أمس الأول بأولمبياد سيدني وبالمستوى العالي من درجة التنظيم وصوره الجمالية منذ انطلاقة الدورة وحتى آخر لحظة في حفل اختتامها.
ومن أجل ما كتب عن هذا الحدث هو ما فعلته إحدى أكبر الصحف الإنجليزية وأوسعها انتشاراً عندما كتبت بخط عريض وكبير جداً The Winner is Sydney أو الفايز في سيدني.
وأتت أقوى الشهادات وأكثرها إيقاعا من لدن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السيد خوان انطونيو سامارانش والذي أصر على ان دورة الألعاب الأولمبية السابعة والعشرين في سيدني بأنها الدورة الأفضل في التاريخ,, ولا يمكن ان يكون هناك أفضل من ذلك وخاطب الاستراليين بقوله أنا فخور وسعيد لأقول لكم أنكم قدمتم إلى العالم أفضل ألعاب أولمبية في كل الأزمنة وبما ان في كل مناسبة لابد من وجود رابح وخاسر فمن هم الرابحون,, بالطبع غير سيدني كمدينة والخاسرون؟
لقد كان على قائمة الفائزين بالرصيد الأعلى من الميداليات الأولمبية وخاصة الذهبية منها الولايات المتحدة الأمريكية برصيد 97 ميدالية 39 منها ذهبية و25 فضية تليها روسيا بمجموع عام قدره 88 ميدالية 32 منها ذهبية و 28 فضية ثم الصين بمجموع قدره 59 ميدالية أولمبية 28 منها ذهبية و 16 فضية ثم استراليا بمجموع قدره 58 ميدالية 16 منها ذهبية و 25 فضية.
هكذا تم رصد النتيجة النهائية للأربع دول ذات الصدارة في تلك الدورة.
واستمرت قائمة الدول الرابحة بالذهب حتى الترتيب الخمسين والواحد والخمسين بالقائمة وكان من نصيب كولومبيا بلد الساندتيسيا وعصابات الحروب ومافيا المخدرات وموزمبيق البلد المشهور عالمياً,,,!!
على التوالي ويجب الا ننسى حصول بعض الدول المشهورة والمعروفة دولياً ككوبا وإثيوبيا وبلاروس وليتوانيا وأذربيجان وسلوفينيا واندونيسا وازبكستان ولاتفيا وباهاماس واستونيا وغيرها بكم وافر من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.
أما عند الحديث عن الخاسرين فإن من أبرزهم العرب وكالعادة بالطبع.
وللمعلومية فإن الألعاب الأولمبية تعتبر من أفضل أنواع الفحوصات والكشوفات الشاملة والتي أثبتت فعاليتها ومصداقيتها,
وكنا قد كتبنا في عام 1992 وأثناء فعاليات برشلونة موضوعا بعنوان الرياضة العربية تعاني من عوارض صحية طارئة ثم كتبنا في عام 1996 وبعد نهاية أولمبياد أتلانتا اكتشفنا وكتبنا وأعلنا بان الرياضة العربية وبعد الفحوصات الأولمبية الشاملة دخلت العناية المركزة وان أهم الاعراض التي عانت منها كانت اخفاقا شديدا في القلب ورعشة دائمة وقلة شهية وعدم القدرة على الوقوف ولمجاراة الآخرين وضعف حالة الطبيب المداوي , فالمدارس العربية وهي الرئة لم تقم ولو بجزء من واجبها نحو رفع مستوى الرياضة المدرسية المتدني, والأندية الرياضية العربية (وهي القلب) ما زالت محلك سر, والحالة السياسية المضطربة باستمرار تجعل الرياضة العربية دائمة الرعشة وعدم الاستقرار.
وشهية الشباب العربي للإقبال على الرياضة وعلى جرعات التدريب الرياضي المطلوب انعدمت وقلت وبها أصبحت الرياضة العربية لا تقدر على الوقوف في المحافل الدولية.
ومما زاد الحالة المتردية ترديا، أو كما يقولون زاد الطين بلة، هو ضعف الطبيب المداوي وقلة حيلته,
فغالبية القائمين على شؤون الرياضة العربية هم من نسميهم خبراء الستينيات والسبعينيات الميلادية والذين انتهى تاريخهم وانتهت صلاحيتهم, فنحن العرب الوحيدين الذين ما زلنا نعاني ونتحمل مساوئ وأخطاء هؤلاء الخبراء ,,, !!
والذين وعلى الرغم من أن الزمان قد جاوزهم بعيدا إلا أن مستقبل الرياضة العربية ما زال في أيديهم وما زالت وزارات وإدارات واتحادات ولجان الرياضة العربية تزدحم بهم, فالتخطيط الرياضي غرق دمعاً من شدة البكاء على حالة هؤلاء الخبراء الذين أكل وشرب عليهم دهرهم.
وفي هذه الأيام وبعد انتهاء فعاليات أولمبياد سيدني تم الإعلان عن وفاة بيوت الرياضة العربية في غرفة العناية المركزة,
إنا لله وإنا إليه راجعون وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
والمصيبة الكبرى تتجسد في أن كثيرا من الخبراء مثلهم كمثل المرأة المتعلقة كثيرا بوليدها وفجأة يرحل إلى الدار الآخرة لا يصدقون بوفاة الرياضة العرببية.
وغالبا ما يعانون من حالة هيستيرية يظنون بها ان الرياضة ما زالت امامهم تأكل وتشرب معهم ولا يمكن أن ترحل مثلهم مثل المرأة المسكينة والتي ما زالت تنتظر قرع الباب لرجوع ضناها الغالي الذي رحل لملاقاة ربه وفي الحقيقة فإن هذه الأعراض قد لا تكون مرضية جسدية أو وراثية وإنما أحد أعراض الأمراض الثقافية المستعصية لدى العقلية العربية.
فالعرب كما ذكرنا من قبل وكما ذكر اليهودي سيء الذكر موشى ديان بأنهم ينهزمون في حروبهم الواحدة تلو الأخرى لأنهم لا يستفيدون من التجارب السابقة ومن اخفاقاتهم مباشرة وإنما يهمهم تلميع صورتهم وتضخيمها ونفخها مؤقتا ولفوائد آنية حتى لو كان ذلك على حساب المستقبل المنتظر والغد المشرق.
فهزيمة سنة 67 لم تكن في مفردات الخطاب الإعلامي هزيمة العربي وإنما انتكاسة.
وأم المعارك ما زالت حية قائمة في ثقافة بعض العرب بل إن إذاعة أم المعارك ما زالت تبث برامجها مع إدارة أسماء الصيدليات المناوبة والخدمات العامة في ذلك البلد الجار والذي وبسبب غزوه تم تدمير البلد الغازي بصورة شبه كاملة ولم يستوعب الدرس أو لعلهم لا يريدون أن يستوعبوه.
على أية حالة نعود لدورة سيدني فالإعلام العربي أخذ بترديد مفاهيم كإخفاق بدلا من فشل وعدم نجاح بدلا من الخسارة وما إلى ذلك من مصطلحات قد يقصد منها تقليل وقع الفشل وهو الشيء الذي لا يخدم المصلحة العامة من خلال التقليل من الآثار والنتائج الأمر الذي قد لا يساعد كثيرا على تدارك المشكلة والسعي الحثيث لحلها من جذورها.
Kbahouth @ Yahoo. com
ص,ب: 559 الرياض: 11342


أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved