أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th October,2000العدد:10237الطبعةالاولـيالأحد 11 ,رجب 1421

مقـالات

بوح
القطيعة
ابراهيم الناصر الحميدان
هذا الزمن بمفاهيمه وأطواره جعلنا نكاد أن نجهل الطريق السوي فالعلاقات النقية التي كانت سائدة إلى سنوات قليلة أصبحت مشبوهة ملوثة مثل تلوث أجوائنا, والمحبة الصافية الصادقة أصبحت مجرد ذكريات نسمع عنها ولا نراها, والخصومة تحولت إلى فخر واعتزاز وليس عملاً شائناً يتبرأ منه الإنسان العاقل, ولا أدري ما هي نهاية مثل هذه العلاقات المهزوزة والنفق الذي سوف تصل إليه، إنما يخيل إلي بأن اقفال الأبواب على المنازل ونكران واجب الجيران أو حقهم الذي أوصى عليه الرسول الأعظم سوف لن يكون كافياً إنما القطيعة سوف تمتد إلى أصحاب المهنة الواحدة والتجارة الواحدة بل وحتى الدراسة الواحدة وهو وضع لا يبشر بالخير نحن الذين كنا ندعو إلى وحدة عربية وتلاحم مصيري,, إلى غيرها من الأحلام التي ابتعدت مسافاتها وأصبحت في خبر كان, ففي البيت الواحد,, والأسوار التي تجمع عدة منازل يثور الخلاف ولا يتوقف إلا عند تخوم القطيعة, وكأنما الحوار أصبح بين طرشان لا يفقهون سوى لغة الإشارة, والجملة لم تعد توحي بما تحمله من معنى وهو ما يعني المزيد من الغور في ثقافة الجاهلية البغيضة, إذ كان السيف والخنجر هما لغة التفاهم، والحياة لم يكن لها من معنى إنما تساوت مع الموت في خندق واحد, ولقد قدر لي أن أدخل إلى أحد مراكز الشرطة لتصديق بعض الأوراق فاستوقفني شجار حاد يدور بين شيخين تجاوزا الستين عاماً يتناول اتهامات بين الرجلين وقد ابيضّ رأسيهما ووجهيهما, وكان الضابط الشاب يحاول تهدئتهما موضحاً لهما أن الخطأ مشترك وأن المشكلة في عدم وجود لغة تفاهم تسود مجلسهما ونظرتهما للأمور, فإذا كان شيوخنا وهم القدوة لما يفترض لجيل الشباب وقد عركتهما السنوات والتجارب، لا يجدان انسجاماً فما هو حال الشباب في مثل هذا المجتمع البائس، إنها والله مصيبة كبيرة ينطوي عليها خطر العزلة لا التعاون، والبغضاء لا المحبة، فاتقوا الله في تصرفاتكم يا كبار القوم وانظروا إلى الحياة والدنيا بمنظار أبيض ولا تودعوها وخلفكم أرتال المشكلات التي سوف تواجه أبناءكم وتعمل على تعميق الخلافات التي لا فائدة منها، بل قد تؤدي إلى تردي أفراد المجتمع الواحد في هذه الأمور التي يكون أساسها المشكلات المادية في الغالب وتذكروا بأنه لن يأخذ أي منكم ما يملكه من ثروة بعد مغادرة الدنيا، إنما ستبقى الأعمال والذكرى الحسنة وليس حجم الثروة ومقدار المال، وهذه نصيحة قد تنفع المؤمنين.
للمراسلة: ص,ب, 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved