أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th October,2000العدد:10237الطبعةالاولـيالأحد 11 ,رجب 1421

المجتمـع

المدرسون أكثر رحمة ولطفاً منهن
معلمات يصرخن بقسوة وجوه طالباتهن
التوبيخ بدون شفقة وحالات إغماء للطالبات
* تحقيق: هيا عبدالله السويد
آه ياربي معلمتي تصرخ في وجهي,,!! كلمة مازالت تصهر نفوس طالباتنا حينما يحضرن من المدرسة وهن ممسكات برؤوسهن وكأن هموم العالم مقيدة أمام مستقبلهن، حينما نلاحظهن وهن يتحدثن بينهن وبين أنفسهن عبارات تحز في النفس كأنها تقتل شخصيتهن وتنفيها من الوجود، وما كان علينا سوى أن نطبطب عليهن ونسمع ما يقلن حول ذلك,, لكن كيف جادت المعلمة لها قريحتها التربوية لتقدم على هذا التصرف رغم ما يسببه من أضرار سلبية، والحقيقة أن المعلمة حينما ترفع صوتها ليزداد ويتضارب في أركان الفصل لتشعر بنشوة قوتها على طالباتها ليرجع صدى صراخها إلى إذن الطالبة التي أمامها بين جمع من الطالبات اللاتي غشيهن الارتعاش حتى خيم عليهن التذمر وبات خوفهن هالة نفسية عميقة وتفاعلاً مرضياً وعضوياً يكبر كلما ازداد هذا التعرض النفسي من قبل بعض المعلمات,, والجزيرة قصدت بعض الطالبات وسألتهن حول ما يتعرضن له من اضطرابات نفسية حينما تصرخ المعلمة في وجههن وتعيرهن بألفاظ غير سوية والأمهات كذلك يخضن مع بناتهن مشاكل المعلمة وبالمقابل سألنا بعض المعلمات حينما وجه إليهن هذا الاتهام فهل يستطعن أن يخرجن من قفص الاتهام ؟ فإلى تفاصيل هذه القضية,.
اتهام باطل
في البداية تحدثت سمر عبدالله السعد طالبة في المرحلة الثانوية فقالت لابد أن أشيد بالجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة التي هيأت لنا كل سبل العيش الرغيد إلى أن اصبحت كل منطقة بها مدرسة، لكنني هنا لن أتحدث فقط عن أسلوب معلماتنا اللاتي اعتدن على الصراخ والاستهزاء الذي يجعل السامع يخجل مما يسمع لكنني لا أحبذ أن أقول ما يقلن ومهما تحدثن وقلن لهن عن تصرفاتهن قدمن لنا أطباقاً وأكواماً من الكلمات الجارحة التي تجعلنا نطأطىء رؤوسنا رغما عنا,,، لا أريد أن أدخل في التفاصيل لكنني سأقول لجميع المعلمات اللاتي يتبعن هذا النهج السلبي قفن ولا تقدمن كثيرا لأنكن ستسحقن أنفسكن في يوم من الأيام,, اما حديثي الخاص هنا عن المشرفة الاجتماعية التي كنا نعتقد أنها هي المأوى لهمومنا لكنها كانت عكس ذلك بالفعل وأستغرب حقا كيف استقرت في هذا الكرسي وهي بهذا الأسلوب، المهم في الأمر أنني ذات يوم طلبتني المشرفة ولا أعلم ماذا تريد؟ وذهبت إليها وحينما دخلت غرفتها كانت تتحدث في الهاتف وقلت لها إنك طلبت مقابلتي، فقالت المشرفة ووجهها يفيض رعبا وبصوتها العالي وهي تصرخ بوجهي هل أنا متفرغة لك الآن؟!
فبلعت عبراتي وحزني وذهبت إلى أدراجي وبعد أيام طلبتني وحينما دخلت غرفتها قالت لي مرة أخرى: اخرجي خارج الغرفة وإذا أردتك ناديتك، فخرجت ووقفت قرب الباب وبعدما هدأت نادت علي فدخلت، فقالت لي: ما هذا التصرف يا طالبة من اي جنس أنت؟ هل أنت مريضة؟ نفسية، هل تعلمين السبب لأنني كنت أقوم برسم دفاتري وأنسقها وكان دفتر مادة علم النفس مليئاً برسومات مناسبة لكل موضوع نأخذه، هذا هو سبب اتهامها لي رأت تلك الرسومات واعتقدت أنني مريضة نفسية,.
هل يعقل ذلك إذن؟ هل كل هؤلاء الفنانين التشكيليين والفنانات التشكيليات مريضون نفسياً اما ماذا!!؟؟
تركت المدرسة بسبب المعلمة
وقالت غادة السيف طالبة في المرحلة المتوسطة: في الحقيقة أن كل شخص له مستوى معين في درجة الاستجابة والقدرة والاستيعاب والفهم فما بالك حينما يصبح هذا الاستيعاب متفاوتاً في صفوف الطالبات,, في الحقيقة الاحظ بعض الطالبات متأخرات عن زميلاتهن في الصف، فهن دائما يواجهن مشكلة، والمعلمة لم تباه وتتجاهل هذا الاشكال لكنها دائما ترفض احترامها بأسلوبها السلبي الجارح وهذا بالفعل سبب الكثير من الخوف والإحباط والخجل لدى الطالبات، اذكر أنني ذات يوم بعدما شرحت المعلمة الدرس وانا في الحقيقة لم استوعب ذلك، لأن اللوم يقع على المعلمة حينما لا تعلم كيف تستطيع أن توجه أو تشرح المادة؟ أي أنها ليست كفؤة لحمل رسالة التعليم,, المهم في الأمر في نهاية الشرح سألت المعلمة عن الدرس فرفعت الطالبات أيديهن للجواب ووقعت عينها علي وشعرت أنها ستبدأ مرحلة الإهانة ودب في هاجسي الرعب، علماً أنني أعاني من مرض عضوي، المهم صرخت المعلمة وقالت: أنت أيتها الغبية والمرفوع عنك القلم,, فبدأت أشعر بربكة وخوف حتى أصبحت يداي ترتعشان فوقفت وأنا في أشد الرعب والإحباط الداخلي والمعلمة مازالت تنعتني بشدة بين صديقاتي,, حتى إنني لم أستطع الرؤية ولم أذكر ما حدث بعد ذلك لأنني سقطت وفقدت الوعي واستيقظت وأنا في غرفة المشرفة الاجتماعية والمعلمة إياها تقول: انظرن إليها هذا أسلوب الأغبياء! فلأنني لا أستطيع احتمال هذا الأسلوب، تركت المدرسة ليتم علاجي بارتياح وبالفعل كانت هذه المعلمة من أشد المعلمات المتعصبات والشديدات علينا لكن كيف لا يتقنن المسؤولون اختيار المعلمات الكفوءات؟؟.
ثم تحدثت ابتسام عبدالله إبراهيم طالبة في المرحلة المتوسطة فقالت مع بداية العام الجديد الذي أنا به معيدة للسنة التي لم يحالفني الحظ بالنجاح فيها وبطبيعة الحال في الأيام الأولى يتم توزيع الكتب على الطالبات تسلمنا الكتب بيدهما إلا أن كتابين لم نستلمهما فذهبت إلى مسؤولة المكتبة لأطلب منها الكتابين فصرخت في وجهي ورفضت إعطائي وفي اليوم الذي كنا بحاجة لهذا الكتاب في وقت الدرس سألت المعلمة عن عدم وجود كتابي فقلت لها ما حدث فصرخت هي الأخرى بزعمها أن لدي كتاباً منذ السنة الماضية والحقيقة ليس لدي لأنني نسيته في أيام الاختبارات العام الماضي وفي اليوم الثاني لم أجده وهنا يتم صحة ما أقول لكنها باتت تهزأ بي وتسخر من رسوبي وتخبر الطالبات الأخريات بشدة غبائي وتخلفي كما قالت المعلمة!,.
حضرت ابنتي من المدرسة وملابسها مبللة
ومن جانب ما تتعرض له الأم من مشاكل البنات مع المعلمات تحدثت معنا أم عبدالله البريدي فقالت: منذ أن التحقت ابنتي بالمدرسة وهي تعاني كثيرا من سوء تصرف بعض المعلمات اللاتي يفرقن بين الطالبات في أسلوب التعامل وابنتي الآن في الصف الخامس الابتدائي وهي تلاحظ تلك التفرقة والتحيز من قبل بعض المعلمات على الطالبات لكن في يوم ما بعدما حضرت المعلمة للفصل وكما هو المعتاد تأمر المعلمة إحدى الطالبات بالتفتيش والبحث عمن لم تقم بأداء واجبها المدرسي، فما كان من الطالبة إلا أن قالت لابنتي أن هذا الجواب غير صحيح مما جعل ابنتي لا تستطيع أن تستحمل اتهام الطالبة لها بأن الجواب خطأ فشعرت بالخوف من المعلمة ولعدم تفهم المعلمة للموقف صرخت في وجه ابنتي لسبب خاطئ لم ترتكبه وعاقبتها بالضرب على يديها، إن المشكلة تكمن في المعلمة حيث إنها اتكالية للغاية مع العلم أن بعض الطالبات بينهن وبين ابنتي خلاف ومشادات لذلك أصبحت ابنتي لا تستطيع التحدث لأن لسانها انعقد بسبب صراخ المعلمة في وجهها، فمهما كان السبب لا يجب على المعلمة الضرب أو الصراخ في الوجه أمام الطالبات لأن هذا سيقلل من قيمة الطالبة الموبخة ,, لكن للأسف الشديد أن هؤلاء المعلمات حينما تحضر أم الطالبة لتتحدث معها تنكر أنها ضربت أو صرخت كأنها تكذب ابنتي مع علمي أن ابنتي تقول الحقيقة وفي تمام صحتها لكنني اكتشفت أن اغلبية المعلمات يهربن من المواجهة، المهم أنني لاحظت ابنتي عندما حضرت من المدرسة غارقة في البكاء وملابسها مبللة لأنها من الخوف قد تبولت لا إراديا على نفسها، المهم أنني هدأت من روع ابنتي وعالجت الموضوع مع مديرة المدرسة وذهبت ابنتي للمدرسة بعدما كانت رافضة الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved