أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th October,2000العدد:10237الطبعةالاولـيالأحد 11 ,رجب 1421

محليــات

خاطرة
بيض يواجهون تفرقة عنصرية
أحمد بن حمد اليحيى
تتصف القرون الأخيرة فيما تتصف به الألفية الثانية المنصرمة بالحركات المناهضة للتفرقة العنصرية في مختلف بقاع الأرض, وكان أغلبها مكرساً للتعاطف مع حقوق السود في أوطانهم وحقهم في المساواة في العيش مع اخوانهم البيض, فتحرر العبيد في أمريكا ثم تحررت الشعوب السوداء من سيطرة الحكام البيض في أفريقيا، ونجحت التجمعات الأفريقية في اقامة حكوماتها من سنحة أبنائها وكان آخرها دول جنوب أفريقيا.
ولا يسعنا الآن ونحن المسلمين وقد تحقق العدل في المعاملة إلا أن نردد قول الله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) سورة الحجرات آية 13 , وهذا هو المبدأ الإلهي للمساواة بين الخلق، وقلنا وداعا للعنصرية وتحكم القوي على الضعيف باعتبار أن العنصر الأسود المقهور في أراضيه وأوطانه كان ضعيفا ومقهورا، فقلنا وداعا للعنصرية الى غير رجعة.
أما الآن وقد دلفت الألفية الثالثة بنغمة جديدة وربما بانتكاسة معاكسة للتمييز العنصري ولا سيما في ديار تلك البلاد التي تحررت من براثنها، رأينا الأقليات البيضاء في البلاد الأفريقية أصبحت تواجه التفرقة والتمييز العنصري من حكام تلك الدول الأفارقة الجدد، وبنفس الصورة التي كان السود يعانونها من البيض.
فهاهم مزارعون بيض ولدوا ونشأوا على أرض بعض الدول الأفريقية يواجهون حنقا شديدا وربما حقدا دفينا على امتلاكهم للأراضي الزراعية, وفي بعض المدن الأفريقية يواجه التجار من أصول عربية هجوماً شرساً على متاجرهم وممتلكاتهم من سلب ونهب, وهناك عرب وأجناس بيض آخرون يطردون من وظائفهم الرسمية في دولهم الأفريقية السوداء في وسط وغرب جنوب أفريقيا ولم يشفع لهذه الأقليات استيطانها القديم لتلك الأراضي الأفريقية ولا انتماؤها الوطني للأراضي الجديدة التي استقروا عليها.
إن هذه التصرفات لتحز في النفس كثيرا ويخشى أن تكون بوادر أولية لعودة التفرقة العنصرية بصورة معاكسة من جديد, ولذلك نتمنى على هيئة الأمم والمنظمات الحقوقية الدولية الأخرى أن تنتبه لهذه الظاهرة الجديدة من أجل معالجتها في مهدها قبل أن تستفحل وتخلق صراعات دولية أخرى لا سمح الله قد يصعب أو يتعذر حلها.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved