أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th October,2000العدد:10237الطبعةالاولـيالأحد 11 ,رجب 1421

العالم اليوم

أضواء
ملحمة أكتوبر,, تتجسد من جديد في صمود الانتفاضة
جاسر عبدالعزيز الجاسر
طبعاً لم يكن في خلد آرييل شارون أن تفجر عملية اقتحامه الفاشلة للمسجد الأقصى كل ما تحقق من ملحمة بطولية تدور رحاها الآن في فلسطين والتي امتدت الى جنوب لبنان,, والمؤهلة الى مناطق أخرى.
لم يكن في خلد شارون ولا باراك المتواطىء معه أن يكون غضب الفلسطينيين والعرب والمسلمين بمثل هذا المستوى، فرغم استشهاد العدد الكبير نسبيا من الشباب الفلسطيني تقترب قائمتهم من المائة شهيد، إلا أن الانتفاضة المباركة الجديدة قد زلزلت الأرض تحت أقدام اليهود، فأجبروا على التخلي عن أحد المواقع في نابلس حيث سلم الاسرائيليون موقع قبر النبي يوسف الذي كانوا يسعون الى أن يكون بؤرة استيطان تتوسع كما فعلوا في الخليل، وقد أجبرتهم الانتفاضة الحالية على اخلاء الموقع، كما أن تواصل الأعمال البطولية للشباب الفلسطيني سيعزز واقعا جديدا لابد وأن يكون لصالح الشعب الفلسطيني كالذي حققه الشعب اللبناني الذي طهر أرضه من الوجود الاسرائيلي ويطارد الاسرائيليين الآن فيما تبقى من أرض محتلة في مزارع شبعا.
لم يدر بخلد باراك المتواطىء مع شارون أن الفلسطينيين واللبنانيين والعرب جميعا يفعلوا كل هذا رغم أن توقيت عملية الاقتحام التي قام بها شارون تسبق ذكرى لا يمكن ان ينساها أي اسرائيلي، إذ إن عملية شارون الخسيسة التي تمت في يوم 29 سبتمبر أي تسبق ذكرى حرب أكتوبر المجيدة التي سطرها فيها العرب في السادس من أكتوبر أزهى انتصار على الجيش الاسرائيلي الذي كان يطلق عليه الجيش الذي لا يقهر، وفي ذلك اليوم 6/أكتوبر/ في عام 1973م فرَّ جنوده أمام الجنود المصريين الذين عبروا قناة السويس واجتازوا خط بارليف محققين انجازا عسكريا أصبح يدرس في الأكاديميات العسكرية، وكذلك فعل اشقاؤهم في الجبهة السورية، واذا كان دايان ومن بعده شيمون بيريز يقولون إن العرب لا يقرؤون، فإن الاسرائيليين أثبتوا بأن ذاكرتهم مخرومة وأنهم حتى وإن قرؤوا فإنهم لا يستوعبون الدروس,, فقد نسي شارون وباراك ما أذاقهم العرب في ستة أكتوبر ليكرروا أفعالهم المشينة.
نسي باراك وشارون أن عمتهم جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل خلال حرب أكتوبر قد كتبت في مجال الكتابة عن حرب الغفران حرب أكتوبر لا كتقرير عسكري بل ككارثة قريبة أو كابوس مروع قاسيت منه أنا نفسي وسوف يلازمني مدى الحياة .
وقد نسي باراك وشارون، أن أستاذهم في الاجرام موشي دايان قد كتب بعد انتصار العبور أن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وأن ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون، وأظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها وأدى كل ذلك الى تغير في عقلية الاسرائيليين !!.
كلام دايان الذي يقول أن العرب لا يقرؤون يوصم تلامذته بأنهم هم الذين لا يقرؤون,, وحتى لو قرؤوا لا يستوعبون,, ألم يقرأ هذان الجنرالان الوقحان الجنرال باراك والجنرال شارون ما كتب بعد انتصار العرب في حرب اكتوبر من قبل كبار الخبراء الاستراتيجيين من أن حرب أكتوبر قد محت شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء اسرائيل.
نسي باراك وشارون أو تناسيا ما يقرآن، أو لم يكونا يقرآن أصلا، إلا أن العرب جميعا والفلسطينيين واللبنانيين في مقدمتهم لم ينسوا ملحمة أكتوبر,, التي تتجسد من جديد في القدس، وغزة ونابلس وجنوب لبنان.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved