أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th October,2000العدد:10239الطبعةالاولـيالثلاثاء 13 ,رجب 1421

مقـالات

بوح
الشعوب واللغة
إبراهيم الناصر الحميدان
لا أحد ينكر أن اللغة هي عنوان الشعب الذي تمثل ثقافته وبقدر قوة ذلك الشعب تنتشر تلك اللغة الوسيلة والدول العظمى تحاول جاهدة أن تفرض لغتها لتكون وسيلة المخاطبة والتعليم، لذا فإننا لا نستغرب أن الدول الاستعمارية في العصور الماضية بذلت ما تستطيع حتى تسود لغتها المجتمعات التي استعمرتها وتصبح هي أساس ثقافة تلك الشعوب المستضعفة التي أخذت تنطق بها وتنشرها, وأديبنا الذي كتب رواية بلغة ليست لغة وطنه ليس جديداً في ذلك لاستلاب تفكيره بلغة أجنبية، فلقد سبقه الكثير من الكتاب أمثاله ولكن لم ينل أي منهم احتراماً وتفوقاً لأنه استعمل هذه اللغة التي استلبته, فبعض الكتاب الأفارقة كتبوا أعمالهم باللغة الانجليزية والفرنسية بالرغم منهم لأن دور النشر الأجنبية تفضل الأعمال الإبداعية بلغتها كدليل على مكانة ثقافتها العالمية, والغريب أن الكثير من المواد في بعض العلوم تدرس في جامعاتنا باللغات الأجنبية خصوصا مادة الطب ولست أدري هل نسي أبناؤنا أن العرب كانوا هم سادة علوم الطب الذين نشروها بلغتهم حتى جاءت مراحل ضعف العرب فسلبت منهم هذه الخاصية العلمية وأصبحوا اتباعاً بعد أن كانوا سادة!
ونحن اليوم أبناؤهم لا نحرك ساكناً رغم ما يقال عن مكانتنا العالمية التي تحددت في الألعاب الرياضية وليس العلوم الانسانية بكل أسف، وكم نتألم أن نجد اللغة العبرية الميتة قد أحياها أبناؤها وتدرس كافة المواد بلغتهم وليس بلغة الآخر, فمتى نفيق إلى بعض أمورنا الثقافية لتأخذ مكانتها العالمية بدلاً من التنطح بالأمور التافهة راجياً على الأقل أن تفرض الجامعة العربية النائمة منذ إنشائها مثل هذه الأمور البسيطة فنتمسك بأن يكون تدريس كافة المواد بلغتنا العربية ذات التاريخ العريق وليس هذه اللغات، ولتكن لغة اليهود العبرية مثلا يحتذى حين فرض الصهاينة لغتهم على العالم بينما نحن مازلنا نتشبث باللغات الأجنبية بكل أسف أسوة بالقشور التي نركض خلفها ولانجد من ينصف الأعمال الكبيرة وثقافتنا العربية بل وحتى المحلية لايتقدم أي منصف ليقف إلى جانبها في هذا الزمن البائس زمن تقهقر العرب في كافة المجالات وليس في لغتهم وحدها ,, وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved