أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th October,2000العدد:10239الطبعةالاولـيالثلاثاء 13 ,رجب 1421

المجتمـع

علاج الآلام بتجاهلها
لكل داء دواء,, إلّا الهرم والشيخوخة
* حوار : رياض العسافي
كل عضو في جسم الانسان يشيخ أو بمعنى أصح يهرم ويضعف عن أداء وظيفته لكن بصورة متفاوتة أو نسبية ان أردت, والعين ليست بمستثناة لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو متى يهرم الانسان؟؟ هل سن الأربعين هو الحد الفاصل أو بمعنى أصح يبدأ العدد التنازلي ويتناقص الرصيد من سن الأربعين, كما تعلمون هناك كثير من الخلايا دائمة التجدد خلال فترة قصيرة بين ساعات وأيام، وفي الجانب المقابل هناك خلايا اذا ضعفت فلا تتجدد ولكن يحدث هناك نوع من المساندة من الخلايا المجاورة أو لنقل نوع من التحايل لتغطية المكان المطلوب حتى تستمر الوظيفة المطلوبة لنعطي أمثلة حتى تتضح الصورة غالبا الخلايا السطحية في الجلد وفي القرنية أو حتى في الأغشية المخاطية دائمة التجدد، أما الخلايا التي تبطن القرنية من الداخل اذا اصيبت فلا تتجدد ولكن الخلايا المجاورة تتمدد وبالطبع الوظيفة للعضو تقل مع مرور الزمن، هكذا بدأ حديثه لالجزيرة استشاري العيون بمستشفى قوى الأمن بالرياض الدكتور زكريا كامل آل فيصل الذي واصل حديثه الشيق خلال السطور التالية:
جفاف العين يزعج الناس
وعن الأمراض التي تظهر في كبر السن أو الهرم قال د, زكريا بأنها كثيرة فلو تتبعنا العين بشكل متتابع سنجد في كل جزء من العين هناك مشكلة أو مرض يطل برأسه مع السنين والأيام فلو بدأنا بالغدد الدمعية التي تفرز الدموع على مدى السنين وترطب العين بل وتوضح الرؤية فاذا جفت الدموع أو نقص افرازها دخلنا الى عالم جفاف العين وهو مرض مزعج يصيب الكثير من الناس, وعن علاجه يقول د, زكريا: هناك دائما علاج ولكن بصورة نسبية ومتباينة كل حسب درجته مثلها مثل الأرض الجرداء عندما يصيبها العطش فتتشقق التربة وتحتاج دائما الى ما يرطبها والمريض يستعمل دموعاً صناعية بصورة دائمة ولو نظرنا الى الجانب الآخر من العين أو الزاوية الداخلية لنتتبع الدموع أين تنصرف أو بمعنى آخر مجرى الدموع بعد ما نزلت ورطبت العين بل وغذتها يجب أن يكون لها مصرف فتمر عن طريق فتحات في الجفون الى ممرات ومن ثم الى الأنف أو الحلق الى حيث تمتص وهذا ما نشعر به من مرارة في الحلق عند وضع قطرة في العين, وهذا الجهاز الدمعي يضيق مع الزمن والأيام ويصل أحيانا الى السدد الكامل ويحتاج في أحيان كثيرة الى عمل عملية جراحية وفتح هذا الانسداد مع زرع أنبوب بلاستيكي الى الأنف لكي يستمر الطريق مفتوحا.
نظارات القراءة بسبب ضعف الخيوط
وعن القرنية ومدى تأثرها من كبر السن, أجاب د, زكريا: إنه بعد سن الأربعين قد تلاحظ بعض الترسبات البيضاء على شكل أقواس أو دوائر على أطراف القرنية وهو يسمى بتقوس القرنية الشيخوخي Arcus Senilise وهذا ناتج عن ترسبات دهنية أو كوليسترول أحيانا ما تظهر هذه الترسبات قبل سن الأربعين وذلك نتيجة ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم بالاضافة الى ان الشيخوخة تضعف القرنية بصورة عامة مؤثرة على تحدبها مما يؤدي الى ضعف البصر وتظهر بصورة عيون انكسارية بمعنى آخر لو كان الشخص ذا عيون قوية مثل عيون الصقر يرى من بعيد بدون نظارات فهو مع الأيام والسنين سيحتاج الى نظارة ذات عدسة موجية لكي تعوض النقص الذي حدث في القرنية, وهذا غير موضوع نظارات القراءة التي نحتاجها بعد سن الأربعين وهذه سببها أيضا الشيخوخة التي تؤدي الى ضعف الخيوط والروابط التي تربط العدسة بالجسم الهدبي وبذلك تفقد ليونتها تدريجيا ثم يشعر الشخص بصعوبة في القراءة ويبدأ في ابعاد الجريدة قليلا قليلا الى ان تتعب يداه وبالتالي يحتاج الى نظارة للقراءة ويفضل اعادة الكشف كل ثلاث سنوات.
أبو سويرق يسرق النظر تدريجياً
وعن الماء الأزرق الذي يصيب العين قال د, زكريا: انه يسمى أيضا عند الدهماء ابوسويرق لأنه يسرق النظر تدريجيا وهذا المرض ذو أشكال متعددة ولكن أهمها وأكثرها هو الذي يظهر مع الأيام بعد سن الأربعين ومشكلة هذا المرض انه ذو أعراض بسيطة غير ملحوظة وسبب المرض يكمن في حدوث ضيق في فتحات تصريف مجاري السائل المائي داخل العين وذلك مع الأيام التي تترك أثرها على كل أعضاء الجسم مثلها مثل فتحات الغربال المنخل ونتيجة للهرم تضيق الخلايا وأحيانا تنسد انسدادا كاملا وتؤدي الى ارتفاع ضغط العين وقد شبهوه بصنبور ماء مفتوح على حوض سالك غير مسدود ولكن اذا انسد الحوض ارتفع الماء في الحوض مع الفارق, ويضيف د, زكريا ان ارتفاع ضغط الماء داخل العين وهو حيز محدود الحجم يؤدي الى الضغط على خلايا العين من الداخل بصورة مستمرة وتراكمية مما يؤدي في النهاية الى الضغط على العصب البصري ويسرق النظر تدريجيا بادئا بالأطراف أي أطراف المجال البصري الى أن يسرق النظر تماما عن ضمور العصب البصري وموته في النهاية لذلك يسمى عند العامة بسويرق أو أبو سويرق وهذا المرض ليس له أعراض واضحة أو ملموسة مثل الألم الشديد أو الاحمرار المصحوب أحيانا ببعض الصداع ولكن مشاغل الحياة تجعل أكثر الناس لا يلتفتون الى تلك الأعراض.
ويذكر د, زكريا قصة أحد المرضى كان يعاني من صداع لفترة طويلة وكان يسكنه ببعض المسكنات ويعزوه في كثير من الأحيان الى كثرة العمل الى ان جاء للفحص وعند القياس وجد أن ضغط العين مرتفع جدا وقد أدى الى تآكل العصب في جزء كبير منه ثم عولج بعملية جراحية فكيف اذا كانت الأعراض بسيطة ولا تصل الى ما ذكرنا.
وعن الحل يوضح استشاري العيون بأنه يكمن في الفحص بعد سن الأربعين لمعرفة ضغط العين اذا لم يكن هناك تاريخ مرضي في العائلة، أما اذا كان فيفضل فحص العين وضغطها قبل الثلاثين، أما بالنسبة للعلاج بعد التشخيص يتم أما بالنظارات أو بالجراحة.
ليست مياهاً بيضاء بل عتامة
وعن المياه البيضاء قال د, زكريا: ان تسمية المياه البيضاء كما هو شائع ليست دقيقة فهي ليست مياهاً بالمعنى المتعارف عليه لكن هي عتامة تصيب عدسة العين الشفافة نتيجة تكثف البروتين داخل العدسة مما يؤدي الى عتامتها موضحا أن العدسة هي العضو الوحيد في الجسم الذي ينمو مع الزمن عندما تتوقف معظم الأعضاء عند سن معينة لكن بصورة نسبية.
فالمياه البيضاء هي أقرب وأوضح مثل لتغيرات السن التي تظهر في كثير من الناس ولكن علاجها بسيط بعملية جراحية لإزالة محتويات العدسة وزرع عدسة صناعية داخل المحفظة, وعن أعراض المرض يقول د, زكريا: إنها تبدأ بشكوى المريض من انه يرى الأشياء من وراء حجاب أو لنقل من وراء غمام ودائما يفضل الاضاءة الشديدة في المنزل ومع الوقت يزداد الغمام حتى ينغص على الشخص حياته، وفي أحيان أخرى يجد المريض صعوبة مع ضعف النظر عند الخروج الى ضوء الشمس وهنا تتباين الامور حسب موقع العتامة في العدسة وبعد فترة من الزمن يزداد النقص في النظر الى درجة ان المريض لا يستطيع عد أصابعه وتظهر العتامة في حدقة العين على شكل بياض.
تغيرات الجسم الزجاجي,, علاجه التجاهل
وعن تغيرات الجسم الزجاجي أو الهلامي يقول د, زكريا: بأنه مادة تشبه الجلي كثير اللزوجة مع احتوائه على نسبة كبيرة من الماء يقع بين العدسة والشبكية ووظيفته كوسط ناقل للغذاء وماص للصدمات مع العلم بأن العين دائمة الحركة، هذا السائل يتغير مع الوقت ويفقد لزوجته على مدى السنين وبالتالي تزداد حركة السائل ويرى الشخص خيوطا تتحرك امامه وكأنها ذباب طائر بعض الوقت وفي بعض الاتجاهات، هي ليست بالمرض بقدر ما هي تغيرات مع السن وهذه لا تحتاج الى علاج طبي أو جراحي والحل هو ان يتجالها الانسان، ولكن ليس في كل الحالات فهناك حالات تظهر خيوط أو ذباب طائر أمام العين بشكل فجائي وتتغير معه صور الأشكال طولا أو عرضا أو أن تظهر ستارة في مجال البصر ففي هذه الحالة نحتاج الى أن ندق ناقوس الخطر ونتوجه الى الطبيب للتأكد من عدم وجود انفصال في الشبكية.
ملياردير يتمنى رؤية توقيعه
وعن أمراض الشيخوخة التي تصيب الشبكية يقول د, زكريا: ان الكثير من هذه الأمراض تصيب الشبكية مدللا على ذلك بالتغيرات التي تصيب الماقولة وتآكلها وهي الجزء المركزي من الشبكية التي تبصر أقوى حدة للنظر ويحدث هذا التغير على مدى سنين طويلة ويحدث غالبا بعد سن الستين، وعن أعراضه تبدأ بعدم القدرة على قراءة الحروف بوضوح وتزداد صعوبة القراءة مع الأيام وللاسف لا يتحسن النظر بالنظارة وكما قيل سابقا لكل داء دواء الا الهرم، غالبا ما يأخذ هذا الضعف سنوات كثيرة لكن في بعض الأحيان يضعف النظر مركزيا بصورة سريعة نظرا لتكون غشاء خلف الماقولة ويتطور وأحيانا يؤدي الى نزيف خلف الشبكية وتظهر الأشكال منبعجة ثم يتناقص النظر بصورة سريعة مما يحتم التدخل علاجا بالليزر .

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved