أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th October,2000العدد:10239الطبعةالاولـيالثلاثاء 13 ,رجب 1421

الفنيــة

الجدار الرابع
أدب المشاهدة والاستماع
فهد الحوشاني
عند حضورك لعرض مسرحي أو حفل مدرسي فإنك غالبا ما تفاجأ بمن يفسد عليك (دورك) كمتفرج أي بأن تجعل من نفسك أحد العناصر المكونة للعرض المسرحي كما يقول أهل المسرح بسبب أولئك الذين يفتقدون إلى خصلة مهمة من المفترض أن تكون إحدى اهم مكونات نسيجهم التربوي وهي أدب الاستماع والمشاهدة حيث تفاجأ بتصرفات لا تمت إلى الذوق بصلة وخاصة عندما تكون اذناي هدفا لكلمات نابية وصراخ وتصفير.
إن الحفلات المدرسية أو الجامعية والعروض المسرحية مرتع خصب للمستعرضي القدرات في الإزعاج والصفير التي تصبح في كثير من الأحيان مثار احراج للمنظمين وسببا في ضياع جهودهم، إن المشاهدة تحتاج إلى نوع خاص من السلوكيات التي تستند إلى مبدأ مهم وهو احترام الآخرين سواء المشاركين بالحفل او المسرحية او المشاهدين لها ومن تلك السلوكيات ما يجب ان يتمثلها المشاهد قبل وأثناء وبعد حضور المناسبة.
وللمسرح على وجه الخصوص آداب لا تنفصل عن آداب المشاهدة لأي مناسبة حيث استطاع المسرح في البلدان التي استوطنه منذ زمن بعيد وأصبح جزءا من حياتها الثقافية ان يكون له سلوكيات تمثل قواعد اساسيبة لأدب المشاهدة التي نفتقدها فكثير من المشاهدين لا يزال قاموسه غير قادر على اسعافه باللائق من التصرفات والتعبيرات التي تناسب الحدث او المناسبة, ويكون ذلك واضحا جليا عندما يريد احدهم التعبير عن فرحته وابتهاجه فيكون التصفيق المختلط بشيء من التصفير المزعج واحيانا الألفاظ غير المهذبة سواء اثناء الحفل المسرحي أو سماع سرد لأسماء متفوقين او التحية لاحد المشاركين في مسرحية، بل انه لا يتردد في استخدام هذا التعبير عند ذكر شخص ينادي اسمه للتكريم مختفيا خلف زميله بالصفير (وال أووه) وغير ذلك,
و (التصفير) صفة وأسلوب غير حضاري يقوم به حتى أولئك الذين ارتقوا درجات لا بأس بها على سلم التعليم فعندما تطفأ الأنوار استعدادا لفتح الستار يبدأ الصفير والصراخ واستخدام أقلام الليزر حتى وان كانوا من طلاب الجامعة! مستغلين بذلك ظلمة المكان، لينفسوا عما لديهم من مكبوتات لا تستطيع الخروج إلا في الظلام، معتمدين على عدم قدرة الآخرين، على رؤيتهم ولعل تلك الصيحات والتصرفات جاءت لأسباب كثيرة أسرية واجتماعية وتعليمية إلا أن النظام التعليمي بكل مراحله يتحمل نسبة أكبر لأنه لم يستطع ان يربي في الطلاب مثل هذه السلوكيات ولأنه أيضا لم يستثمر الطاقات الكامنة لدى الشباب عبر برامج موجهة لإشباع وملء الفراغ في دواخل شخصياتهم وربما كان أيضا احد الأسباب الهامة هوقلة هذه المناسبات والعروض المسرحية التي تشكل تدريجيا ما يتناسب معها من سلوكيات إن هناك شواهد كثيرة تؤكد ان بعض من شبابنا يفشلون في اتقان دور المستمع الجيد لمدرس او محاضر او المشاهد الجيد لحفل او مسرحية.
ومن المؤكد ان للمشاهدة آدابا يعرفها الجميع ولكن السؤال كيف يمكن لنا أن نغرس في شبابنا السلوكيات الإيجابية التي يحتاجونها حتما في شتى مسالك الحياة ومن ضمنها آداب المشاهدة والاستماع لنجعلها تسيطر على جمهور المشاهدين في حفلاتنا المدرسية وعروضنا المسرحية.
alhoshanei@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved