أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th October,2000العدد:10239الطبعةالاولـيالثلاثاء 13 ,رجب 1421

متابعة

جولات سمو النائب الثاني,, جهد متصل لتحقيق توجهات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين
تأكيد على ثوابت المملكة في دعم السلام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل
وزير الدفاع الفرنسي اجتماعاتي مع الأمير سلطان تؤدي دائماً إلى نتائج ملموسة لتوحيد وتقريب وجهات النظر
* اعداد : قسم الشؤون السياسية
يحفل السجل السياسي والدبلوماسي للمملكة بإرث تراكم عبر السنين,, ترسخت من خلاله القناعات باحترام الآخر، وإدارة الحوار الإيجابي معه، ومحاولة الوصول الى افكاره والسعي في نفس الوقت لإيصال افكار المملكة إليه, وهذا السجل الحافل بالجهد السياسي والدبلوماسي مع الاشقاء والأصدقاء هو ما قاد الى كل تلك السمات المميزة لعلاقات المملكة الخارجية، حيث تحظى هذه العلاقات باهتمام كبير من الدول، سعيا منها لمد وشائج الصلات مع المملكة، وتمكينا لعلاقات المصلحة المشتركة أن تسود مع الدولة السعودية الفتية.
ولم تكن الاهتمامات بتنمية علاقات المملكة على الصعيد الدولي نتاج مبادرات سعودية فحسب، بل ظل الآخرون يبادرون ويسارعون ايضا لمد يد التعاون والصداقة مع المملكة بما رأوه فيها من سمات وما عايشوه وعرفوه عنها من استقرار سياسي، وتلاحم في البيت الداخلي، فضلا عما تتمتع به المملكة من مكانة اقتصادية مرموقة، حيث تشكل رقما مهما في معادلات الاقتصاد الدولي، فلا يمكن بحال تجاوز رأيها أو قراراتها في أي قراءة سليمة لواقع ومستقبل الاقتصاد العالمي، كما لا يمكن تجاهل دورها المؤثر في سوق النفط والمشتقات البترولية، بما توفره هذه السلعة الاستراتيجية من وقود لدوران عجلة الاقتصاد والنماء في العالم.
وقبل هذا وذاك,, ظل الثقل الشخصي لقيادات المملكة، وما يتمتعون به من رؤية ثاقبة، وعقلانية راجحة، وقدرة سليمة على التقييم والتقويم,, ظل كل ذلك ركنا مكينا في صرح المكانة الدولية المرموقة التي تحظى بها المملكة، والتي أرسى دعائمها الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله وسارت في دروب النماء والتطور الى ان وصلت الى عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، فكانت ذروة العمل السياسي والدبلوماسي، والذي أضاف لبنات جديدة للمكانة المتميزة التي تجدها المملكة في المجتمع الدولي ، لتصبح المملكة بحق وحقيق عنصرا لا غنى عنه في حفظ السلم والأمن الدوليين، وركيزة أساسية من ركائز استمرار حركة النمو والازدهار التي تشهدها البشرية في مختلف اصقاع المعمورة.
حرص على التواصل الإيجابي
وعبر ما ترسخ من قناعات سعودية بالتواصل الإيجابي مع المجتمع الدولي,, كان حرص خادم الحرمين الشريفين المستمر بأن تحتفظ المملكة بروابط الصداقة والإخاء مع الأشقاء والأصدقاء، وأن تسعى دوما لتنمية هذه الروابط لتكون في مصلحة شعب المملكة والشعوب العربية والإسلامية، بل ولتسهم هذه العلاقات في ترسيخ السلم والأمن الدوليين باعتبارهما ركيزة كل عمل تنموي يتم إنجازه لمصلحة البشر.
ولعل خادم الحرمين الشريفين بمساعيه المستمرة سواء بالمبادرة الشخصية أو بالتوجيهات الكريمة لدعم التواصل السعودي مع المجتمع الدولي,, ظل يستشرف بحكمة الكبار العوائد المجزية لمثل هذا التواصل، سواء على المستوى الثنائي، او على المستوى العالمي، لأجل ان تسود الخارطة الأرضية روح المجتمع الواحد,, المتعاون من أجل إبعاد البشر أينما كانوا عن المخاطر بأشكالها المختلفة وأن يسود العيش الآمن المستقر كل أنحاء المعمورة.
في هذا السياق كانت جولات سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز العديدة لعدد من الدول الشقيقة والصديقة والتي كان آخرها جولة سموه في أمريكا الجنوبية والتي شملت بعد الولايات المتحدة الامريكية كلا من البرازيل والأرجنتين وفنزويلا,, والتي اكتنزت فعالياتها بالنشاط السياسي والدبلوماسي والإسلامي، بما يخدم مصلحة الأمتين العربية والإسلامية وقضاياهما العادلة وكان ختامها قيادة سمو ولي العهد نائبا عن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وفد المملكة لقمة كاراكاس والخطاب الجلي الواضح المقاصد الذي ألقاه سموه امام زعماء اوبك، والذي زاد قناعة المجتمع الدولي بالمكانة المتميزة للمملكة على الصعيد الدولي، وسمات الحكمة وبعد النظر التي تتحلى بها القيادة السعودية في رؤيتها لكل القضايا التي تهم الإنسان على ظهر البسيطة.
محطات في جولات الأمير سلطان
ظلت جولات الأمير سلطان بن عبدالعزيز جزءاً أساسيا من برنامج القيادة السعودية,, سواء في طرح الرؤية السياسية السعودية تجاه الأحداث والمستجدات، او في تدعيم العمل الدبلوماسي الفاعل لخدمة القضايا الوطنية والإسلامية والعربية، أو في توطيد أركان الجانب الاقتصادي والتجاري لخدمة المصالح المشتركة مع الأشقاء والأصدقاء.
وإذا كانت محطات جولات سمو النائب الثاني متعددة ويصعب حصرها وجمع نتائجها في مثل هذا الحيز المحدود، فإن التوقف عند بعض تلك المحطات يعطي لمحة من جهد كبير متصل، سعى الأمير سلطان من خلاله لتحقيق توجهات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لتحقيق أهداف وطموحات المملكة على كل الأصعدة.
الأمم المتحدة وبريطانيا
بل إن سمو النائب الثاني حرص على تقديم الرؤية السعودية لكل العالم من خلال أكبر منبر دولي وهو الأمم المتحدة، فكان خير ما يعكس رؤى وأفكار المملكة، وكان أحسن من يستوعب عقلية الآخر والمنهجية الملائمة لمخاطبة ذلك الآخر.
كما أن سمو النائب الثاني كان حريصا على التواصل مع مراكز صنع القرار الدولي، باعتبار أن ذلك يمهد الأرضية لتفاهم مشترك بل ولمشاركة في صناعة القرار,, خصوصا وان العرب والمسلمين في كل أنحاء الدنيا يتطلعون دوما الى مواقف المملكة حيال قضاياهم، لذلك فإن سموه ظل يعمل ضمن المنظومة السعودية لتفعيل تلك المشاركة وتوظيفها لخدمة العرب والمسلمين أينما كانوا, وهاهو سمو النائب الثاني يثمن علاقات المملكة ببريطانيا ويصفها بالعلاقات الجيدة جدا خلال اجتماع سموه مع معالي وزير الدفاع البريطاني جورج روبرنسون خلال زيارة معاليه الأخيرة الى المملكة، بل إن الخطوط السعودية قد افتتحت لها مكتبا جديدا بوسط العاصمة البريطانية، فوصف مدير عام الخطوط السعودية الدكتور خالد بن بكر المبنى والذي تملكه الخطوط السعودية بأنه صرح كبير نعتز بانجازه وتم تحقيقه بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
سموه في الولايات المتحدة
وفي 23 رجب 1420ه بدأ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز زيارة رسمية للولايات المتحدة الامريكية تلبية لدعوة من معالي وزير الدفاع الأمريكي وليم كوهين.
وفي كلمة ألقاها في حفل العشاء الذي اقامه تكريما لسموه وزير الدفاع الأمريكي شدد الأمير سلطان على ان ديمومة السلام تكمن في شموليته وعدالته، وهو لن يتأتى إلا وفقا لقرارات الشرعية الدولية بما في ذلك القرارات 242، 338، 425، 426 ومرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة بما في ذلك اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف واستئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني من حيث توقفت.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الدفاع الأمريكي وليم كوهين بوزارة الدفاع الأمريكية لفت سمو النائب الثاني الى ان العلاقات السعودية الأمريكية علاقات تكافؤية وإنسانية وخدمة للشعوب حيث بدأت منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله والرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت، ولا تزال هذه العلاقات قائمة منذ ذلك الوقت حتى الآن.
كما اعتبر الزيارة بأنها تأتي في اطار تدعيم التعاون المثمر مع شعب الولايات المتحدة في جميع القطاعات التي فيها مصلحة للأمة العربية والإسلامية وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط.
وعند صدور البيان الختامي للزيارة نص البيان على ان الجانبين السعودي والأمريكي قاما ببحث القضايا ذات الاهتمام المشترك من بينها التعاون الوثيق بين الحكومتين خاصة في مجال التعاون العسكري والاقتصادي واتفقا على ان مواصلة الاتصالات العسكرية الرفيعة بين الحكومتين والتدريبات العسكرية المشتركة تساهم في تعزيز درجة الاستعداد والحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم اجمع.
وتعهد الجانبان على العمل سوياً لتعزيز السلام والازدهار في الاقليم وعلى نطاق العالم.
كذلك استعرض الطرفان الوضع الراهن للاقتصاد العالمي واتفقا على ضرورة مواصلة التشاور اللصيق حول هذه الاوضاع واهمية استمرار التعاون لتعزيز التجارة والاستثمارات بين البلدين كما اتفق البلدان على الاستفادة بشكل اكبر من شركات التوازن الاقتصادي التي جاءت نتيجة التعاون البناء بين الشركات السعودية والامريكية.
وأكد الجانبان عزمهما على دعم وتوسيع الشراكة الاقتصادية بين القطاعات في البلدين كما اتفق الجانبان على ازالة كل ما من شأنه اعاقة نمو وانسياب التجارة بين البلدين وتسهيل دخول منتجاتهما للأسواق.
وأكد الجانبان عزمهما على المضي قدما نحو ابرام اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار بينهما، وأعربت الولايات المتحدة عن تأييدها لانضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية وابدى الجانبان تطلعهما لزيادة الفرص التجارية والاندماج بشكل اكبر في الاقتصاد العالمي والذي سيكتسب شمولية اكبر بانضمام المملكة العربية السعودية لعضوية المنظمة.
واتفق الجانبان على مواصلة جهودهما لاستكمال هذه المفاوضات الاقتصادية الهامة في اقرب فرصة ممكنة ورحب الجانب الأمريكي بمواصلة المملكة لجهودها في تطبيق إجراءات حماية حقوق الملكية الفكرية ويتطلع الى المزيد من التقدم في هذا المجال وجدد الطرفان رغبتهما في التشاور الكامل والتعاون في الموضوعات المتعلقة بالمتغيرات المناخية واكدا على ان الإجراءات التي ستتخذ حيال ذلك ستؤسس على الأدلة والمعلومات العلمية.
وأكدا على أهمية تشجيع التعاون الفني والبحث العلمي في مجالات المياه والمعايير الزراعية والضوابط والسياسات والمواصفات والمقاييس.
وشدد الجانب الأمريكي على أهمية دور المملكة العربية السعودية الحيوي والاستراتيجي في سوق النفط العالمي.
وأكدت الولايات المتحدة على قناعتها بأن المملكة العربية السعودية مصدر أمن يعتمد عليه في موارد الطاقة خاصة بالنسبة للولايات المتحدة.
كما تعهد الطرفان على التعاون بشكل كامل في مواصلة الجهود لضمان تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في منطقة الشرق الاوسط على أساس قرارى مجلس الأمن الدولي رقم 242 و 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام ونتائج مؤتمر مدريد.
وبحث الجانبان كذلك جهود تفعيل عملية السلام على المسارين السوري واللبناني والمسار المتعدد الأطراف واعربا عن املهما في احراز تقدم سريع تجاه تحقيق السلام الشامل,
وأعربت المملكة العربية السعودية عن تأييدها الكامل لجهود السلام التي تبذلها الولايات المتحدة حسب مرجعية مدريد واكدت استعدادها لدعم تطلعات الشعب الفلسطيني.
كما اتفقا على ان العراق لا يزال يشكل خطراً متصلاً على السلام والاستقرار في منطقة الخليج.
وأعرب الجانبان عن قلقهما المشترك من ان تصرفات الحكومة العراقية لا تزال تتسبب في معاناة الشعب العراقي واتفقا على ان منطقة الخليج لن تنعم على الاطلاق بأمن حقيقي طالما استمر ذلك النظام.
كما ابدت الدولتان ترحيبهما بالسياسة المعلنة لايران لتحسين العلاقات مع دول المنطقة وتصريحات المسؤولين الإيرانيين التي تندد بالارهاب.
كذلك جدد الجانبان تأكيدهما على الخطر والتهديد الذي يشكله الارهاب على الأمن والاستقرار الدوليين واشارا الى ان الجهد الدولي المتكامل يعد وسيلة فعالة لمواجهة الارهاب واعادا تأكيد تعهدهما بالعمل سوياً لهزيمة ودحر الارهاب في المنطقة وحول العالم وناشدا جميع الدول منع الارهابيين من ممارسة نشاطاتهم انطلاقاً من أراضيها والمساعدة في تقديم المعروفين منهم للعدالة، وفي هذا السياق فانهما يدعمان قرارات الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
كما اتفق الطرفان على ان من غير المناسب ربط الإسلام بالعمليات الارهابية.
سموه في باريس
وفي الثاني من شعبان 1420ه استقبل الرئيس الفرنسي شيراك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في قصر الأليزيه في باريس حيث عقدا جلسة مباحثات جرى خلالها مناقشة المسائل الخاصة بالأمن والاستقرار في منطقة الخليج وعملية السلام الشرق أوسطية.
وكان الأمير سلطان قد عقد جلسة مباحثات مع معالي وزير الدفاع الفرنسي الين ريشار وذلك بمكتب معاليه في باريس.
وفور وصول سمو النائب الثاني الى مكتب معالي وزير الدفاع الفرنسي سجل كلمة في سجل الزيارات.
وقد عقدت جلسة المباحثات بين الجانبين حيث القى معالي وزير الدفاع الفرنسي الين ريشار في بداية الجلسة كلمة رحب فيها بسموه والوفد المرافق.
وأكد معاليه ان الجمهورية الفرنسية تولي علاقاتها مع المملكة العربية السعودية اهتماما بالغا لما فيه خدمة المصالح المشتركة بين البلدين والتعاون الثنائي في عدد من المجالات.
بعد ذلك القى صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز كلمة شكر فيها معالي وزير الدفاع الفرنسي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
وأشار سموه الى ان العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية علاقات وطيدة بدأت منذ عام 1967م واخذت في تطور مستمر حتى الآن مع ايجابية التعاون في العديد من المجالات.
وأكد سمو النائب الثاني ان زيارات المسؤولين في البلدين متتابعة وايجابية لما فيه خدمة المصالح المشتركة وتدعيم العلاقات الثنائية.
ثم بدأت الجلسة المغلقة بين الجانبين تم خلالها بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في كافة المجالات واستعراض مسيرة السلام في الشرق الأوسط ومجمل القضايا الراهنة والأحداث على الساحات الدولية.
وفي نهاية الجلسة تبودلت الهدايا التذكارية.
وأكد وزير الدفاع الفرنسي الين ريشار بعد استقباله لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ان هذه الزيارة تندرج في إطار تعزيز العلاقات المتينة التي تجمع المملكة العربية السعودية وفرنسا وانها تشكل فرصة للتداول في القضايا الاستراتيجية الهامة التي تهم البلدين الصديقين.
ونوه وزير الدفاع الفرنسي بالدور المهم الذي تضطلع به المملكة في المنطقة.
واعتبر الوزير ريشار ان لقاءاته المتكررة مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان كانت تؤدي دائماً الى نتائج ملموسة لتوحيد وتقريب وجهات النظر.
وقد أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا فيصل الحجيلان ان زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام لفرنسا تأتي تأكيدا على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين التي بدأها جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله عندما زار فرنسا والتقى بالرئيس الجنرال شارل ديغول واستمرت هذه العلاقات في تطور يوما بعد يوم.
ووصف السفير فيصل الحجيلان العلاقات السعودية الفرنسية بأنها علاقات وطيدة تهدف الى تحقيق المصالح المشتركة وخدمة الشعبين الصديقين فيما يتعق بالنواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.
وأشار الحجيلان الى ان زيارة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز لفرنسا تكتسب أهمية بالغة حيث يودع العالم الألفية الثانية ويستعد لاستقبال الألفية الثالثة ووضع الأطر والتنظيمات ومواجهة التحديات للقرن الواحد والعشرين، وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا ان السياسة السعودية اكتسبت احترام وتقدير دول العالم لما تتميز به هذه السياسة من حنكة واحترام للدول الأخرى وحرصها على توفير الأمن والاستقرار في ارجاء المعمورة.
وأعرب عن أمله في ان تحقق زيارة سمو النائب الثاني لفرنسا المزيد من تدعيم وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
وبعد جلسة المباحثات التي انعقدت بين فخامة الرئيس جاك شيراك وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أجاب سموه على اسئلة رجال الإعلام والصحافة أوضح فيها ان مباحثاته مع فخامة الرئيس جاك شيراك شملت كافة المجالات بهدف تعزيز التعاون المثمر بين الدولتين الى جانب مسيرة السلام في الشرق الأوسط والعالم مؤكداً سموه ان السياسة في الدولتين سياسة محبة السلام الشامل والعادل.
وقال سموه في رد علىسؤال حول امكانية قيام فرنسا في احياء المسار السوري الإسرائيلي, ان سوريا دولة مستقلة ذات سيادة وتبحث موضوعها بنفسها مع تأييد المملكة لسوريا على كل حال.
وعن الدور الذي يمكن ان يقدمه فخامة الرئيس جاك شيراك للعملية السلمية بين سوريا وإسرائيل قال سموه: لن يدخر فخامة الرئيس شيراك ولا دولة فرنسا كل ما فيه مصلحة الحق والعدل بين سوريا واسرائيل.
وقال سمو النائب الثاني في اجابته على سؤال حول الموقف من العراق ان الجميع متفق على ان الشعب العراقي شعب لا يجوز تفرقته مدنيا ولا وطنيا ولكن المطلوب من النظام العراقي العودة الى تنفيذ قرارات مجلس الأمن نصا وروحا لخدمة الشعب العراقي.
وحول بحث الأمور الاقتصادية بين الجانبين السعودي والفرنسي قال سموه: الأمور الاقتصادية مجالها واسع ولكن المبادئ متفق عليها في مجال الاستثمارات بين الجانبين السعودي والفرنسي وهناك وزراء معنيون سيبحثون هذا الجانب.
ونفى سمو النائب الثاني في اجابته على سؤال وجود وساطات سعودية بين الجزائر والمغرب مشيراً سموه الى ان الجزائز والمغرب اخوة اشقاء وجوارهم جيد والمملكة دائماً تدعم حسن الجوار.
ورداً على سؤال حول مناقشة النزاع بين الإمارات وايران قال سموه: ان الأمر يخص دول الخليج.
بيان صحفي
وعقب زيارة سمو النائب الثاني لفرنسا صدر بيان صحفي مشترك جاء فيه:
قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بزيارة للجمهورية الفرنسية خلال الفترة من 1 حتى 3 شعبان 1420ه الموافق 9 إلى 11 نوفمبر 1999م تلبية لدعوة خاصة من فخامة الرئيس جاك شيراك وخلال الزيارة استقبل فخامة الرئيس جاك شيراك سموه والوفد الرسمي المرافق، وقد اتسمت المحادثات التي اجراها سموه مع فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء ومعالي وزير الخارجية ومعالي وزير الدفاع بالود والصداقة والثقة المتبادلة حيث تناولت العديد من المواضيع الاقليمية والدولية اضافة الى قضايا العلاقات الثنائية.
وتم خلال هذه المحادثات استعراض شامل للمسارات المختلفة لعملية السلام في الشرق الأوسط حيث اتفقا على ضرورة تشجيع الأطراف المعنية للعمل من اجل تحقيق سلام شامل وعادل ودائم يرتكز على قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 242 و 338 و425 ومرجعية مؤتمر مدريد بما في ذلك مبدأ الارض مقابل السلام ودعوا الى تكثيف الجهود من أجل الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقيات الموقعة والتقدم بخطى سريعة في مفاوضات الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية وأكدا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في دولة مستقلة.
وأكدا على ضرورة الامتناع عن اتخاذ أي اجراء احادي الجانب من شأنه الحاق الضرر بمفاوضات الوضع النهائي ولا سيما فيما يتعلق بمدينة القدس الشريف كما وجها نداء لاستئناف المفاوضات على وجه السرعة بين اسرائيل وسوريا وبين اسرائيل ولبنان بصورة مقبولة لكل الأطراف,وأكد البلدان حرصهما التام على وحدة العراق وسلامة اراضيه واستقلاله وأعربا عن انشغالهما ازاء الوضع الإنساني للشعب العراقي وتعاطفهما معه مؤكدين اهمية تطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء وفقا للقرارات الصادرة بهذا الشأن كما دعوا العراق الى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة,وأكد الجانبان على أهمية أن تكون منظمة الشرق الأوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل,وعبّر الجانب الفرنسي عن حرصه على استقرار وأمن منطقة الخليج وعن التزامه بالمساهمة في تحقيقها, كما عبّر الجانبان عن ادانتهما للارهاب وعن رغبتهما في مكافحته في كافة اشكاله وصوره ومهما كانت مصادره وأكدا على أهمية التعاون الدولي في هذا الشأن لكبح الممارسات الارهابية وملاحقة المتهمين وتقديمهم للعدالة.
وأعرب الجانبان عن قلقهما تجاه الوضع في جمهورية الشيشان ومصير السكان المدنيين ودعوا الى البحث عن حل سياسي عن طريق الحوار والتفاوض.
ومن جانب آخر أعرب الجانبان عن رضاهما تجاه التطور الحاصل في العلاقات الثنائية في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية وبحثا سبل تعزيز هذا التعاون المثمر في إطار الشراكة الاستراتيجية الموجودة بين البلدين الصديقين.
وعبّر فخامة الرئيس الفرنسي عن اهتمامه بالاجراءات التي أعلنتها المملكة العربية السعودية مؤخراً بهدف تسهيل الاستثمارات الأجنبية ومن جانبه أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على ترحيب المملكة العربية السعودية بمشاركة القطاع الخاص الفرنسي في كافة مجالات الاستثمار الواعدة بالمملكة.
وفي هذا الإطار أكد الجانبان عزمهما على توسيع الشراكة الاقتصادية القائمة بين القطاعين الخاصين لكلا البلدين وذلك بتسهيل انسياب التجارة بين البلدين وتسهيل دخول منتجاتهما لاسواقهما المشتركة ولتحقيق ذلك فقد أكدا عزمهما على ابرام اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار بينهما في المستقبل القريب.
وأظهر الجانب الفرنسي تقديره للتقدم الذي احرزه الجانب السعودي في سبيل انضمامه لمنظمة التجارة العالمية.
وأعرب رئيس الجمهورية عن دعم فرنسا لانضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية في أقرب وقت ممكن.
كما نوه الجانب الفرنسي بالدور الايجابي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في أمن واستقرار امدادات سوق النفط العالمي.
وأبرز الجانبان الفرنسي والسعودي أهمية تكثيف المفاوضات بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي وتمنيا ان يتوصلا الى عقد اتفاق للتجارة الحرة.
محطة في إيران
ففي النصف الثاني من محرم 1420ه وضمن جولة خارجية لسمو النائب الثاني، كان لسموه محطة مهمة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، حيث التقى سموه رئيس الجمهورية سيد محمد خاتمي، كما اجرى سموه جلسة مباحثات مع النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية معالي الدكتور حسن حبيبي.
وقد حرص الدكتور حبيبي على التعبير عن مشاعر الشعب الإيراني تجاه المملكة ووصفها بأنها جياشة، معللا ذلك بأن المملكة بها مهبط الوحي وموقع الحرمين الشريفين.
كما أكد أن تعزيز العلاقات وتوثيقها بين البلدين سيكون له آثار إيجابية على المنطقة بما في ذلك الاستقرار والهدوء والسلام، وستعمل على ابراز دورهما في العالم الإسلامي.
اما سمو النائب الثاني فقد ألقى كلمة ضافية في مستهل المباحثات أكد فيها ان المملكة حريصة كل الحرص على توفير أسباب النهوض بالدول الإسلامية، ومحو الأمية ومحاربة الجهل والمرض وتنشيط الاقتصاد والتبادل التجاري الحر، كما انها حريصة على حل المشاكل الحدودية بالطرق السلمية وعدم الاعتداء على حدود الغير.
وأكد سمو النائب الثاني على ثوابت المملكة في كونها دولة محبة للسلام وتعمل على التعايش السلمي بين الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ومنع انتشار اسلحة الدمار الشامل، كما تعمل على مكافحة الإرهاب والمحافظة على حقوق الإنسان التي كفلتها الشريعة الإسلامية، مشيرا الى ان المملكة تسعى الى التأييد الكامل للجهود الدولية الهادفة الى وقف عمليات التصفية العرقية التي يقوم بها الصرب في إقليم كوسوفا ووضع حد للمأساة هناك وتقديم الدعم السياسي والمادي لذلك.
وقد توجت زيارة سمو النائب الثاني لطهران ضمن نتائجها المتعددة بتوقيع اتفاقية تبادل خدمات النقل الجوي بين المملكة وجمهورية إيران.
وفي التاسع من محرم 1420ه وصل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الى باكستان في زيارة استغرقت خمسة أيام, وكان من ضمن فعاليات الزيارة حضور سموه لاجتماع في مجمع الصناعات الثقيلة في مدينة تكسيلا لإعطاء سموه فكرة كاملة عن صناعة دبابة (الخالد) وفي تلك المناسبة قرر البلدان اتخاذ إجراءات مكثفة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة في مجال الدفاع.
جولة خليجية
وفي 23 ربيع الأول عام 1420ه وبناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بالتواصل المستمر بين قادة المملكة وأشقائهم قادة الدول العربية والإسلامية عموما، وقادة دول مجلس التعاون العربية الخليجية خصوصا، وفي إطار خدمة وتبادل المصالح، قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بجولة زيارات رسمية بدأت بدولة الإمارات العربية المتحدة ثم دولة قطر فدولة البحرين، وأخيرا دولة الكويت، حيث التقى بأشقائه قادة تلك الدول وكبار المسؤولين فيها لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم العلاقات الثنائية بين المملكة وتلك الدول، والعلاقات الجماعية في إطار صيغة مجلس التعاون الخليجي.
وقد وصف سمو النائب الثاني زيارته لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأنها زيارات تلاحم وتأكيد لما فيه مصلحة شعب دول مجلس التعاون الواحد وتجدد المحبة والوفاق.
وقال سموه: إذا كنا اخطأنا في التقصير في الزيارات المتكررة، وهذا هو الواجب علينا، فيجب ألا ننسى في المستقبل ان تتكرر هذه الزيارات.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved