أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th October,2000العدد:10239الطبعةالاولـيالثلاثاء 13 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

إلى العاملات في حقل التعليم
توشحن بالصبر واجعلنه ملازماً لمسيرتكن
عزيزتي الجزيرة,, اليك تحيتي وبعد,, التعليم ماهو الا تأسيس وبناء الانسان بحيث يصبح قادراً على ان يفكر تفكيراً عقلانياً وان يكون منطقياً مبدعاً.
ولقد خطا التعليم في بلادنا الحبيبة خطوات كبيرة تخرجت على اثرها الالاف من العاملات في حقل التعليم وتلك مفخرة نفتخر بها بلا شك, وقد تبوأت هؤلاء العاملات مكانة مرموقة في المجتمع حيث انهن كلفن بأعظم رسالة الا وهي رسالة التعليم.
ولكن الكثير منهن وبعد التعيين بوقت قصير يتذمرن من تلك الرسالة حيث انها مسؤولية كبيرة لذلك ابى مدادي الا ان يبوح بتلك الكلمات لهؤلاء الاخوات واللاتي قد لامسن متاعباً في عملهن وذلك لمحاولة التخفيف عنهن فنحن في هذا المجتمع المسلم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
اولاً: لتعلمن يا عزيزاتي ان مهنة التعليم مهنة شاقة بل هي مهنة المتاعب كما يقال لان المعلمة لا يقتصر دورها على تلقين الدروس وايصال المعلومات للتلميذات ولكن دور المعلمة يتعدى ذلك فهي الموجهة والمرشدة والمربية لذلك اقول لكن توشحن بوشاح الصبر واجعلنه ملازماً لكن في مسيرتكن التعليمية لان الصبر هو الطريق الوحيد لاجتياز المصاعب اياً كان نوعها وعواقبه جميلة,, وتذكرن قول الشاعر:


الصبر كالصبر مرّ مذاقه
وله عواقب احلى من العسل

وقول الآخر:


وعاقبة الصبر الجميل جميلة
واحسن اخلاق الرجال التفضل

ثانياً: بما انكن قد حققتن حلمكن الوظيفي والذي كنتن تنتظرنه طويلاً وباشرتن عملكن وملامحكن تنطق بالبشر فاحمدن الله على ذلك ولتعلمن ان هناك العديد ممن تخرجن مثلكن ولكن الوظيفة بالنسبة لهن لازالت سحابة لم يهطل يرميها فتحملن المشاق والتعب فأحلامكن لم تذهب ادراج الرياح.
ثالثاً: اعلمن انكن لا زلتن في اول الطريق ولم تضعن قدمكن الا على العتبة الاولى فلا تقفن حائرات بل اجتزن بقية العقبات بإرادتكن وعزمكن وقبل كل شيء بتوكلكن على الله فمن توكل على الله كفاه,, ولو ان كل معلمة تحطمت آمالها منذ العقبة الاولى واستسلمت لليأس لما وجدتن معلمات عملن سنوات عديدة وواجهن المتاعب من اجل خدمة الوطن وبناته وكسرن الحواجز وآلين على انفسهن الا يستسلمن للعقبات والمتاعب.
رابعاً: يجب عليكن الا تقطعن حبل افكاركن وكن شعلة متوقدة ولا تكنّ جذوة خابية واجعلن من علمكن زهرات يصل عبقها وشذاها الى طالباتكن جميعاً بلا استثناء وامطرن عليهن علماً وثقافة لتنلن الاجر والثواب في الدنيا والآخرة فما اعظم هذه الرسالة واسماها وصدق الشاعر حين قال:


قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
ارأيت اشرف ام اجل من الذي
يبني وينشئ انفساً وعقولا

خامساً: اوصيكن الا تقتلن الامل داخلكن ولا تغتلن امنياتكن العذبة والتي كانت تتراقص الحاناً على اوتار خيالكن فلا تتلاشى الآمال,, واعقدن العزم على السير قدماً فمسيرة الالف ميل تبدأ بميل واحد وكان الله في عونكن اجمع.
واخيراً اهمس في اذن كل معلمة بأن مهنة التدريس تحتاج الى جلد وصبر وضبط اعصاب,, ولكن مع كونها شاقة الا انها مهنة من اعظم واجل واشرف المهن يعتز بها كل من امتهنها ويكفي من ذلك ان لهذه المعلمة شمس تتوقد ضياء كل صباح لتنير لطالباتها طريق الخير والصلاح, فقفي ايتها المعلمة امام الصعاب كالطود الشامخ الذي لا يتأثر من الريح مطلقاً وكالنخلة الشامخة والتي لا تنحني للريح مرددة قول الشاعر:


وطفقت اعدو في الحياة يشدني
شوق الى استمرار خط حياتي
انهيت مرحلة الدراسة كي ارى
نفسي تدرس هذه اللبنات

وفقكن الله وسدد على طريق الخير خطاكن وحقق الله لكن احلامكن وطموحاتكن آمين.
وتقبلوا تحياتي
طيف أحمد
الوشم/ ثرمداء

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved