أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th October,2000العدد:10240الطبعةالاولـيالاربعاء 14 ,رجب 1421

الاقتصادية

هل تستطيع الطبيعة وحدها أن تصنع جذباً سياحياً؟ " 2 , 2 "
بندر بن فهد آل فهيد
تناولت في المقالة الأولى توجه المجتمعات البشرية في العصر الحديث الى الراحة والبحث عن أماكن تمتص توتر المدن، وتطرد مخلفات ملوثات البيئة، وحاولت أن أبين من خلال الأرقام حجم السياحة المتوقعة في المستقبل، ومقدار عوائدها المالية وأهمية التوجه لإحياء السياحة الداخلية التي أخذت تستأثر على سواها من أنواع التسيح المختلفة وأخذت في النمو بشكل مضطرد كونها استطاعت أن تلبي حاجيات ورغبات شرائح كثيرة من المجتمع وهي أقل كلفة وأوسع انتشارا.
السياحة بشكلها المعاصر أخذت تدخل مجالات التنظيم والتقنين والعلمية وتجاوزت مرحلة التخطيط العشوائي البسيط الذي كان يلبي مستلزماتها في الماضي، اليوم دخلت عالم الأرقام وعالم الحاسوب الآلي وأخذت تطل عبر الفضائيات بعد أن اشتدت عليها المنافسة بين الدول والشركات العملاقة التي تملك الفنادق ومدن الترفيه والألعاب والجزر,, الكل يحاول أن يستقطب أكبر عدد ممكن من السياح ويكاد يكون النمط واحد لا يختلف فيه إلا المناخ الاقليمي وتفاوت درجات الحرارة.
نحن في المملكة لدينا شيء مختلف عن السياحة الترفيهية لدينا السياحة الاسلامية والسياحة المنسجمة والمتوافقة بين الترفيه والالتزام الديني، التي أخذت تستهوي قطاعاً كبيراً من المجتمعات العربية والاسلامية المحافظة التي ترغب في قضاء عطلاتها الطويلة أو القصيرة في أماكن تجمع بين الترفيه والحشمة، فالله سبحانه وتعالى قد وهبنا الربيع في الصيف فالجبال الشاهقة تعانق السحب وترمي بظلالها على منتجعاتها المنتشرة على سفوح الجبال كالدر المنثور وتحتضن الوديان أشجارا متنوعة الثمار تجمع ما بين ثمار الشتاء والصيف، ولدينا سواحل خلابة بعضها لا يزال بكرا وتمتد لنحو 2000كم2 وتطل على بحرين الخليج والبحر الأحمر.
هذه الطبيعة الجميلة الخلابة التي وهبنا إياها الرحمن بحاجة ان نمد اليها أيادينا ونستثمرها كي تعود علينا بالخير والمنفعة، وذلك وفق آخر ما توصلت اليه العلوم التكنولوجية في هذه الصناعة وان نهيئ أنفسنا لمرحلة أخرى من مراحل التطور بعد انشاء الهيئة العليا للسياحة التي أمرت بها حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين أدام الله ظله ووضعت هيكلها الاداري وأصبحت ذات صفة تخطيطية عملية، مما يترتب عليها القيام بالمهام العامة للسياحة داخل المملكة التي أرى حسب تقديري أن تعطى الأولوية لإعداد الطاقم الذي سيقود العمل وهناك أيضا خطوة أخرى لابد من اجتيازها.
الخطوة الأولى: ايجاد مراكز تدريب وتأهيل المرشدين والمضيفين السياحيين من الشباب السعودي وهم واجهة هذا المشروع الضخم حيث يتمتعون بسمعة طيبة بفضل غرس التعاليم الاسلامية والأخلاقية فيهم منذ نشأتهم في مجتمعنا المسلم المحافظ وأن يكونوا على مستوى عالٍ من الدراسة ويتقنوا بعض اللغات الحية وأن يكونوا على درجة عالية من الالتزام الأخلاقي والأدبي وبأعداد تشبع حاجيات السوق السياحية وتسد النقص الذي يعاني منه هذا المجال وتدخل هذه الخطوة المهمة في دعم خطط السعودة، حيث ستوفر فرص عمل جديدة وبذلك نكون قد ربطنا خطة التأهيل بالخطة العامة للدولة.
إن قطاع السياحة في العالم قد وفر فرص عمل لحوالي 11% من اجمالي القوى العاملة في العالم وهذا الرقم يعد مؤشراً جيداً للمساعدة على مكافحة البطالة وتحسين مستوى المعيشة بشكل عام.
أما الخطوة الثانية: فهي تتعلق بمفهوم العامة للسياحة، فالسياحة ليست تأهيل البنية التحتية فقط وإنما الأهم هو تأهيل الناس لتقبل الفكرة والتعايش معها فالسائح إن كان من داخل المملكة أم من خارجها فكلاهما بحاجة الى المعاملة اللطيفة وحسن الرعاية وعدم المضايقة في الشارع والأسواق أو داخل المتنزهات الوطنية، السائح بحاجة الى المساعدة والارشاد من كافة المواطنين.
فالسياحة أخذت تدخل في نطاق خطط التنمية والسائح أحد مصادر الدخل القومي، وعلى المواطن أن يعي هذه الحقيقة ويتعامل ويساعد على انجاح المواسم السياحية وان من واجب الاعلام بكل تفرعاته أن يقوم في هذه المهمة ويبدأ حملة قومية مكثفة لتوعية المواطنين ويحثهم على المعاملة الطيبة للسياح والمحافظة على المرافق السياحية والتعامل بشكل حضاري مع المواطنين من المناطق الأخرى أو مع الغرباء أو الأجانب وأن يكون قدوة ومثالاً يحتذى به، وعلى التعليم أيضا مهمة كبيرة في توعية الناشئة على أهمية السياحة ووسائل وطرق تنميتها والأخذ بالآليات الحديثة المتقدمة لتطوير هذه الصناعة وادخال العلوم الحديثة في صناعتها وكسب المهارات والتعود على الابتكار والمبادرات وطرق الجذب وغيرها من علوم السياحة.
وبتقديري الشخصي إن الاعلام والتعليم لن يجدا صعوبة في ايصال رسالتهما كون الشعب السعودي أصلا شعباً مسلماً جبل على طاعة الرحمن والاقتداء بخاتم الرسل والأنبياء عليه الصلاة والسلام وبالفطرة هم محبون للضيوف ويتغنون بالكرم والكرماء، وحب الضيافة وحسن الأخلاق والمعاملة.
لاشك أن عالم السياحة متشعب ونحن بحاجة الى جملة من الأفكار والآراء كي نصقل تجربتنا الفتية والبلد حبلى بالأوفياء والمخلصين الذين سيسجل لهم التاريخ مساهماتهم ولن ينسى من تقدم بآرائه أو مساهماته يوم كانت السياحة ضرباً من الخيال وشططاً في التفكير.
والله ولي التوفيق.
رئيس المركز العربي للاتصال والعلاقات الدولية
منتدى لرجال الأعمال العرب
عضو اللجنة الوطنية للسياحة
E-mail: bandar @ shabakah.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved