أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th October,2000العدد:10240الطبعةالاولـيالاربعاء 14 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

وداعة الذئب,, وشراسة البشر
عزيزتي الجزيرة
نطالع ضمن زوايا بعض الصفحات العديد من المداخلات التي لا تخلو من الصفة الغاضبة ومع تسارع الكلمات يرتفع مؤشر الغضب الى ان يتحول ذلك المؤشر الى بركان هادر يقذف كلماته القاسية كالحمم المتلهبة ورغم فداحة تلك المداخلات الا انها تظل في نظر المتشائمين جميلة ما لم يكن فصل النقاش عن طريق الايدي او الرفع للمحاكم او ما شابه ذلك من الجهات المختصة التي اعتادت ان تتلقف قضايا التهور والاندفاع المحموم بالغضب على لاشيء حتى الصداقة لم تشفع ان تكون جداراً متيناً تتكسر عليه كل سهوم الغضب ولا يتملكنا التشاؤم حينما نقول ان التضحية من اجل الصديق شيء جميل ورائع ولكن الاروع من ذلك ان تجد الصديق الذي تضحي من اجله, هكذا هي الحياة اصبحت مصالح ومن لم يكن معك فهو ضدك وليس ذلك مقصورا على ما يندرج تحت بند الصداقة بل يتجاوز ذلك ليصل الى ما بين الاخوة والاقارب والجيران فقد يشتعل الفتيل بين الاخوة لسبب عدم تساوي المصالح المادية بينهم وكم تسيل الدماء بين الرجل وجاره بسبب رمي كرة احد الاطفال داخل فناء الجار.
فالنار من مستصغر الشرر وكم يتشاجر من الاصدقاء بسبب ان احدهم لم يستطع مجاراة الاخرين في لعب البلوت, وتدور رحى الغضب لتطحن معها اروع امثلة المحبة والاحترام ويكون بني البشر بلا حلم ولا تعقل اقل درجة من الكائنات الحية الاخرى فالذئب رغم شراسته وافتراسه لا يأكل لحم ذئب آخر بينما بعضنا يأكل بعضا عيانا هكذا قال الشافعي رحمه الله واردف قائلا:


نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
وقد نهجو الزمان بغير جرم
ولو نطق الزمان بنا لهجانا

ولم يبلغ التشاؤم بالامام الشافعي مبلغه ليقفل حكمه على ما قال في الابيات السابقة وانما قال متفائلا:


اذا شئت ان تحيا سليما من الأذى
ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطق منك اللسان بسوء
فكلك عورات وللناس اعين

وما اجمل ان يعيش الانسان مستمتعا بنعم الخالق جلا وعلا ويتلذذ بمناظرها الخلابة ولعل في اشراقة الصباح اروع منظر يبدا به الانسان يومه بتفاؤل الاشراقة التي بددت عتمة الفجر وينظر الى توهج الشمس كنعمة ساقها المولى لتمحو ظلال الليل المخيف ولا ينسى ان يرقب في نهاية نهاره مغيب شمس ذاك اليوم حينما لا يبقى من تلك الشمس الساطعة الا اشعتها الوردية بعدما تختفي بقرصها الاصفر خلف الافق الواسع ولا اروع من ذلك المنظر الا نظرة التفاؤل التي يعيش بها الانسان كل يوم ومن تفاءل بالخير وجده, فما اضيق العيش لولا فسحة الامل.
** خاتمة:


تواضع تكن كالنجم لاح لناظر
على صفحات الماء وهو رفيع
ولاتك كالدخان يعلو بنفسه
الى طبقات الجو وهو وضيع

عبدالعزيز بن علي الزنيدي
رئيس بلدية الرس

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved