أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th October,2000العدد:10240الطبعةالاولـيالاربعاء 14 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

لِمَ العَجَبُ
عزيزتي الجزيرة:
أنعجب من احقاد اليهود بني صهيون ومناصرة الصليبية لهم؟
أنعجب من معايشتنا في أرض فلسطين المحتلة لواقع أليم يجتر آلامه الشعب الصامد هناك في بلادنا المحتلة؟
لِمَ العَجبُ ؟
أنعجب أننا نرى ونسمع ونعايش هناك بمعايشة اخواننا في فلسطين المحتلة ارهاصات الحرب العقائدية التي يشنها بنو صهيون وبنو صليب (الحليف القوي لليهود) والله عز وجل قال في كتابه العزيز: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
لِمَ العَجَبُ؟
أنعجب من الغدر والخيانة والدناءة والخِسَّة التي يتصف بها اليهود وأعوانهم ومن شايعهم ونصرهم وقد عُرف ذلك عنهم منذ أحقاب التاريخ المنصرمة وقد ورد عن ذلك قرآنا يدل على نقضهم للعهود وللمواثيق فلا مواثيق ولا عهود لهم.
إذاً لِمَ العَجَبُ؟
أنعجب ان اليهودي ومن ناصره يقتل أطفالا أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل,, وهم قد قتلوا أنبياءهم؟
أنعجب ان بني صيهون يتشبثون بالارض التي اغتصبوها وأباحوا دماء أهلها وأعراض محارمها؟
وتاريخهم الماضي والحديث يسطر عليهم الاسطر السوداء القاتمة هم وبني صليب اشياعهم ومناصريهم.
أنعجب عن تعبيرهم عن حقدهم وكرههم لنا نحن المسلمين؟
إذاً لم العجب؟ وكأننا ولأول وهلةٍ نعرفهم!!
العجب يا إخوتي له أسس وقواعد ونظم!
العجب ان معظم القنوات الاسلامية (المحسوبة) والعربية (المحسوبة) مستمرة بترهاتها وتفاهاتها من مجون ودناءة وخسة في برامجها وأفلامها ومسلسلاتها واستهتهارها بمشاعرنا وبديننا وبأخلاقياتنا وبعاداتنا وبتقاليدنا نحن المسلمين.
العجب ان البعض من العرب يطالبون تقليداً لما سمعوا من غيرهم بوجوب ضبط النفس والتحلي بالمرونة وبالسياسة,, الخ!!
العجب ان بعض الاعلاميين العرب (المحسوبين) يطالبون من الشرطة الفلسطينية ان ترمي نباطاتها اقصد بنادقها المسماة بأسلحتها.
العجب بأن نثق ونطالب بالتحكيم الدولي على ان يكون الحليف الاول لليهود هو المحكَّم!!
العجب بأن ينطفىء غضبنا وحماسنا عند نهاية ذلك اليوم الذي نشجب فيه ونندد.
العجب هو ان نضع رؤوسنا على مكاتبنا ونستغرق في دوامة التفكير هل سنجتمع ام لا نجتمع!
العجب بأن هناك قادة عربا إلى الآن يرفضون اجتماع القادة العرب!
والعجب العجاب اننا قد صدمنا انفسنا بالنكتة التي اطلقناها نحن الا وهي بأن العرب بدأ استيقاظهم وبدأت صحوتهم من نومهم العميق والطويل ونسينا او تناسينا اننا قلنا على انفسنا:


ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز إلا النُّوَّمُ.

والعجب الحقيقي بأن الجهاد نُوِّم ويُنَوَّم,, وبعضنا لا يعرف ماذا نعني بالجهاد!
فالجهاد له شروطه وأهمها الارتباط بالله اولا وأخيرا.
فالعجب ان نقول الجهاد في سبيل الوطن وكأن الوطن هو الله.
والعجب الا يقال الجهاد في سبيل الله.
والعجب بأن كل ما يسمى الجهاد من آيات وأحاديث شريفة في المناهج التعليمية العربية قد ازيل من قواميس تلك المناهج!! وكأن الجهاد شيء ثانوي نضعه متى نشاء ونزيله متى شاء غيرنا.
وعلينا ان نعجب بأن كلمة العدو الصهيوني او العدو اليهودي والاعداء المناصرين لهم قد ازيلت من جميع القواميس التعليمية والاعلامية في البلاد العربية النائمة البائسة الذليلة.
والعجب بأن هناك اناسا في كثير من المظاهرات التي اقيمت في بعض العواصم العربية يسيرون ضاحكين طربين ذكورا واناثا متعانقين متحابين ويرقصون وكأنهم في ملهى ليلي كما اعتادوا عليه في حياتهم اليومية.
والعجب بأن البعض يقول هذه مشكلة شعب فلسطيني فما لنا نحن بالموضوع!!
والعجب اننا نتغافل احيانا وكأن الامر لا يعنينا ولم نأخذ من ذلك العبرة والعظة ولم يحس ويشعر البعض منا بآلام اخواننا المسلمين في فلسطين.
الله أعلم هل نحن شعوب ميتة ام نائمة؟ والله ان الموت دفاعا عن ديننا واعراضنا ومقدساتنا عز وشرف ورفعة وعلو.
وان الحياة في ذل على وضعنا العربي والاسلامي الحالي اهانة وحقارة ودناءة وخسة؟
ثم,,, أنعجب من ذلك ونحن فعلا كما قال نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم: غثاء كغثاء السيل .
لا تعجبوا,, لا تعجبوا!!
حسين الراشد العبداللطيف

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved