أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 21st October,2000العدد:10250الطبعةالاولـيالسبت 24 ,رجب 1421

مقـالات

وسميات
علينا الصبر,, حتى؟!
راشد الحمدان
لا يستطيع العرب ان يتخطوا الزمن,, لكي يسجلوا انتصاراً نهائياً ذا بريق على اليهود,, لذلك كان من الأولى أن يكون الحبل الممسوس قابلاً للجذب الهادئ بحيث لا يتعرض للقطع,, ونحن العرب,, لاحظوا نحن هذه نحب ألا ينقدنا أحد في تصرفاتنا ونحب ألا نتعرض للإهانة، ونحب ألا نتعرض للشتم الجارح,, ولعل الأمم الأخرى لا تقل عنا في هذه النواحي,, الفرق ان الآخرين يعالجون أمورهم قبل أن يحدث شيء من تلك الاهانات لهم, ونحن,, نتعرض لتلك الاهانات ابتداء لان عدونا يعرف كيف يثيرنا، وكيف يجعلنا نأتي بكل ما نملك من الاندفاعات والحماقات,, فإذا بدأنا الاندفاع,, انكشفنا وعرف الآخرون أن أكثر ما نملك من معدات للقتال هي اللغة، وقد ورثنا هذه الصفات من قديم الزمان عندما قال عمرو ابن كلثوم.


اذا بلغ الفطام لنا صبي
تخر له الجبابر ساجدينا
ونشرب ان أردنا الماء صفواً
ويشرب غيرنا كدراً وطينا

ذاك يوم كان السيف هو السلاح الفتاك، والخيل هي الوسيلة للكر والفر ورغم ما نملكه من مال، إلا أننا نستغرب كيف ان هذا المال لم يستطع جلب السلاح الذي يجعل العدو يحسب لنا ألف حساب، ونذكر ماضينا وأناشيد وقصائد اجدادنا واسلافنا,, وما زالت الكلمة في عالمنا العربي تغلف في غلاف غير شفاف.
لذلك تجد أحوالنا تتردى,, وتتشكل، ويطمع فينا أحقر المخاليق.
لذلك كان من الأولى أن تأتي الأمور كما هو مقدر أزلاً، لاننا لو كنا نعرف ما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم عنا,, حيث قال: تتكالب عليكم الأمم كتكالب الأكلة على قصعتها قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل,
وماذاك إلا لأننا اهتمينا بالماديات ونسينا الروحانيات، وأهملنا كثيراً من الحقوق الشرعية التي يتطلبها ديننا الحنيف، ولم نعد نصدق مع الله، فوكلنا إلى أنفسنا وتكالبت علينا الأمم,, حتى الأمم المتحدة بأمينها، يستنكر ما فعله المقاومون بأسر ثلاثة جنود يهود، ولم يستنكر قتل الأطفال واغتصاب الأرض لانه يعرف ان زميلاً له قتله اليهود عندما وقف يوماً ما مع الحق، ومن المؤسف انه يسمى الأمين,, وقد أخبرنا سيد الخلق بانه اذا وكل الأمر إلى غير أهله فعلينا انتظار الساعة، وكم في هذا العالم المتلون من واحد وكل الأمر إليه وهو ليس من أهله,, علينا الصبر,, حتى يأتي اليوم,, الذي يقول فيه الحجر ,, يا مسلم خلفي يهودي تعال فاقتله.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved