أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 21st October,2000العدد:10250الطبعةالاولـيالسبت 24 ,رجب 1421

محليــات

مؤتمر وزراء التعليم العالي يضع النقاط على الحروف
أرقام مخيفة تكشف الأمية العلمية والتكنولوجية في الدول الإسلامية!!
د, التويجري: 54% من المسلمين أميون والتنمية في دولنا تحتاج 72 مليون عالم لا يتوفر منهم سوى 7 ملايين!!
* الرياض احمد الرشيد
شهد الاسبوع الماضي انعقاد المؤتمر الاسلامي الاول لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي في الدول الاسلامية والذي قامت بتنظيمه وزارة التعليم العالي بحضور ممثلين عن 56 دولة و11 منظمة دولية.
وتركزت مداولات المؤتمر بصورة خاصة على استشراف المستقبل من خلال الربط المحكم بين تخطيط السياسات العلمية والتكنولوجية في كل دولة وبين التعاون في مجال تطبيق استراتيجية تطوير العلوم والتكنولوجيا في البلدان الاسلامية في إطار من العمل الاسلامي المشترك.
وبرزت من خلال الكلمات التي القيت في المؤتمر الحاجة الملحة الى تأمين ثلاثة عناصر لتحقيق النهضة العلمية والتكنولوجية وهي الإرادة السياسية العليا والخطط المناسبة والموارد المالية.
وقد حظيت اوضاع البحث العلمي في الدول الاسلامية بنصيب وافر من البحث والمناقشة خلال جلسات المؤتمر وكذلك العمل على محو الامية العلمية والتكنولوجية في الدول الاسلامية حيث دعا المؤتمر الدول الاعضاء الى تعزيز جهودها في هذا المجال والى تطوير المعارف العلمية والتكنولوجية من خلال تعميم البرامج العلمية المتخصصة للنهوض بأنشطة البحث العلمي بها وتمكين شعوبها من مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي.
وكان من بين التقارير التي عرضت على المؤتمر تقرير عن اوضاع البحث العلمي في الدول الاسلامية يشير الى ان الموارد المالية المخصصة لدعم البحث العلمي تقل عشر مرات عما ترصده الدول المتقدمة للغرض ذاته وان العمالة العلمية والتقنية التي تشتغل بالبحث في الدول المتقدمة تفوق نظيرتها في الدول الاسلامية عشرين مرة,, اما معدل المقالات العلمية لكل باحث في الدول الاسلامية فهو 0,1% سنويا بينما يبلغ نظيره في البلدان المتقدمة مقالا علميا واحدا على الاقل لكل باحث في المجالات العلمية والتقنية.
رئيس المؤتمر معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري الذي ادار جلسات المؤتمر بكل حكمة وحنكة علق على الاوضاع العلمية التي تطرق لها المؤتمر بقوله,, لاشك ان دور التعليم العالي ومؤسساته البحثية مهم جدا في إعداد مجتمعاتنا الاسلامية لمواجهة واقع الحياة المعاصرة ومتطلباتها وتهيئتها لمواجهة الغد بكل تحدياته.
ويضيف معاليه,, لابد وان يتجسد التضامن الاسلامي في هذا الضرب من التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا بل نستطيع القول ان تقوية روح التضامن الاسلامي في هذا المجال الحيوي ضرورة ملحة بحكم ان اكبر معوقات التنمية الشاملة في العالم الاسلامي هو الضعف الشديد والقصور الحاد في القدرات العلمية والابداعات التكنولوجية,, لذلك فنحن مدعوون اليوم واكثر من اي وقت مضى الى ان نولي اكبر اهتمامنا للتعاون العلمي والتكنولوجي في موازاة مع التعاون التربوي والثقافي الذي قطعنا فيه اشواطا لا بأس بها.
ونوه معالي الدكتور العنقري الى ان المؤتمر عمل على الخروج بتوصيات محددة وواضحة وواقعية حول التعاون العلمي والتعاون في مجال البحث العلمي والعمل المشترك لتطوير مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في الدول الاسلامية.
من جانبه يقول معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ان اوضاع العلم والتكنولوجيا في البلدان الاسلامية توجد في مستويات متدنية لا تليق بالامة الاسلامية المأمورة شرعا بطلب العلم.
ويضيف معاليه قوله ان هذه الازمة العلمية نتاج لتفشي الامية في معظم الدول الاسلامية التي تسجل اعلى نسبة لها في العالم حيث تبلغ نسبة الامية في العالم الاسلامي 54% وكذلك ضعف الموارد المالية المرصودة لدعم العلم والتقنية.
ويطرح الدكتور التويجري بعض الارقام التي تشخص حالة العلم في غالبية الدول الاسلامية ويوضح ان مجموع الكفاءات العلمية والتكنولوجية المؤهلة تأهيلا عالياً حاليا في العالم الاسلامي يقدر بحوالي سبعة ملايين وستمائة الف عالم وهي نسبة لا تتعدى 3,7% من مجمل الكفاءات العلمية والتكنولوجية في العالم,, ولا يتجاوز عدد المتفرغين للبحث العلمي في خدمة تنمية العالم الاسلامي نسبة 1,18% من المجموع العالمي.
ويعلق الدكتور التويجري على تلك الارقام بقوله انها تشير بوضوح الى ان الدول الاسلامية تفتقر في مجملها الى ثقافة البحث العلمي في خدمة التنمية والبيئة ويظهر هذا جليا في ضآلة ما ينفق على اغراض البحث العلمي اذ ان نسبة ما ينفق في مجالات البحث العلمي والتكنولوجي في خدمة التنمية قياسا الى الناتج الداخلي الاجمالي في البلدان الاسلامية لا تتعدى 0,7% في حين تتراوح النسبة في الدول المتقدمة بين 2,9 و2,5%.
ويقول المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ان استراتيجية تطوير العلوم والتكنولوجيا في البلدان الاسلامية التي ناقشها المؤتمر تشير الى ان احتياجات العالم الاسلامي التنموية تتطلب العمل على توفير 72 مليون متخصص في المجالات العلمية والتكنولوجية على الاقل على ان يتفرغ 10% منهم لانشطة البحث العلمي في خدمة التنمية.
اما الدكتور احمد زويل الحاصل على جائزة الملك فيصل وجائزة نوبل والذي القى محاضرة ضمن فعاليات المؤتمر فيرى انه اذا لم توجد القاعدة العلمية الجيدة في البلدان الاسلامية لا يمكن ان تتقدم على المستوى العلمي والتكنولوجي.
ويشير الدكتور زويل إلى ان الوضعية الاقتصادية والعلمية هابطة في معظم الدول الاسلامية وانه لا بد من معالجة قضية الامية في العالم الاسلامي وإعادة هيكلة التعليم لكي تتجاوب مع معطيات اليوم ولابد من وجود نظام مرن في التعامل مع العلماء والباحثين والبعد عن البيروقراطية في اتخاذ القرارات وإتاحة الفرصة وتسهيل إجراءات مشاركة الباحثين المسلمين في المؤتمرات العالمية.
ويقترح الدكتور زويل إجراء عمليات سريعة لمعالجة الضعف في القاعدة العلمية من خلال ايجاد نظام واضح وتوفير مراكز تطوير تعنى بهذا التغيير وفق ظروف كل دولة.
ويطالب الدكتور زويل المسلمين بالعمل بتعاليم دينهم الاسلامي الذي يدعوهم لطلب العلم ويحثهم على التفكير وهو دين سماوي لا يتعارض مع التقدم العلمي بل يشجع عليه ويشجع على تطوير المدارك في مختلف العلوم النافعة.
وللدكتور فاروق الباز رئيس مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن الامريكية والذي شارك في المائدة المستديرة التي عقدت خلال المؤتمر له رؤية خاصة حول توقيت انعقاد المؤتمر حيث يرى انه توقيت في غاية الاهمية فنحن على ابواب عصر المعلومات وقد فات على العالم الاسلامي عصر التصنيع وعصر الذرة وعصر الفضاء ولا يجب ان يفوتنا عصر المعلومات الذي نستطيع دخوله بسرعة فائقة لانه لا يستدعي عددا كبيرا من الخبراء ولا يحتاج الى ثروة طائلة ولذلك فتوقيت المؤتمر هيأ الطريق لدخولنا والعمل على اللحاق بركب التكنولوجيا المتطورة.
ويضيف الدكتور الباز,, المطلوب ليس فقط ان نتعلم كيف نستخدم التكنولوجيا ولكن لابد من ان نشارك في تطويرها.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved