أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 23rd October,2000العدد:10252الطبعةالاولـيالأثنين 26 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

هل فارق الحياة؟
الإرشاد الطلابي,, محاولة لإعادة النبض!
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
توفي مؤخرا (التوجيه والارشاد الطلابي في وزارة المعارف) وقد ادى الى وفاته المفجعة اصابته بجلطة في الدماغ وتوقف الدورة الدموية واصابته بالفشل الكلوي وتليف الكبد وشلل كامل في الاطراف.
هذا ما حصل للارشاد الطلابي بالفعل وعلى ارض الواقع (اذا ما شبه بالانسان) ولنا ان نسال عن سبب الوفاة مع انه قدم له الكثير من المال والجهد وكانت الوزارة تنتظر منه نتائج مثمرة في خدمة العملية التعليمية لا سيما ان له من العمر حوالي اثني عشر عاما.
ان سبب الوفاة يرجع الى عدة ظروف متداخلة مع بعضها البعض، لكن يمكننا ان نسلط الضوء على السبب الرئيس في الوفاة والذي هو (القلب) فالعضو الرئيس والذي يضخ التعليمات الى ادارات التعليم ومن ثم تنتقل تلك التعليمات بعلاتها الى المرشدين الطلابيين في المدارس لم يكن ذلك العضو بالقوة والمقدرة التي تساعده على تقديم الخدمات الصحيحة والتخطيط السليم والدراسة والبحث المتأني حتى يمكن ان يطور من خدمات الارشاد في المدارس بدل ان يتخبط في القرارات والتعليمات الارتجالية.
ان المتتبع لمسيرة الارشاد ليلحظ ان الامور تسير من السيء الى الاسوأ، وذلك لوجود من لا يعي من أمور الارشاد الا الزيارات الميدانية والتي سيحصل من خلالها على مقابل مادي وعلى الدورات التدريبية وحضور الندوات والمؤتمرات الخارجية, والمهم لديه المردود المادي من وراء ذلك.
واذا ما كان الامر يتعلق بتقديم او ابتكار افكار ارشادية لتطوير الخدمة المقدمة فان الامور تؤخذ مأخذ الاجتهادات الشخصية هذا اذا عرفنا ان اداة من اهم ادوات الارشاد الطلابي وهي (دراسة الحالة) قد تم اعدادها من قبل شخص واحد في الادارة العامة للارشاد الطلابي في الوزارة دون ان يكون هناك دراسة وبحث وعقد اجتماعات لدراستها قبل ان تقدم للمرشدين لتطبيقها على الطلاب والواقع كشف الحقيقة فقد لاقت فشلا ذريعا واكبر دليل على ذلك ان مشرفي الارشاد في ادارات التعليم لم يعودوا يسألون المرشدين عن مدى تطبيقهم لها, مما اضطر بعض المرشدين المخلصين الى ابتكار نماذج لدراسة الحالة تواكب الواقع وليست خيالية لا تصلح إلا على طلاب كوكب المريخ.
اما سجل الطالب فان الوزارة نفسها قد اوقفت طباعته لقناعتها بعدم جدواه فالمرشد يقوم كل عام بتعبئة سجل يتكون من 20 ورقة لكل طالب في المدرسة (بعض المدارس تحوي 800 طالب) ثم يوضع بعد ذلك في ملف الطالب حتى تخرجه من المرحلة التي هو فيها ومن العجب ان بعض المشرفين يطالبون المرشد الطلابي بتعبئة ذلك السجل فاذا حاول المرشد ابداء وجهة نظره بعدم جدوى ذلك فان جواب المشرف هو انه يعرف ذلك ومؤمن بعدم اهميته لكنه مطالب امام ادارة الارشاد بسؤال المرشد عنه وهذا في نظري قمة التخبط.
والغريب ان الادارة العامة للتوجيه والارشاد الطلابي في وزارة المعارف (وهي القلب الذي تحدثنا عنه في البداية) تتلقى كل يوم ملاحظات على برامجها التي تقوم باعدادها وذلك من المرشدين الطلابيين ومشرفي الارشاد في المناطق ومع ذلك فانه يتم حفظها قبل فتح المظاريف والاطلاع على ما بداخلها وسبب ذلك انها تحال الى مشرف واحد يقوم بتجميعها لعام كامل حتى يعد تقريرا بها في نهاية كل عام لكن الذي يحصل ان التقرير يظهر كل عام معبرا عن رضا المرشدين في المدارس والمشرفين في ادارات التعليم عن برامج الارشاد مع ان الظروف لم تفتح.
فإذا عرفنا ان الوضع قد وصل الى هذا الحد فكيف لنا ان نتوقع ان تستمر الوزارة في تقديم خدمات الارشاد في المدارس وانا على قناعة تامة فيما لو استمر الوضع على ما هو عليه الان لسنوات قلائل فان وزارة المعارف بكل تأكيد ستتخذ قرارا بإلغاء وظيفة المرشد الطلابي وايقاف تقديم خدمات الارشاد الطلابي في المدارس.
ان اكبر دليل على ان الخدمات المقدمة حاليا ليست ذات فائدة تعود على الطالب ويفرَّغ المرشد لها طوال العام الدراسي ويبقى مكانه في المدرسة محجوزا له حتى عودته لها العام الذي يليه ومع غياب المرشد عن المدرسة عاما دراسيا كاملا فان الامور في المدرسة تسير بنفس المستوى الذي كانت عليه اثناء وجود المرشد الطلابي.
بل ان هناك الكثير من المدارس لا يوجد بها مرشد طلابي ومع ذلك فان نتائج الطلاب في بعض تلك المدارس افضل بكثير من نتائج الطلاب في المدارس التي يوجد فيها مرشد طلابي.
اننا الآن امام خيارين اما ارشاد طلابي (علمي واكاديمي وميداني) او لا ارشاد فاذا رضينا بالاخير فان الامر سينتهي وسيقفل ملف الارشاد الطلابي في وزارة المعارف واذا اردنا الامر الاول وهو وجود ارشاد يقوم على العلم والمعرفة والتخطيط السليم والتجربة الميدانية فان الامر لا يتطلب الكثير بل ان القيام ببعض الاجراءات البسيطة مبدئيا سيغير الوضع بدرجة كبيرة الى الافضل والى الامام.
وسأضع بعض النقاط التي يمكن ان تسهم في حل المعضلة وان كانت قاسية على البعض لكن الانسان قد يضطر الى بتر عضو من أعضاء جسمه اذا كان ذلك سينقذ حياته ومن تلك النقاط:
1 الاستغناء عن خدمات بعض مشرفي الارشاد في الادارة للارشاد الطلابي في جهاز الوزارة واحلال آخرين مكانهم.
2 اجراء دراسة شاملة (على المستوى الوطني) على برامج الارشاد دون اعتبار لما هو موجود من برامج واشراك اساتذة الجامعات والمرشدين الطلابيين ولكن دون اشراك مشرفي الارشاد في الوزارة وذلك حتى لا يكون هناك تحيز في النتائج لما هو مشابه للواقع وبذلك نضمن امتزاج الخبرة العلمية بالخبرة الميدانية ونعزل المتغير الذي قد يخل بالدراسة واقترح ان يكون ذلك من خلال البحوث السنوية المدعومة من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
3 ايقاف كل الدورات وحضور الندوات والمؤتمرات والانتدابات الداخلية والخارجية والتي كانت تقدم لمشرفي الارشاد في الوزارة حتى يتبين المشرف الذي يعمل من اجل الارشاد والمشرف الذي يعمل من اجل الفرص والمصالح الشخصية واقترح ان تحول تلك الفرص لمشرفي الارشاد في ادارات التعليم والمرشدين الطلابيين في المدارس حتى تزيد من خبراتهم وتكون حافزا لهم على الجد والاجتهاد اضافة الى انهم سيحلون محل مشرفي الارشاد في الوزارة مثلما كانوا قبل عملهم في الوزارة ويمكن ان يعود مشرفو الارشاد في الوزارة الى العمل في المدارس مرشدي طلاب كيف وقد اصبح لديهم من الخبرة ما يمكنهم من تحقيق افضل النتائج.
4 تقليص الاعمال المكتبية التي يقوم بها المشرف الطلابي والتي تمثل 65% من اعماله حسب دراسة الدكتور محروس الشناوي حول الاعمال التي يقوم بها المرشد الطلابي وفي المقابل فانه ينبغي ان تركز الجهود على اعطاء المرشد الطلابي الثقة في النفس وانه محل الثقة وليس مكان اتهام كما هو معمول به الآن.
5 الزام مشرفي الارشاد في الوزارة وفي ادارات التعليم بتقديم نتاج فكري وعلمي سنوي من خلال البحوث والدراسات ويتم تحكيمها من قبل اساتذة الجامعات او مراكز البحث التربوي ويحدد بقاء المشرف في الاشراف الطلابي من خلال قبول نتاجه الفكري المقدم.
6 عرض كل ما يصدر من ادارة الارشاد في الوزارة على الادارات الاخرى في الوزارة لتعطي رأيها في ذلك الاصدار قبل تعميمه على المدارس حتى تكون قاعدة المشاركة اكبر في ابداء الرأي.
7 التركيز على التقييم الدوري لجهود وانجازات ادارة الارشاد في الوزارة للتحقق من مدى قيامها بالمهام الموكلة لهم من حيث الكم والكيف.
إن ما يدعونا الى ان نكتب وننشر هو احساسنا بالمسؤولية الوطنية تجاه رأس المال البشري والذين هم ابناؤنا واجيالنا القادمة، وكذلك لمعرفتنا بالاهتمام الذي يوليه ولاة الامر ومن بعدهم المسؤولون وعلى رأسهم معالي وزير المعارف الذي يحرص على تحقيق أفضل النتائج وانا على يقين ان معالي الوزير غير راض عن واقع الارشاد الطلابي,كلنا امل في ان نلحظ تغيرات مشاهدة تحقق المصلحة الوطنية دون النظر الى المصالح الشخصية او المحسوبية.
وختاما فانني انقل لكم بشارة عسى ان تعيد الامل في نفوسكم فقد صرح الاطباء بأن الارشاد الطلابي الذي ذكرنا انه توفي مازال على قيد الحياة بشرط وجود الاجهزة الطبية واشاروا الى انه مازال الامل موجودا في عودته الى الحياة بشرط ان تعالج الاسباب بالعلاج المناسب,ودمتم والارشاد الطلابي على قيد الحياة،،،،،
خالد صالح الفايز
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved